النسخة المصرية - العدد السادس عشر
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
وسط استعار لهيب أسعار الطاقة يطل الغاز الطبيعي وكأنه<br />
طوق النجاة، رغم أنه ليس طوقًا من النوع المحبب لالرتداء، فلم<br />
يسلم هو اآلخر من الزيادات األخيرة التي أقرتها الحكومة <strong>المصرية</strong><br />
في إطار خفض دعم الطاقة، لكنه ما زال األرخص مقابل أسعار<br />
البنزين والبوتاجاز والديزل، ولكن هل مهدت الحكومة الطريق<br />
لمن يرغب في البحث عن بديل؟ يبدو أن اإلجابة ستكون بال، فما<br />
زال إنتاج البالد من الغاز ال يكفي االستهالك المحلي.<br />
مع نهاية يونيو الماضي وبدء ساعات العد التنازلي الستقبال<br />
الحكومة <strong>المصرية</strong> عامًا ماليًا جديدًا، قرر مجلس الوزراء اتخاذ<br />
مجموعة إجراءات لتحرير األسعار ورفع الدعم عن بعض السلع،<br />
من بينها رفع أسعار الوقود لألفراد والمنازل، سواء كان »بنزين«<br />
السيارات، أو غازًا طبيعيًا أو أسطوانات البوتاجاز.<br />
ورفعت الحكومة <strong>المصرية</strong> أسعار الوقود بنسب تراوحت بين 40<br />
و%60، وارتفعت أسعار الغاز من 160 قرشًا للمتر المكعب إلى 200<br />
قرش، فيما قفزت أسعار البوتاجاز بنحو %100.<br />
وعلى الرغم من أن مصر تشهد طفرة في اكتشافات الغاز<br />
الطبيعي، حيث تؤكد مؤسسات دولية أن مصر ستتحول لقبلة<br />
لتجارة الغاز في غضون عامين أو ثالثة على األكثر، فإن أكبر بلد<br />
عربي من حيث السكان ما زال يلجأ الستيراد الغاز الطبيعي لتلبية<br />
االحتياجات المحلية، سواء لتشغيل المصانع ومحطات الكهرباء،<br />
أو في إطار خطة توصيل الغاز للمنازل، والتي التزال في مهدها.<br />
عماد.. »عِ شرة« مع مشاكل البنزين وخوفه الوحيد<br />
هو »انفجار أنبوبة الغاز«<br />
لم يستغرق األمر مع عماد الدين الفولي، سائق تاكسي، أكثر<br />
من »كوباية شاي«، انتهى منها وهو ال يزال في سيارته، في طابور<br />
انتظار إحدى البنزينات بحي مدينة نصر، يحسب كم يكلفه األمر<br />
ل«تفويل تانك« مركبته ذات الموديل الحديث.<br />
يقول عماد، الشريك في ملكية السيارة مع أخيه: »كان زماني<br />
قلبتها غاز بس بخاف تنفجر من الحر والركنة في الشمس«، فعلى<br />
الرغم من استطاعته توفير نفقات تحويل سيارته لكي تسير بالغاز<br />
الطبيعي بدالً من البنزين أو بجانبه، فإنه يخشى ضغط األنبوبة<br />
المثبتة داخل شنطة السيارة وانفجارها، خاصة أنه يتركها في<br />
منطقة مكشوفة طول النهار حتى ينتهي من عمله.<br />
مشكلة أخرى تقف عائقًا أمامه لتحويل السيارة »التاكسي« لتسير<br />
بالغاز الطبيعي، أال وهي »وزن أنبوبة الغاز«، التي وصفها عماد<br />
بقوله: »حِ مل زيادة على الشنطة كأني شايل كاوتشين )إطارين(<br />
بالجنوط«.<br />
وعلى الرغم من مخاوف السائق القاهري الخمسيني فإنه يفكر<br />
جديًا في اتخاذ خطوة »الغاز بدل البنزين«، خاصة بعد الزيادات<br />
المتكررة في أسعار البنزين، واختفاء بنزين 90 من األسواق وظهور<br />
92 و95 بدالً عنه، إضافة إلى المزايا األخرى التي يوفرها الغاز<br />
الطبيعي في تسيير المركبات.<br />
21