97086490

الطفرات العلمية الزائفة
على حقيقتها.‏ ومن املحال أن يسمح العلماء للتصريحات الصادرة من ذوي
السلطة أن تحل محل الأدلة املوضوعية.‏ وباملثل،‏ لا يُنظر إلى إيمان املشاهري
بفكرة ما إلا بوصفه رأيٍّا شخصيٍّا،‏ وليس رأيٍّا علميٍّا له موثوقيته!‏
بالإضافة إلى ذلك،‏ يمكن أن يتأثر إدراكنا للواقع باملعتقدات أو التوقعات
املسبقة.‏ إن الإدراك — معرفة ما اكتشفته حواسنا ‏(موجات الضوء التي
تقع على العني،‏ أو موجات الضغط التي تسبب اهتزاز عظام السمع داخل
آذاننا)‏ — هو املعنى أو التأويل الذي تنسجه عقولنا من هذه الإحساسات.‏
وبما أن الإدراك عملية مكتسبة،‏ فهناك ميل لدى العقل لتصور أو نسج
ما يتوقع أن يراه.‏ على سبيل املثال:‏ إن عقول من يؤمنون بوجود الأطباق
الطائرة ويتوقعون رؤيتها قد تنسج صورًا لأجسام طائرة مجهولة من
الأضواء املتناثرة في السماء.‏
يقلب هؤلاء عبارة ‏«لم أكن سأصدقه لو لم أره بعيني»‏ إلى ‏«لم أكن
لأراه لو لم أؤمن به»،‏ أو كما جاء في التلمود:‏ ‏«نحن لا نرى الأشياء على
حقيقتها،‏ بل نراها على حقيقتنا.»‏
(3) الفرضيات العلمية
في بعض الأحيان يتوافق أكثر من تفسري واحد مع امللاحظات.‏ إذا لم يتوفر
أي دليل تجريبي يدعم أيٍّا من الفرضيات املتنافسة،‏ يختار العلماء التفسري
الأبسط ليكون التفسري الأرجح.‏ يشري العلماء إلى هذا املبدأ باسم ‏«شفرة
أوكام»،‏ املقتبس من اسم الفيلسوف الإنجليزي ويليام الأوكامي.‏ يدرك العلماء
أن التفسري الأبسط ليس بالضرورة التفسري الصحيح،‏ لكنهم يختارون ألا
يزيدوا تعقيد الأمر إلى أن يجدوا أدلة تجريبية تحتاج تفسريًا أعقد.‏
لنفترض أنك حضرت اجتماعًا للآباء واملعلمني قابلت فيه معلم ابنك
للمرة الأولى.‏ كان الاجتماع وجيزًا وسار على ما يرام.‏ وفي الليلة نفسها،‏ أثناء
تسوقك في املتجر،‏ رأيت املعلم يتجه صوبك،‏ لكن بدلاً‏ من التعرف عليك،‏
مر املعلم بجانبك دون التحدث إليك.‏
قد تفسر سلوك املعلم تجاهك بأنه ‏«تعرف عليك لكنه شعر أنك كنت
وقحًا معه خلال ذلك الاجتماع،‏ لذا فهو لا يرغب في التحدث إليك.»‏ تفسري
آخر أنه ‏«تعرف عليك فعلاً‏ لكنه يشعر بأن تعليقاتك كانت غري ناضجة أو
20