Issue-215
Issue-215
Issue-215
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مقدمة اترجم<br />
يومية دقيقة. ورغم ذلك كله فاؤلف يأخذ على الحوارات والتقيات الكثيرة<br />
أنها «نخبوية» الطابع ولا تحصل على مستوى جماهيري.<br />
ومن أجل أن لا ينحصر موقفه في ملاحظات انتقادية تعقيبية يقدم<br />
جورافسكي مساهمة قيمة من وجهة نظرنا في الأسس والنواحي<br />
الاجتماعية الثقافية التي يجب أن يقوم عليها الحوار الإيجابي الفعال ب<br />
اسلم واسيحي.<br />
وينهي اؤلف كتابه بفصل مطول عن مسيحيي الشرق الأدنى في ظل<br />
أغلبية إسلامية. بدءاً من ظهور الإسلام ومرورا بالقرون الوسطى وانتهاء<br />
بوضعهم في النصف الثاني من القرن الحالي مع إعطاء تحليلات رقمية<br />
إحصائية لكل تجمع مذهبي على حدة. ويفرد بحثا خاصا يضمنه رأي<br />
عدد من كبار دعاة النهضة والتنوير اسيحي العرب في أساليب وطرق<br />
التخلص من التشرذم الطائفي واذهبي والانخراط في الحركة القومية<br />
العربية التي لا تفرق في منطلقاتها وأهدافها ب مواطن وا^خر تبعا لانتمائه<br />
العرقي والطائفي واذهبي. ويسلط الضوء على ا^رائهم التي روجت عبر<br />
مجموعة واسعة من الصحف واطبوعات الدورية واؤلفات اوسوعية<br />
الأساسية في مسائل وإشكاليات يعانيها مجتمعهم العربي مثل اللغة<br />
استخدمة في طقوس الكنائس ومشكلات العلمنة والقومية ودين الدولة...<br />
الخ ويعطي الرواد اسيحي القومي حقهم من التقدير عبر حديثه عن<br />
أيديولوجية العروبة في ضوء مسألة العلاقات الإسلامية اسيحية في<br />
انطقة العربية. مستنتجا أن مستقبل اسيحية في البلدان العربية<br />
بانخراطها الكامل في حياة هذه البلدان وأن تكون جاهزة لتحمل اصير<br />
نفسه مع اسلم مهما كان هذا اصير دون بناء أوهام زائفة على الغرب<br />
الذي لا يهمه سوى مصالحه الاستراتيجية التي تستفيد بصورة واسعة<br />
ومجانية من «العزلة الطائفية» ومن اشاعر السلبية و«عُصاب الأقلية»<br />
ومن «الشعور بالتفوق» و«الهيمنة» و«التفرد» بالوطنية على «الا^خر» أيضاً<br />
والذي يتحول ب فترة وأخرى إلى اعتداء ومطاردة وحتى إلى «التهجير<br />
الجماعي» والاتهام ب «العمالة والخيانة».<br />
ومن جانبنا فإننا نعتقد أن كتاب «اسيحية والإسلام» هد لإرساء<br />
أسس موضوعية لا طائفية لحوارات حقيقية من أجل مزيد من التقارب<br />
15