11.11.2016 Views

الأكف ارتفعت بالدعاء غيثك يا رب

a_alwatan

a_alwatan

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

تقارير<br />

$ السنة (22) - الجمعة 11 من صفر ‎1438‎ه الموافق 11 نوفمبر ‎2016‎م العدد (7740) 15<br />

المغ<strong>رب</strong>:‏ مطالب بتوسيع صلاح<strong>يا</strong>ت الملك<br />

الملاذ الأخير<br />

ال<strong>رب</strong>اط-‏ $- عماد فواز<br />

مازالت الاحتجاجات<br />

الشعبية في مدينة<br />

‏«الحسيمة»–‏ شمال<br />

المغ<strong>رب</strong>-‏ مستمرة<br />

لأكثر من عشرة أ<strong>يا</strong>م،‏<br />

على خلفية مصرع<br />

‏«بائع أسماك»‏ سحقاً‏<br />

داخل شاحنة ‏«قمامة»،‏<br />

وطالب المحتجون<br />

في بداية احتجاجاتهم<br />

عقب الحادث مباشرة،‏<br />

بمحاسبة المقصرين<br />

والمتسببين في<br />

مصرع ‏«محسن<br />

فكري‏-‏ سنة»‏ بائع<br />

اسماك،‏<br />

﴿ من المظاهرات<br />

العلاقة بين<br />

‏«الر<strong>يا</strong>فة»‏<br />

والسلطة<br />

معقدة..‏ والملك<br />

الملاذ الوحيد<br />

للمواطنين<br />

مقتل بائع السمك<br />

سحقاً‏ في شاحنة<br />

قمامة تأكيد على<br />

فشل السلطات<br />

المحلية في<br />

التعامل مع<br />

المواطنين<br />

وبعد اتساع نطاق الاحتجاجات طالب<br />

المهتجون بتدخل العاهل المغ<strong>رب</strong>ي شخص<strong>يا</strong>ً‏<br />

للهد من سلطة الشرطة والسلطات المهلية<br />

بشمال المغ<strong>رب</strong>،‏ والتي أطلق عليها المهتجون<br />

‏«الهكرة»–‏ بمعنى القمع باللهجة المغ<strong>رب</strong>ية-،‏<br />

وتعد هذه المطالب إعادة لتوسيع صلاح<strong>يا</strong>ت<br />

الملك محمد السادس‏ بعد أن طالب المهتجون<br />

من قبل في فبراير 2011– بالمواكبة لموجات<br />

ال<strong>رب</strong>يع الع<strong>رب</strong>ي-‏ بتقليص‏ صلاح<strong>يا</strong>ت الموءسسة<br />

الملكية،‏ وترتب عليها تراجع الملك للخلف<br />

خطوات،‏ وترك السلطة للهكومة المنتخبة<br />

وللأحزاب الس<strong>يا</strong>سية،‏ وبعد أكثر من خمس‏<br />

سنوات،‏ خرج المواطنون في الشوارع من<br />

جديد،‏ مطالبين بتدخل الملك لإعادة الأمور<br />

إلى نصابها الصهيه وحمايتهم من ‏«حكرة»–‏<br />

قمع-‏ السلطات المهلية التي تعسفت ضدهم<br />

بمختلف الأشكال ووصلت لهد ‏«السهق في<br />

س<strong>يا</strong>رات القمامة»–‏ على حد وصفهم.‏<br />

علاقة معقدة<br />

من جانبه يقول سعيد المراكشي،‏ رءيس‏<br />

جمعية ‏«الر<strong>يا</strong>فة»‏ لهقوق الإنسان-منظمة<br />

مدنية-‏ إن العلاقة بين السلطات المهلية<br />

والمواطنين في مدن شمال المغ<strong>رب</strong> معقدة<br />

وداءماً‏ ما يعتريها التوتر والشد،‏ لأسباب<br />

عديدة أهمها التاريخ الطويل من الاضطهاد<br />

والصراعات بين المواطنين و«المخزن»–‏<br />

السلطة-‏ لكون طبيعة المواطنين في<br />

‏«الر<strong>يا</strong>فة»–‏ الريف في شمال المغ<strong>رب</strong>-‏ تحكمها<br />

العصبية والهدة في التعامل مع ممشلي<br />

السلطة،‏ من هنا يولد التوتر والخلاف داءماً،‏<br />

ومنذ عقود طويلة مضت شهد ريف شمال<br />

المغ<strong>رب</strong> العديد من الاحتجاجات الواسعة<br />

خاصة احتجاجات أعوام ‎1958‎و‎1959‎ وتصدت<br />

لها السلطة بكل قسوة مخلفة آلاف الضها<strong>يا</strong>،‏<br />

وكان التدخل الملكي داءماً‏ منذ عهد الملك<br />

الراحل محمد الخامس‏ ‏«رحمه االله»،‏ لصاله<br />

المواطنين،‏ وفيصل مهم لفض‏ الاشتباك قبل<br />

تفاقم الأمور،‏ وفي عهد المغفور له الملك الهسن<br />

الشاني،‏ كانت السلطة ‏«المخزن»‏ أشد قسوة<br />

مع سكان الشمال،‏ حيش يتسمون بالهدة<br />

والعصبية لأسباب عديدة مشل ‏«انتشار<br />

الأمية والقبلية والإحساس‏ الداءم لدى المواطن<br />

بالاضطهاد»،‏ وهو ما أدى أيضاً‏ لاحتجاجات<br />

عديدة،‏ أكثرها دموية كانت احتجاجات<br />

أعوام 1971 و‎1984‎ وقوبلت بقمع شديد لكن<br />

هذه المرة كانت بموافقة الهسن الشاني،‏<br />

وكان غالباً‏ ما ينهاز في النهاية للمواطن،‏<br />

لكن بعد أن يهفظ للسلطة هيبتها،‏ وهو ما<br />

نمى الإحساس‏ بالاضطهاد بنسبة كبيرة،‏<br />

لكن في عهد الملك محمد السادس،‏ منذ<br />

أن تولى السلطة عام 1999، فته صفهة<br />

جديدة مع أهالي شمال المغ<strong>رب</strong>،‏ ودارت<br />

عجلة التنمية والاهتمام بشمال المغ<strong>رب</strong> بعد<br />

سنوات طويلة من الإهمال ‏«كعقاب»،‏ وتراجع<br />

الشعور بالاضطهاد من جانب ‏«المخزن»–‏<br />

السلطات المهلية-،‏ وبعد الهراك الشعبي<br />

في المغ<strong>رب</strong> في فبراير 2011، والمواكب<br />

لأحداش ال<strong>رب</strong>يع الع<strong>رب</strong>ي في العديد من الدول<br />

الع<strong>رب</strong>ية،‏ تراجعت سلطة الملك بهكم<br />

الدستور الجديد امتشالا لمطالب الشعب،‏<br />

وتولت حكومة بنكيران السلطة ومنذ ذلك<br />

الهين وحتى اليوم،‏ لكن الأمور لم تسير في<br />

الاتجاه الذي تطلع إليه المواطنون في شمال<br />

المغ<strong>رب</strong>،‏ وحدثت تجاوزات جديدة من جانب<br />

مسوءولين محليين تجاه المواطنين،‏ وأيضاً‏<br />

برلمانيين وعادت وتيرة الإهمال تض<strong>رب</strong> الريف<br />

الشمالي من جديد لصاله المدن الكبرى<br />

‏«الدار البيضاء وال<strong>رب</strong>اط»،‏ مما نمّ‏ ا من جديد<br />

الإحساس‏ بالاضطهاد،‏ وجاء حادش مقتل<br />

باءع السمك الشاب ‏«محسن فكري‎29‎‏-‏ سنة»‏<br />

يوم الجمعة 29 أكتوبر ليفته من جديد ملف<br />

‏«تجاوزات المخزن»،‏ وخرج المهتجون في<br />

الشوارع لأكثر من عشرة أ<strong>يا</strong>م مطالبين الملك<br />

بالتدخل شخص<strong>يا</strong>ً،‏ وتزايدت المطالب بأن<br />

تعود الصلاح<strong>يا</strong>ت للملك من جديد ليشرف<br />

بنفسه على كل شيء،‏ بعدما تراجعت<br />

التنمية في مدن الشمال وتزايد التجاوزات<br />

وحوادش القمع.‏<br />

صلاح<strong>يا</strong>ت الملك<br />

ويشير محمد احميدو،‏ أستاذ العلوم<br />

الس<strong>يا</strong>سية بجامعة الهسن الشاني،‏ إلى أن<br />

الفساد والقمع وتدني مستوى الخدمات داخل<br />

المصاله الهكومية خاصة في السنة الماضية،‏<br />

دفع الملك محمد السادس‏ إلى التدخل بخطاب<br />

وصف ب«التاريخي»‏ بمناسبة بداية الولاية<br />

البرلمانية الجديدة الشهر الماضي،‏ انهاز<br />

فيه للمواطن ووجه رسالة مباشرة وحازمة<br />

للمسوءولين في مختلف القطاعات بضرورة<br />

التسهيل على المواطنين،‏ وإنجاز مصالههم<br />

ومعاملاتهم اليومية داخل الموءسسات الهكومية<br />

بسرعة ودون الاثقال عليهم،‏ وتساءل الملك في<br />

خطابه ‏«ماذا يعني أن تصل ألاف الشكاوى<br />

يوم<strong>يا</strong> إلى الديوان الملكي؟»‏ قبل أن يجيب ‏«هذا<br />

يعني سوء إدارة وفشل حكومي»،‏ ووجه الملك<br />

جميع المسوءولين بضرورة التعامل الجدي مع<br />

المواطن وعدم تعطيل مصالهه،‏ ولهذا السبب<br />

ردد المواطنون خلال الاحتجاجات الأخيرة اثر<br />

مقتل باءع السمك محسن فكري،‏ بضرورة<br />

تدخل الملك بشكل مباشر في أمور تسيير<br />

البلاد،‏ وإعادة صلاح<strong>يا</strong>ت الموءسسة الملكية كاملة،‏<br />

وخاصة ما يخص‏ الإشراف على الهكومة.‏<br />

وأضاف أحميدو،‏ قبل عام 2011 كان الملك محمد<br />

السادس‏ يقوم بين الهين والآخر بجولات<br />

تفتيشية مباشرة على الموءسسات الهكومية،‏<br />

وكان يتخذ قرارات تأديبية صارمة في حالة<br />

وجود أي تجاوز أو مخالفة في مصلهة ما،‏<br />

وكانت الموءسسات الهكومية في مختلف مدن<br />

المغ<strong>رب</strong> تعمل بكل جدية ولم نسمع أبداً‏ عن<br />

وقوع تجاوز أو قمع تجاه المواطن–‏ إلا نادراً-،‏<br />

وكانت مشل هذه الهوادش إن وقعت يتم<br />

التعامل معها من جانب الموءسسة الملكية بهزم<br />

وبشكل فروي،‏ الأمر الذي لم يعد يهدش بعد<br />

عام 2011 إثر تقليص‏ صلاح<strong>يا</strong>ت الملك وترك<br />

الأمر للهكومة،‏ وهو ما طالب الجماهير موءخراً،‏<br />

ومازالت المطالب تتكرر بعودة صلاح<strong>يا</strong>ت<br />

الملك كاملة،‏ كما كانت قبل دستور 2011،<br />

وتدخل الملك من جديد في اله<strong>يا</strong>ة الس<strong>يا</strong>سية،‏<br />

خاصة ما يخص‏ مراقبة السلطة التنفيذية<br />

بمختلف أوجهها ومستو<strong>يا</strong>تها،‏ وهو ما اعتقد–‏<br />

بهسب أحميدو-‏ سوف يستجيب الملك له<br />

فور عودته من الجولة الإفريقية التي يقوم بها<br />

منذ منتصف أكتوبر الماضي لعدد من الدول<br />

الإفريقية في إطار فته آفاق التعاون بين المغ<strong>رب</strong><br />

ودول العمق الإفريقي.‏<br />

الانقسامات تزداد عمقاً‏ في ليب<strong>يا</strong><br />

أفق مسدود<br />

المركز الع<strong>رب</strong>ي للأبحاث<br />

أعلن الأمن الرءاسي الليبي المكلف بهماية<br />

قصور الض<strong>يا</strong>فة والمقرات الرءاسية في<br />

العاصمة طرابلس‏ في 18 أكتوبر 2016<br />

انشقاقه عن مجلس‏ الدولة التابع لسلطة<br />

حكومة الوفاق برءاسة فايز السراج.‏ وقد<br />

زادت هذه الخطوة حالة التوتر الأمني<br />

التي شهدتها العاصمة الليبية بعد أن<br />

قام رءيس‏ ‏«حكومة الإنقاذ»‏ المنهلة خليفة<br />

الغويل قبل ذلك بأ<strong>يا</strong>م بالتهرك ضد<br />

حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز<br />

السراج،‏ وأصدر ب<strong>يا</strong>نًا أعلن فيه سيطرة<br />

الكتاءب الموالية له على مقر ‏«المجلس‏<br />

الأعلى للدولة»‏ في وسط العاصمة،‏ وعزمه<br />

على تصهيه المسار وانتشال البلاد من<br />

‏«جهيم الفساد والفوضى».‏<br />

وقد عكست هذه التهركات مدى حدة<br />

الصراع بين مختلف الأطراف والقوى<br />

الس<strong>يا</strong>سية والعسكرية في الساحة<br />

الداخلية الليبية؛ إذ يهاول كل طرف<br />

جاهدً‏ ا بسط نفوذه وتغيير معادلات القوة<br />

بما يخدم مصالهه؛ ما يفته الباب واسعً‏ ا<br />

أمام احتمال انه<strong>يا</strong>ر أمني شامل يطوي<br />

صفهة الاتفاق الس<strong>يا</strong>سي الذي وقعته<br />

الأطراف الليبية في الصخيرات المغ<strong>رب</strong>ية<br />

في 17 ديسمبر 2015 وعودة الأمور إلى<br />

نقطة الصفر في صراع أهلي تتداخل<br />

فيه الأبعاد القبلية والجهوية من ناحية،‏<br />

وتتعارض‏ فيه مصاله القوى الإقليمية<br />

والدولية في منطقة ذات أهمية كبيرة من<br />

ناحية أخرى.‏<br />

ثلاث حكومات والبلد واحد<br />

توجد في ليب<strong>يا</strong> الآن ثلاش حكومات تدّ‏ عي<br />

كلٌ‏ منها شرعيةً‏ ما؛ ففي الغ<strong>رب</strong> الليبي<br />

هناك حكومتان:‏ الأولى هي حكومة الإنقاذ<br />

برءاسة خليفة الغويل وقد انبشقت من<br />

الموءتمر الوطني العام،‏ والشانية:‏ حكومة<br />

الوفاق الوطني برءاسة فايز السراج،‏<br />

والتي نشأت عن اتفاق ‏«الصخيرات»،‏<br />

وهي تحظى بدعم دولي يستند إلى<br />

قرار مجلس‏ الأمن التابع للأمم المتهدة<br />

رقم 2259 بتاريخ 24 ديسمبر 2015،<br />

أما الهكومة الشالشة،‏ ومقرها في شرق<br />

ليب<strong>يا</strong>،‏ فهي الهكومة الموءقتة المنبشقة من<br />

مجلس‏ النواب الذي يتخذ من مدينة<br />

طبرق مقرً‏ ا موءقتً‏ ا له وجرى حله بقرار<br />

من المهكمة الدستورية العل<strong>يا</strong> بعد أقل<br />

من خمسة أشهر على انتخابه في يونيو<br />

2014 لانعقاده خارج مقره،‏ ويرأس‏ هذه<br />

الهكومة عبداالله الشني.‏ ويمكن اعتبار<br />

خليفة حفتر سلطة ثانية في الشرق<br />

الليبي لا تخضع لهكومة الشني،‏ وإن<br />

تحالفت معها.‏ فإذا كانت هناك ثلاش<br />

حكومات،‏ فإنه يوجد عمليً‏ ا أ<strong>رب</strong>ع سلطات.‏<br />

ومنذ وصول حكومة الوفاق الوطني إلى<br />

العاصمة طرابلس‏ في مارس‏ 2016،<br />

لم تتمكن من الهصول على ثقة برلمان<br />

طبرق حتى تمارس‏ أعمالها بهسب اتفاق<br />

الصخيرات،‏ مما اضطرها إلى المضي<br />

بتنفيذ مهماتها من دون الهصول على<br />

تلك الشقة.‏ وقد تم صوغ ب<strong>يا</strong>ن وقع عليه<br />

103 نواب في برلمان طبرق من أجل الموافقة<br />

على تشكيل الهكومة من دون الهاجة<br />

إلى أداء اليمين الدستورية ومنه الشقة لها<br />

تحت قبة البرلمان؛ ما يعكس‏ الانقسام<br />

﴿ المواجهات مستمرة<br />

الهاد داخل البرلمان بين ت<strong>يا</strong>رين:‏<br />

أحدهما يوءيد منه الشقة لهكومة الوفاق<br />

ويدعم برنامجها ‏(البرنامج قاءم على<br />

ثلاش ركاءز:‏ محا<strong>رب</strong>ة الإرهاب،‏ وتحسين<br />

الواقع الاقتصادي،‏ والمصالهة الوطنية)،‏<br />

والآخر معارض‏ للاتفاق الس<strong>يا</strong>سي الليبي،‏<br />

ويتزعمه رءيس‏ البرلمان عقيلة صاله<br />

ويدعمه اللواء حفتر الطامه إلى تأسيس‏<br />

سلطة عسكرية بق<strong>يا</strong>دته.‏ ومع ذلك،‏ فقد<br />

استمرت الهكومتان الأخر<strong>يا</strong>ن ‏(حكومة<br />

الشني وحكومة الغويل)‏ في أداء أعمالهما<br />

من دون الاهتمام بالاتفاق الس<strong>يا</strong>سي<br />

والعقوبات الغ<strong>رب</strong>ية التي فرضت على<br />

كل من خليفة الغويل وعقيلة صاله<br />

لتعطيلهما مخرجات الاتفاق الس<strong>يا</strong>سي.‏<br />

بالمقابل،‏ بدت حكومة السراج متعثرة<br />

وغير قادرة على وضع حدٍ‏ لهالة الفلتان<br />

الأمني وضبط فوضى السلاه وانتشار<br />

ظاهرة الاختطاف أو الشروع بمصالهة<br />

وطنية على قاعدة الاتفاق الس<strong>يا</strong>سي<br />

الليبي،‏ فضلاً‏ عن الوضع الاقتصادي<br />

الصعب للمواطن الليبي الذي أنهكته<br />

الصراعات الداخلية المستمرة منذ سقوط<br />

نظام القذافي.‏ حاولت حكومة السراج من<br />

خلال إطلاقها عملية ‏«البن<strong>يا</strong>ن المرصوص»‏<br />

ضد تنظيم الدولة الإسلامية ‏«داعش»‏<br />

في المنطقة الممتدة بين سرت ومصراتة<br />

في مايو 2016، تعزيز وضعها الداخلي<br />

والدولي.‏ وقد حققت القوات التي وضعت<br />

نفسها تحت تصرف هذه الهكومة<br />

انتصارات كبيرة على تنظيم ‏«داعش»‏<br />

الذي بات محاصرًا في أح<strong>يا</strong>ء محدودة<br />

جدً‏ ا في مدينة سرت.‏ لقد شكلت كتاءب<br />

ثوار مصراتة ‏(فجر ليب<strong>يا</strong>)‏ القوة القتالية<br />

الأساسية في عملية البن<strong>يا</strong>ن المرصوص،‏<br />

ودخلت الولا<strong>يا</strong>ت المتهدة الأميركية على<br />

خط العمل<strong>يا</strong>ت في أغسطس‏ الماضي من<br />

خلال تنفيذ ض<strong>رب</strong>ات جوية في سرت ضد<br />

‏«داعش»،‏ انطلاقً‏ ا من قواعد عسكرية<br />

في إيطال<strong>يا</strong>؛ ما عدّ‏ ه كشيرون بمنزلة دعم<br />

خارجي لهكومة الوفاق الوطني،‏ وهو ما<br />

عزّ‏ ز موقعها داخليً‏ ا على الرغم من الدعم<br />

العسكري الفرنسي المصري الإماراتي<br />

لقوات حفتر،‏ المنافس‏ الأكبر لهكومة<br />

الوفاق في شرق البلاد.والغريب أنه على<br />

الرغم من تركيز الهكومات الغ<strong>رب</strong>ية<br />

على المعركة ضد ‏«داعش»،‏ فإن الطرف<br />

الذي يقاتل هذا التنظيم بنجاه في<br />

ليب<strong>يا</strong> تحت إمرة حكومة شرعية دوليًا لم<br />

يهظ باهتمام س<strong>يا</strong>سي أو إعلامي،‏ كما<br />

لم يهصل على الدعم العسكري الكافي.‏<br />

ومن جهة أخرى،‏ استغل حفتر المدعوم<br />

فرنسيً‏ ا انشغال قوات حكومة الوفاق في<br />

مكافهة ‏«داعش»‏ للاستيلاء على موانئ<br />

النفط.‏<br />

استثمار س<strong>يا</strong>سي لأزمة مالية<br />

أضعف دعم حفتر،‏ والصمت الدولي على<br />

دعمه،‏ حكومة الوفاق الوطني التي قامت<br />

بمبادرة دولية.‏ وبدا كأن المجتمع الدولي<br />

يدعم هذه الهكومة ضد كل من يخرج<br />

عليها في غ<strong>رب</strong> ليب<strong>يا</strong> فهسب.‏<br />

وبدأت الأزمة الأخيرة مع ق<strong>يا</strong>م الهرس‏<br />

الرءاسي في مطلع أكتوبر الماضي بإغلاق<br />

‏«المجلس‏ الأعلى للدولة»،‏ وهو المسوءول<br />

عن تأمينه وحمايته،‏ وقام بمنع أعضاء<br />

المجلس‏ من دخوله احتجاجً‏ ا على عدم<br />

صرف مخصصات الهرس‏ المالية منذ<br />

شهور عدة.‏ وتعود جذور الأزمة إلى فترة<br />

استلام المجلس‏ الأعلى للدولة مقر ‏«الموءتمر<br />

الوطني السابق»؛ إذ رفض‏ آمر الهرس،‏<br />

علي الرمالي الانص<strong>يا</strong>ع لأوامر رءيس‏<br />

المجلس،‏ عبدالرحمن السويهلي،‏<br />

فانسهب وأخلى المقر برفقة مجموعة من<br />

الهرس،‏ في حين بقيت مجموعة أخرى<br />

التزمت أوامر حكومة الوفاق.‏ وقد أصدر<br />

السويهلي حينها قرارً‏ ا يقضي بإعفاء<br />

الرمالي من منصبه.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!