97086490
97086490
97086490
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
تمهيد<br />
صحة زعم هالي وبوب بشأن وجود املذنب، صوب علماء آخرون تلسكوباتهم<br />
إلى السماء نحو املوقع الذي أشار إليه هالي وبوب، وفعلاً شاهدوا املذنب.<br />
وبالفعل اقترب املذنب بدرجة كبرية من الأرض حتى إن رؤيته صارت<br />
ممكنة للناس بالعني املجردة.<br />
إن احتمال ظهور سفينة فضاء عملاقة من كوكب آخر سيكون شيئًا<br />
مثريًا هو الآخر. في الواقع قرر عضوان في جماعة «بوابة السماء» أنهما<br />
يرغبان في التحقق بنفسيهما من هذه املركبة الفضائية. وفي يناير/كانون<br />
الثاني عام ١٩٩٧، حني لم يعد بالإمكان رؤية املذنب بالعني املجردة،<br />
اشتريا تلسكوبًا قادرًا على تقديم صور واضحة للمذنب، لكنهما فشلا في<br />
مسعاهما لرؤية سفينة الفضاء املزعومة، عندئذٍ أعادا التلسكوب إلى املتجر<br />
الذي ابتاعاه منه.<br />
قرر هذان الشخصان أنهما ليسا بحاجة لدليل مادي بدلاً من الحكم<br />
بأن الدليل لم يدعم الاعتقاد بوجود سفينة فضاء من كوكب آخر، وهكذا<br />
تخلصا من التلسكوب، لكنهما ظلاّ على اعتقادهما، وهو ما كلفهما حياتهما.<br />
لفهم مكمن الخطأ في العلم الزائف، سنتعرف أولاً على مكمن الصواب<br />
في العلم الحقيقي، وعندها سنتمكن من املقارنة بني أسلوب تعامل العلم<br />
الحقيقي مع الحقيقة وأسلوب تعامل العلم الزائف معها، وسنعرف أن<br />
أهم قيمة يقوم عليها العلم الحقيقي هي أن أفكاره حيال الواقع خاضعة<br />
للاختبار من خلال التجارب، وللتحدي من خلال التفكري العقلاني النقدي.<br />
إن املفكرين الذين يفكرون تفكريًا علميٍّا يتقبلون الأفكار تقبلاً متحفظًا،<br />
ويبنون قبولهم على وجود أدلة وليس على السلطة. أما من لا يفكرون<br />
تفكريًا علميٍّا فيميلون إلى تقبل الأفكار تقبلاً مطلقًا، وهم أكثر قابلية<br />
لقبول أفكار واهية أو كاذبة يبشر بها قادة ذوو شخصيات جذابة أو<br />
دجالون.<br />
سنبحث بالتفصيل في أهم خمس أفكار قائمة على العلم الزائف إلى<br />
جانب العشرات غريها، وسنرى مدى صمودها في وجه التدقيق العلمي. وفي<br />
الخاتمة سنقترح طرقًا يمكن للمرء بها أن يكون عاملًا أفضل؛ ويتجنب<br />
الوقوع في شرك العلم الزائف. كما سنقدم مسردًا باملصطلحات املهمة<br />
املرتبطة بدراسة العلم الزائف.<br />
11