العدد السادس - النسخة المصرية
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
إسم أسواق وآراء القسم<br />
البورصة إلى أين؟<br />
مما لا شك فيه أن مستثمري البورصة يواجهون معاناة شديدة في الاستثمار منذ ٢٠٠٨ وما ترتب على قرارات مايو<br />
الشهيرة، ثم تلتها أحداث ازمة العالمية، فأزمة دبي، ثم ثورة يناير، ولكن بالنظر إلى أحوال البورصات العربية<br />
والعالمية نجد أن معظمها تعافى من ازمات العالمية التي حدثت والبعض منها حقق مكاسبَ كبيرة مثل<br />
البورصة امريكية.<br />
وإذا نظرنا للبورصة <strong>المصرية</strong> نجد أنها بدأت تتعافى مثلها مثل باق البورصات، إلا أنها اصطدمت بتطبيق قانون<br />
ضرائب ارباح الرأسمالية والذي تم تطبيقه في منتصف ٢٠١٤، في وقت كانت تشهد فيه معظم البورصات<br />
نشاط في حجم التداول وأيض إقبالاً من المستثمرين وارتفاع في اسعار، وعلى الرغم من معارضة أهل الخبرة<br />
والمستثمرين لهذا القانون، إلا أن الحكومة أصرت على تطبيقه لتخسر البورصة <strong>المصرية</strong> العديد من الفرص،<br />
باضافة إلى خسارة في رأس المال السوقي قاربت على ١٠٠ مليار جنيه وعزوف المستثمرين العرب واجانب عن<br />
الاستثمار في البورصة وسحب الكثير منهم استثماراته؛ وبالتالي بدلاً من استغلال البورصة كوسيلة لجذب العملة<br />
الصعبة إلى مصر في وقت زادت معاناة مصر في تلبية احتياجاتها من العملة الصعبة أصبح المستثمرون اجانب<br />
والعرب يلهثون وراء شراء الدولار لتحويل أموالهم إلى أسواق أخرى كانت تزخر بالنشاط والارتفاعات القوية.<br />
وكان من نتيجة ذلك، باضافة إلى المشاكل التي واجهت مصر في تدبير العملة الصعبة من نشاط السياحة<br />
وتحويلات المصريين في الخارج وتدني نشاط الملاحة العالمية، وتأثيرها السلبي على إيرادات قناة السويس أن<br />
تحول بعض المستثمرين في البورصة من المضاربة على اسهم إلى شراء الدولار والمضاربة على سعره مثل<br />
الكثير من المصريين الذين وجدوا في الدولار والعقار الملاذ امن لحماية مدخراتهم، ومع اتساع الفجوة بين<br />
السعر الرسمي والسعر الثانوي للدولار اضطر البنك المركزي لرفع سعر الفائدة لمحاربة ظاهرة الدولرة؛ مما أدى<br />
إلى تفاقم اوضاع في البورصة وهروب بعض المستثمرين لشراء شهادات استثمار بفائدة مرتفعة والعزوف<br />
عن الاستثمار في البورصة؛ مما أدى إلى تدني قيم التداول في البورصة وإلحاق خسائر كبيرة للمستثمرين الذين<br />
فضلوا الاستمرار في الاستثمار في البورصة؛ نظر لتدني أسعار اسهم والتي تقابلها أصول لهذه الشركات لا<br />
تعكس القيمة الحقيقية على أمل أن يعاود النشاط مرة أخرى في البورصة.<br />
فهل سيأتي اليوم الذي تعاود فيه البورصة نشاطها وتعاود اسعار ارتفاعها لتعكس القيمة الحقيقية لاستثمار<br />
هذه الشركات.. أم سيظل هذ اليوم مجردَ حلمٍ للمستثمرين؟<br />
بقلم/ إيهاب رشاد<br />
الرئيس التنفيذي لمباشر تداول مصر<br />
<strong>العدد</strong> الحادي عشر | أكتوبر 2016<br />
82