97086490

More documents

Recommendations

Info

الطريق إلى الحقيقة مقابل الطريق إلى الوهم ابتعد ‏«ألا يمكنكم القراءة؟»‏ على هذا العالم.‏ حني يحل الخداع محل الحقيقة ‏(حني يحل العلم الزائف محل العلم الحقيقي)،‏ تقل قدرتنا على معرفة العالم الحقيقي والتأثري فيه.‏ مع أن مقدمي العلم الزائف واملعتقدون فيه يؤمنون بأنهم سيكسبون الكثري من معتقداتهم عن العلم الزائف،‏ فإنهم في الحقيقة سيخسرون الكثري؛ فبالإضافة إلى املال الذي قد يخسرونه في مساعيهم الواهمة أو في دعمهم للمحتالني،‏ فإنهم يستثمرون أيضً‏ ا وقتًا كان من املمكن استثماره في توسيع معرفتهم بالحقيقة.‏ وقد تتسبب معتقدات العلم الزائف الطبية في الضرر البدني لهم إذا ما سعوا للعلاج على أيدي املعالجني الروحانيني والجراحني النفسيني وغريهم من الدجالني حني يكونون بصدد مشكلة خطرية مهددة للحياة،‏ وحتى إذا اتجهوا لاحقًا للعلاج الطبي ذي الأساس العلمي،‏ فربما يكون الوقت قد فات.‏ إن محاولات بعض املتعصبني دينيٍّا لإجبار املدارس على تقديم تفسريات دينية للظواهر الطبيعية إلى جوار التفسريات العلمية أو محلها تمثل خطرًا كبريًا.‏ فإذا نجحت مساعيهم فسيتبنى الطلاب معتقدات غري علمية،‏ 43
الطفرات العلمية الزائفة وسيغادرون املدرسة حاملني وجهات نظر قاصرة عن الواقع.‏ وسيعلمونها بدورهم للجيل التالي!‏ (3) الطبيعي في مقابل الخارق للطبيعة يحاول العلماء تفسري الظواهر الطبيعية،‏ إلى جانب الظواهر التي يتسبب فيها الإنسان ويشكلها.‏ كما أنهم يحاولون تفسري الظواهر التي يفترض أنها ‏«خارقة للطبيعة»،‏ والتي تبدو وكأنها تخرق القانون الطبيعي الذي تسري وفقه الأشياء،‏ لكن في الحقيقة لها تفسريات طبيعية.‏ إن الظاهرة التي لم تُفسر بعد ليست بالضرورة ظاهرة خارقة للطبيعة.‏ على سبيل املثال:‏ كانت عواصف البرَ‏ ‏َد عند الإغريق القدماء واحدة من السبل التي يظهر بها الإله زيوس غضبه.‏ لكن من وجهة نظر علماء الطقس املعاصرين تحدث عاصفة البرَ‏ ‏َد عندما يحمل تيار الهواء الصاعد قطريات املاء إلى طبقات الجو العليا الباردة،‏ حيث تتجمد هذه القطريات.‏ يمكن أن يحدث هذا الأمر مرارًا وتكرارًا،‏ وكلما كثر حدوثه،‏ زاد احتمال حدوث عاصفة بَرَد.‏ قد لا يكون التفسري العلمي لظاهرة ما غري متاح من واقع النظريات الحالية،‏ أو قد يتطلب إعادة تشكيل نظرية معتنقة فعلاً‏ ، مثلما فسر راذرفورد ذلك التشتت املفاجئ ‏(من وجهة نظره)‏ لجسيمات ألفا من خلال افتراض وجود نواة للذرة.‏ وعلى نحو مشابه نجد أن القانون الدوري للعناصر في الكيمياء،‏ الذي يفسر سلوك الأنواع املختلفة من الذرات،‏ كان موضوعًا في الأساس للتعبري عن كتل مختلف أنواع الذرات،‏ لكنه الآن يعبر عن عدد الجسيمات الذرية املوجبة ‏(البروتونات)‏ املوجودة في هذه الذرات.‏ إن نموذج النظام الشمسي في علم الفلك،‏ الذي كان فيما مضي يتمحور حول كوكب الأرض،‏ يتمحور اليوم حول الشمس.‏ وجد نموذج الأرض في علم الجيولوجيا في بدايات القرن العشرين صعوبة في كيفية تفسري ‏«حركة القارات»‏ إلى أن عرفنا بآلية تحريك القارات النابعة من القوى الجانبية التحتية املولدة من التيارات في طبقة الوشاح املوجودة أسفل القارات.‏ والآلية الجينية التي ساعدت في تفسري نظرية النشوء والارتقاء لداروين لم تتوافر إلا حني تم التوصل إلى بنية الحمض النووي ‏(الدي إن إيه).‏ 44
Page 2: الطفرات العلمية ال
Page 5 and 6: Quantum Leaps in the Wrong Directio
Page 8 and 9: عن المؤلفين تشارل
Page 10 and 11: تمهيد ‏«إن كوكب ال
Page 12 and 13: تمهيد صحة زعم هالي
Page 14: تمهيد يقدم سيدني ها
Page 17 and 18: الطفرات العلمية ال
Page 27 and 28: (1) تطور نماذج الذرة
Page 42 and 43: الفصل الثالث الطري
Page 46 and 47: (4) العلم مقابل السح
Page 48 and 49: الطريق إلى الحقيقة

97086490

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?