Issue-215
Issue-215
Issue-215
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
طبيعة الاقتباسات الثقافية في القرون الوسطى<br />
التقريب ب الشريعة والحكمة (الفلسفة) كتابه «فصل اقال في ما ب<br />
الحكمة والشريعة من اتصال» وكتابه «الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد<br />
الة» وهما يشتملان على بسط صريح وواضح ذهبه في هذه اسألة.<br />
والحقيقة أنه يلزم عن مذهبه في الصلة ب الفلسفة والشريعة أن القول<br />
الفصل في كل اسائل التي يُشكلُ فيها الأمر أو تصطدم فيها الشريعة<br />
بالفلسفة يبقى للفلسفة وأصحابها وأن العقل هو رائد الإنسان وهاديه<br />
في بحثه عن اعارف حتى الإلهي منها ودور الدين في هذا السياق دور<br />
احتياطي بديل للفلسفة التي توجب عليها إعطاء تصورات عامة غير<br />
متداولة ولم تسلط أضواء الحقيقة عليها من قبل (٦١) . ولا يبقى إلا القول<br />
إن ابن رشد كان شديد الإعجاب برأي الفلاسفة وعلى رأسهم أرسطو<br />
طبعا ولهذا كان يعتقد بأنهم (أي الفلاسفة) لا كن أن يخطئوا حتى وإن<br />
أدى به هذا اوقف إلى الاصطدام والخروج عن اعطيات الدينية اتواضع<br />
عليها في عصره (×٢٥) .<br />
وقد تصدى لدحض الرشدية في الغرب كل من ألبرت الكبير وتوما<br />
الأكويني وروند لول (×٢٦) . بل إن الكنيسة أدانت أكثر من مرة ا^راء الرشدي.<br />
أما ابن رشد ذاته فبعد أن كان لقبه في أوروبا «الشارح الكبير» و«صانع<br />
التفسير الكبير»... الخ أصبح الا^ن يطلق عليه صفة «العون» ولقب<br />
«الصخاب الحقود» و«العربي الكافر» (٦٢) .<br />
وإذا كان الاتجاه الوحيد اسيطر في علم الكلام اسيحي الأوروبي<br />
(×٢٥) هذا الرأي سبق أن أطلقه استشرق الهولندي اعروف دي بور (١٨٦٦-١٩٤٢) حينما قال:<br />
كان ابن رشد يرى أن أرسطو هو الإنسان الأكمل وافكر الأعظم الذي وصل إلى الحق الذي<br />
لايشوبه باطل. حتى لو كشفت أشياء جديدة في الفلك والطبيعة ا غير ذلك من هذا الحكم<br />
شيئا». (انظر: دي بور تاريخ الفلسفة في الإسلام ترجمة محمد عبدالهادي أبوريدة القاهرة<br />
لجنة التأليف والترجمة والنشر ١٩٥٧ ص٤). (اترجم).<br />
(×٢٦) روند لول: راهب فرنسيسكاني رسم مطرانا لطليطلة في السنة نفسها التي ولد فيها ابن<br />
رشد في قرطبة (١٢٢٦م). أسس معهدا لنقل العلوم العربية إلى اللاتينية بطريقة منظمة حيث<br />
ترجم اوسوعات العلمية والفلسفية العربية الشهيرة ا^نذاك ويقول الدكتور محمد ياس عريبي<br />
إن مدرسة اطران روند كانت الدافع الأول لظهور مدارس اللغة العربية للمبشرين وإدخال اللغة<br />
العربية بالجامعات الأوروبية التي ظهرت بسببها مدارس الاستشراق منذ بداية القرن السادس<br />
عشر (الدكتور محمد ياس عريي الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي: نقد العقل<br />
التاريخي ج١ الرباط اجمللس القومي للثقافة العربية ط٬١ ١٩٩١ ص١٤٩). (اترجم)<br />
51