14.02.2018 Views

When two elephants fight...

...it is the grass that suffers. On the 9 July 2012 the two youngest countries in the world celebrate their first birthdays. To mark the occasion, journalists from Sudan and South Sudan came together to report on the development of both nations in the second edition of The Niles. The proverb about the two elephants, which is popular in both countries, has become a fitting leitmotif. How much the grass actually suffers, how the elephants are affected and what that has to do with relationships between people, are all explored in the collection of stories, pictures and songs from Sudan and South Sudan.

...it is the grass that suffers. On the 9 July 2012 the two youngest countries in the world celebrate their first birthdays. To mark the occasion, journalists from Sudan and South Sudan came together to report on the development of both nations in the second edition of The Niles. The proverb about the two elephants, which is popular in both countries, has become a fitting leitmotif. How much the grass actually suffers, how the elephants are affected and what that has to do with relationships between people, are all explored in the collection of stories, pictures and songs from Sudan and South Sudan.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تعليق | النيالن 11<br />

كرة القدم ال تعرف األجانب<br />

حسن فاروق<br />

وأعتقد أن األمر يتعلق باختيار مواضيع من أشهنا أن حتفز أذهان عامة الناس<br />

والقادة عىل حد سواء.‏ وإىل أن نفهم أن األخبار السلبية واإلجيابية ميكن أن حتدث<br />

يف وقت واحد،‏ يبقى جنوب السودان مهدداً‏ بصورته السيئة يف واسئل اإلعالم<br />

ومن بيهنا واسئل اإلعالم المحلية.‏<br />

كنا نتوقع أكثر<br />

تشارلتون دوكي<br />

لعب<br />

منتخب السودان الوطين للشباب يف بدايات مايو 2012 مباراة قاسية وهامّة<br />

أمام نظريه التزناين وكان حارس مرماه يف تلك المباراة كور البينو الذي يلعب<br />

أيضاً‏ ألحد فرق أندية الدرجة األوىل يف اخلرطوم.‏ لكنّ‏ البينو من جنوب السودان،‏<br />

أي أنّه أصبح يعترب منذ أبريل أجنبيّ‏ اً‏ وبالتايل فال حيقّ‏ له اللعب يف المنتخبات<br />

الوطنية السودانيّ‏ ة.‏<br />

للوهلة األوىل كان من المفرتض أن يبدو تواجد هذا الالعب غريبا،‏ ولعلّه كان<br />

سيضع المسؤولني عن الكرة يف السودان أمام أسئلة حمرجة.‏ ولكن العجيب أن<br />

البينو لعب المباراة دون أن يتوقّف أحد عند هذه المأسلة.‏ ولم يبدُ‏ أن أحداُ‏ يف<br />

واسئل اإلعالم يزعجه ذلك.‏<br />

وهكذا فقد قررت الذهاب خطوة أبعد فأسلت مسؤوالُ‏ يف المنتخب عن داللة<br />

وجود العب من جنوب السودان ضمن تشكيلة المنتخب السوداين،‏ فأجابين<br />

الرجل بغضب قائال:‏ ‏“الالعب حيمل اجلواز السوداين وبالتايل مازال سودانيا<br />

وحتق له الماشركة”.‏ وبعد أن عاد إىل هدوئه شدّ‏ د عىل أن الفريق ال يعتقد بأن<br />

األمر المهم هو الواقع السيايس المفروض علهيم.‏<br />

حالة كور البينو تشبه حالة كل الالعبني اجلنوبيني الماشركني يف الدوري السوداين<br />

والرضوريني بشكل حيوي لفرقهم.‏ فقد نال ريتاشرد جاسنت - وهو أحد جنوم<br />

فريق اخلرطوم أحد أبرز أندية الدرجة األوىل-‏ لقب ‏“رجل المباراة األول”‏ كثرياً‏ من<br />

المرات.‏ هذا االمتياز اشركه فيه مجعة جينارو حارس مرمي فريق الهالل-‏ أم<br />

درمان وهو أيضاً‏ أحد أكرب أندية الدرجة األوىل وأكرثها شعبية.‏<br />

ولقد انشغل المعلّقون الرياضيّ‏ ون بالثناء عىل أداء مجعة جينارو يف إحدى آخر<br />

مبارياته.‏ ومرّ‏ هذا أيضاً‏ دون أن حيدث أية ضجّ‏ ة يف واسئل اإلعالم األخرى.‏<br />

أعتقد أن هذه احلوادث كلها هي مؤرشات حقيقية عىل أن اجلنوب وأبناءه<br />

مازالوا يف قلوب الكثري من أخوهتم الشماليني.‏ وهذه األمثلة تثبت أن السيااست<br />

اليت قسمت البلد تكاد تكون معدومة األثر عىل ما حيدث حقيقةً‏ يف المجتمع<br />

السوداين.‏ ويف حالتنا هذه ال مكان لتعبري ‏“أجنيب”‏ يف قاموس الشعب.‏<br />

ما حنتاج إليه،‏ صحفيون مطلعون ولدهيم إدراك عميق لواقع جنوب السودان<br />

ومستعدون خلوض التحدي المتمثل يف تقديم تقارير إجيابية.‏ وهذا يضمن<br />

احلفاظ عىل قيم المجتمع،‏ حىت يف وقت حتدث فيه أشياء سيئة كثرية.‏ ومن<br />

خالل تسليط الضوء عىل كال اجلانبني يف كل خرب،‏ ميكن لواسئل اإلعالم أن<br />

تاسعد أيضاً‏ يف إعادة إعمار البالد.‏<br />

تؤدي المحافظة عىل التوازن بني التقارير السلبية واإلجيابية يف الهناية إىل إحداث<br />

تغيري يف الطريقة اليت ينظر فهيا اآلخرون إىل البالد،‏ ورمبا حىت إىل القارة.‏ بعدئذ<br />

يتجدد األمل يف أن تتحول الصورة الوطنية من ‏“احلرمان”‏ إىل ‏“التقدير”،‏ مع<br />

مستقبل أكرث إرشاقًا.‏<br />

الخسارة التي ال تعوض:‏<br />

ضياع نصف الثقافة<br />

مها السنوسي<br />

من<br />

كان يظن أنه سيأيت يوم تنقسم فيه بلد،‏ تفخر بأهنا أكرب دولة يف أفريقيا ومن أكرث<br />

مناطقها تنوعاً،‏ إىل نصفني؟ هذا العام،‏ حتتفل جنوب السودان بعيد ميالدها<br />

األول كأحدث دولة سناً‏ يف العالم،‏ بينما تواصل نظريهتا الشمالية الكفاح<br />

للتغلب عىل الهوّ‏ ة اليت خلّفها االنقاسم.‏<br />

ال يزال كثريون يف الشمال يشعرون بالقلق إزاء حقيقة أن السودان خرس 75 يف<br />

المائة من موارده بانفصال اجلنوب.‏ لكن اخلاسرة الكربى بالنسبة آلخرين كرث هي<br />

االنعكااست المعنوية لفقدان نصف ثقافهتم،‏ وهو األمر الذي ال ميكن تعويضه.‏<br />

مرت<br />

سنة منذ استقالل جنوب السودان عن بايق البالد.‏ واجلميع يتذكر الهبجة اخليالية<br />

اليت استقبل هبا هذا الوضع اجلديد.‏ بدا المستقبل وردياً،‏ وكانت اآلمال كبرية.‏<br />

لكن األمور لم تتغريّ‏ بالطريقة اليت كنّ‏ ا نتوقّعها.‏ وهناك العديد من القضايا اليت<br />

ختفق احلكومة يف التعامل معها بالطريقة الصحيحة.‏ بيد أن أربعاً‏ مهنا أاسسية<br />

بشكل خاص،‏ برأيي،‏ ليصبح البلد يف وضع سليم:‏ محاية حقوق اإلناسن،‏ واألمن<br />

الغذايئ،‏ وتوفري اخلدمات االجتماعية األاسسية،‏ وضمان السالم واألمن.‏<br />

دعونا نبدأ حبالة حقوق اإلناسن يف البالد واليت ما تزال خترتق يومياً.‏ فاالعتقاالت<br />

التعسفية ال تزال جارية باستمرار.‏ وال يزال المشتبه هبم حيتجزون دون حماكمة.‏<br />

وقد أبرزت واسئل اإلعالم اهتامات حبدوث انهتاكات عىل يد األجهزة األمنية أثناء<br />

محلة لزنع سالح المدنيني يف والية جونقيل.‏<br />

وكما قالت مفوضة األمم المتحدة الاسمية حلقوق اإلناسن،‏ نايف بيالي،‏ بعد<br />

زيارة قامت هبا إىل جنوب السودان:‏ ‏“حقوق اإلناسن غري قابلة للتفاوض وال<br />

ميكن جتزئهتا.‏ ليس هناك أي مربر،‏ وال حىت حداثة سن الدولة،‏ لتجاهل أو<br />

انهتاك هذه احلقوق”.‏<br />

بالنسبة يل،‏ ال يصبح جنوب السودان دولة مستقلة حقاً‏ إال عندما تتخذ احلكومة<br />

التدابري الالزمة حلماية حقوق المرأة،‏ السيما يف المناطق الريفية.‏ وينبغي حتقيق<br />

الماسواة بني المرأة والرجل يف حقوق ملكية األرايض والممتلكات،‏ ووقف الزواج<br />

المبكر أو القرسي،‏ والتصدي حلجة أن التميزي ضد المرأة هو جمرد جزء من<br />

الثقافة.‏<br />

األمن الغذايئ هو أيضاً‏ بعيد المنال لمناطق كثرية من جنوب السودان.‏ وكما<br />

تقول األمم المتحدة،‏ هناك قرابة أربعة ماليني شخص يف مجيع أحناء جنوب<br />

السودان سيحتاجون إىل ماسعدات غذائية هذا العام.‏ احلق يف الغذاء هو يف<br />

حد ذاته حق من حقوق اإلناسن.‏ ليست القضية قضية مجعيات خريية،‏ بل<br />

ضمان قدرة مجيع الناس عىل إطعام أنفهسم بكرامة.‏ ونظرا لوفرة الموارد يف هذا<br />

البلد،‏ جيب عىل احلكومة أن تاسعد يف المجال الزراعي أيضاً،‏ وتقدم المعدات<br />

والتدريب.‏<br />

التفكير اإليجابي!‏<br />

هينينجتون أوتشان<br />

أناس<br />

ميوتون نتيجة نزاعات حدودية،‏ شخص خيتلس مبلغاً‏ كبرياً‏ من المال العام،‏<br />

ومجيع العناوين الرهيبة األخرى،‏ كلها باتت أخباراً‏ عادية يف بالد أصبحت<br />

مهشورة مبثل هذه األمور.‏<br />

عام واحد مىض عىل استقالل جنوب السودان ولم تكفّ‏ هذه األمة الوليدة عن<br />

إثارة دهشيت.‏ ليس البلد حبد ذاته بقدر ما هي صورته يف واسئل اإلعالم.‏ كل ما<br />

أراه هو الفاسد والزناعات والفقر والمجاعة وما اشبه.‏<br />

أخربتين المرحومة جديت أن كل حالة لها جانبان:‏ سليب وإجيايب.‏ وينبغي عىل<br />

الصحفيني النظر يف كال اجلانبني.‏<br />

ومن الواضح صعوبة التحدي المتمثل يف إبراز اجلانب الميضء يف هذا البلد.‏ أنا<br />

ال أقول علينا التوقف عن توعية اآلخرين باألشياء السيئة اليت حتدث.‏ حنن مجيعا<br />

نعرف أن الرش موجود.‏<br />

وهذا يثري سؤاالً‏ رئيسياً:‏ كيف ميكن تقديم تقرير إجيايب يف ظل الفظائع المرتكبة<br />

ضد األبرياء،‏ وتفيش الفاسد وتزايد الفقر؟<br />

حسناً،‏ أعتقد أنه ال بد من بذل جهود أكرب للحفاظ عىل نوع من التوازن.‏ وبدالً‏<br />

من الرتكزي فقط عىل الرصاعات واألزمات،‏ أشعر بأن الصحفي مسؤول أيضاً‏ عن<br />

كتابة مقاالت عن القضايا ذات االهتمام العام والقضايا اليت ميكن أن تاسعد يف<br />

تنمية البالد.‏ فمثالً،‏ ميكن لمناقشة موضوع مهمل يف واسئل اإلعالم أن تشجع<br />

احلكومة عىل إطالق ماشريع تشتد احلاجة إلهيا،‏ كتحسني القطاع الزراعي مثالً.‏<br />

يف 9 أبريل 2012، وهو يوم يعتربه البعض نقطة مظلمة يف التارخي السوداين،‏<br />

أعلنت احلكومة السودانية أن نصف مليون مواطن سوداين جنويب يقيمون يف<br />

اخلرطوم هم مقيمون بصورة غري رشعية،‏ وطلبت مهنم مغادرة البالد أو التقدم<br />

بطلب للحصول عىل تصارحي إقامة.‏<br />

وطوال السنة الماضية،‏ كان هناك اخنفاض تدرجيي يف عدد المواطنني<br />

السودانيني اجلنوبيني يف شوارع اخلرطوم.‏ خذ مثالً‏ السوق الشعيب يف اشرع الغابة<br />

يف اخلرطوم،‏ الذي جيذب السياح عادة،‏ فضالً‏ عن سكان حمليني من مجيع<br />

اخللفيات العرقية.‏ اعتاد الباعة هناك،‏ ومعظمهم من جنوب السودان،‏<br />

استخدام الاشرع العريض لعرض وبيع المنتجات اليدوية،‏ واالستفادة من<br />

ثقافاهتم وحرفهم اليدوية يف كسب قوت يومهم.‏<br />

كان احلرفيون يصنعون منتجاهتم من المواد المحلية،‏ كاخلزيران وخشب األبنوس،‏<br />

وكان كثري من البضائع المعروضة للبيع يف هذا الاشرع أرخص بكثري من مثيالهتا<br />

اليت تباع وسط مدينة اخلرطوم.‏<br />

أما اليوم،‏ فالوضع خمتلف متاماً.‏ اشرع الغابة جمرد فسحة فارغة.‏ ال يوجد باعة<br />

وال حرفيون وال حرف يدوية وال سياح يتسوقون وال مصورون وال أي لون من<br />

ألوان الثقافة األفريقية.‏<br />

مضت سنة عىل رحيل اجلنوبيني،‏ وال يزال السودان وكثري من شعبه يبكون عىل<br />

رحيل ذلك المهشد متعدد األديان واللهجات واألعراق واألطعمة والتقاليد.‏ كان<br />

علهيم توديع إرث ثقايف غين وعرص ملوّ‏ ن ومتنوّ‏ ع ومجيل.‏ هم حيزنون لفقدان أحلان<br />

موسيقية جنوبية نابضة باحلياة مثل موسيقى زوك بيتون المفعمة باحلياة اليت<br />

غالباً‏ ما سلطت الضوء علهيا مهرجانات إقليمية للموسيقى والرقص.‏<br />

كانت السنوات القليلة الماضية بالنسبة لكال السودانَنينْ‏ مبثابة قطار مالهي<br />

يتأرجح بالعواطف.‏ لكن المواطنني الصاحلني يف كال البلدين يأملون يف أن تضع<br />

هذه السنة الثانية،‏ من مرحلة ما بعد االنفصال،‏ حداً‏ للطالق القبيح والمرير.‏<br />

إهنم يأملون يف حقبة جديدة تتعايش فهيا،‏ بطريقة أو بأخرى،‏ ثقافات<br />

واقتصادات وسيااست وجمتمعات كال البلدين.‏<br />

أما من حيث اخلدمات االجتماعية األاسسية فلم توفر حكومة جنوب السودان<br />

إال القليل جداً.‏ لقد توقع الناس احلصول عىل الرعاية الطبية والتعليم،‏ لكن<br />

مناطق كثرية ال تزال تفتقر إىل مثل هذه اخلدمات.‏ وتدل كل المؤرشات عىل<br />

ماشكل كربى يف هذا احلقل.‏<br />

وأخريا،‏ وبعد سنة من االستقالل،‏ ال تزال احلكومة عاجزة عن تأمني األمن<br />

والسالم يف كل أحناء البالد.‏ وال يزال العنف المناطقي مستمراً،‏ ووالية جونقيل<br />

هي مثال عىل ذلك حيث حىت احلكومة لها ضلع يف تأجيج الرصاعات.‏<br />

إذا استمر اجلوع والعنف والقتل واستمرت انهتاكات حقوق اإلناسن،‏ وإذ بقيت<br />

اخلدمات األاسسية معدومة أو حىت فشلت احلكومة يف توفريها وأدرك الناس<br />

ذلك فسيبدأ شعب جنوب السودان بالتاسؤل هل حقق االستقالل تغيرياً‏<br />

حقيقياً‏ يف جمرى حياهتم.‏ وقد بدأ المجتمع الدويل بالفعل يتاسءل إن كان جنوب<br />

السودان دولة فاشلة فعالً.‏ والكرة اآلن يف ملعب احلكومة.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!