97086490

More documents

Recommendations

Info

(1) املنهج العلمي الطريق إلى الحقيقة:‏ املنهج العلمي قد يبدو العلم غامضً‏ ا،‏ خاصة حني يُقدم بقدر كبري من التفصيل،‏ إلا أنه في جوهره مباشر جدٍّا،‏ فكل ما يفعله العلماء هو أنهم يحاولون فهم الأسس التي تقوم عليها أية ظاهرة طبيعية.‏ يستخدم البشر جميعهم التفكري العلمي بدرجات متفاوتة.‏ على سبيل املثال،‏ إذا سمعت في منتصف الليل جلبة شديدة،‏ فقد يهمك أن تفهم سبب هذه الجلبة.‏ وقد تخمن أن سبب هذه الجلبة هو مطاردة كلبك دومينو لقطك باك.‏ قد يبدو هذا السيناريو مُرضيًا بما يكفي لأن يجعلك تقرر البقاء في فراشك الدافئ.‏ أما إن أردت التأكد،‏ فسيكون عليك النهوض من الفراش،‏ وإضاءة النور والبحث عن دليل يؤيد هذا الافتراض كمصباح مقلوب أو حيوان يبدو عليه ارتكاب الجرم.‏ لننظر إلى هذا املثال على نحو أكثر منهجية،‏ وأكثر إفادة بكثري.‏ يبدأ العلم ‏«بامللاحظات»؛ فأنت ‏«لاحظت»‏ وقوع جلبة في منتصف الليل.‏ إن كان فهمك العام أو ‏«فرضيتك»‏ حيال سبب الضوضاء صحيحًا،‏ يمكنك ‏«التنبؤ»‏ بأن هذه الجلبة حدثت بسبب مطاردة الكلب للقط.‏ حينها ستؤدي ‏«تجربة»‏ تتمثل في النهوض من الفراش والبحث عن أدلة على هذه املطاردة.‏ إذا لم تكن نتيجة ‏«التجربة»‏ هي النتيجة نفسها التي ‏«تنبأت»‏ بها ‏(إذ ينام كل من دومينو وباك في سلام)،‏ يتضح لك أن فهمك العام غري سليم،‏ ومن ثم يجب إعادة صياغته أو ‏«مراجعته»‏ لتصل إلى ‏«فرضية معدلة».‏ أما إذا وافقت النتيجة ‏«التنبؤ»،‏ فهذا يدعم صحة ‏«الفرضية»‏ املقترحة ‏(لكنه لا يثبتها).‏ فقد يكون لص هو الذي تسبب في وقوع املصباح.‏ في كل مرة تصمد فيها الفرضية أمام هذه الاختبارات،‏ تزداد مصداقيتها.‏ وفي كل مرة لا يحدث هذا،‏ يجب إما مراجعة الفرضية أو التخلي عنها.‏ ‏«على العلماء أن يقبلوا كلا الاحتمالني.»‏ إليك مثال آخر:‏ إذا كنت تريد أن تفقد بعض الوزن وتعتقد أنك تفهم سلوكك فهمًا كافيًا بما يمكنك من اختيار الأسلوب امللائم للتخلص من الوزن الزائد،‏ يمكنك اختبار هذا الفهم عندما تقرر استخدام أحد أساليب إنقاص الوزن.‏ إذا فقدت الوزن،‏ فهنا يكون فهمك لسلوكك صحيحًا،‏ أما إذا لم تفقد أي وزن،‏ فيجب أن تعترف أن فهمك املبدئي لم يكن سليمًا.‏ 17
الطفرات العلمية الزائفة في هذا املثال أنت ‏«لاحظت»‏ كيفية شعورك حيال جسدك،‏ وكيفية تصرفك في حضور وغياب الطعام،‏ وكم مرة تمارس التدريبات البدنية وغريها من الأمور.‏ إذا صح فهمك العام أو ‏«فرضيتك»‏ حيال سلوكك،‏ يمكنك ‏«التنبؤ»‏ بأسلوب إنقاص الوزن ‏(اتباع حمية غذائية بمفردك أو اتباع حمية غذائية وممارسة التدريبات البدنية بمفردك أو اتباع حمية غذائية كفرد من مجموعة تلتقي على نحو منتظم،‏ اتباع حمية غذائية تحت إشراف طبيبك،‏ إلخ)‏ الذي يتوافق توافقًا أكبر مع سلوكك ومن ثم يكون من املرجح أن يساعد في إنقاص وزنك.‏ ثم تُجري ‏«التجربة»‏ عندما تريد إنقاص الوزن مستخدمًا الأسلوب الذي اخترته.‏ فإن لم تكن نتيجة ‏«التجربة»‏ هي النتيجة نفسها التي ‏«تنبأت»‏ بها ‏(إذ لم تفقد الوزن وحسب،‏ بل ازداد وزنك!)،‏ يتضح لك أن فهمك العام أو ‏«فرضيتك»‏ حيال نفسك غري سليمة،‏ ومن ثم يجب إعادة صياغتها أو ‏«مراجعتها»‏ لتصري ‏«فرضية معد َّلة».‏ أما إذا تحققت النتيجة ‏«املتنبأ»‏ بها،‏ فهذا يؤيد ‏(لكن لا يثبت)‏ صحة ‏«الفرضية»‏ املقترحة.‏ فربما تفقد الوزن أيضً‏ ا باستخدام أسلوب مختلف.‏ من املهم أن يبذل العلماء قصارى جهدهم لإدراك الافتراضات التي تنطوي عليها الفرضيات.‏ فإن كانت غري صحيحة،‏ فربما لا تقدم التجربة طريقة اختبار موثوق بها للفرضية.‏ في املثال الأول ربما يكون القط هو الذي يطارد الكلب،‏ وفي املثال الثاني ربما تزداد املرأة في الوزن رغم اتباع الحمية لأنها حبلى لكنها لم تعرف بأمر حملها بعد.‏ يستخدم العلماء وسيلة أخرى لاختبار الفرضيات تتمثل في البحث عن أمثلة من الواقع موجودة مسبقًا ‏(لكنها غري معروفة لهم بعد)‏ تتفق مع فرضياتهم.‏ على سبيل املثال:‏ إذا زرت عالم ديزني ولاحظت أن السماء تمطر فترةً‏ قصرية ظهرية كل يوم من أيام الأسبوع الذي قضيته هناك،‏ يمكنك تقييم الفرضية التي تقول:‏ ‏«السماء تمطر فترةً‏ قصرية ظهرية كل يوم.»،‏ ليس فقط من خلال التنبؤ بهطول املطر فترةً‏ قصرية ظهرية الغد،‏ بل أيضً‏ ا من خلال النظر في تقارير الطقس في الجريدة املحلية على مدار الأشهر السابقة.‏ إذا كشف البحث عن وجود فترة من الجفاف استمرت عدة أيام،‏ فسيكون عليك أن تراجع الفرضية الأولية على نحو ملائم.‏ 18
Page 2: الطفرات العلمية ال
Page 5 and 6: Quantum Leaps in the Wrong Directio
Page 8 and 9: عن المؤلفين تشارل
Page 10 and 11: تمهيد ‏«إن كوكب ال
Page 12 and 13: تمهيد صحة زعم هالي
Page 14: تمهيد يقدم سيدني ها
Page 17: الطفرات العلمية ال
Page 21 and 22: الطفرات العلمية ال
Page 27 and 28: (1) تطور نماذج الذرة
Page 42 and 43: الفصل الثالث الطري
Page 44 and 45: الطريق إلى الحقيقة
Page 46 and 47: (4) العلم مقابل السح

97086490

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?