97086490
97086490
97086490
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الطريق إلى الحقيقة: املنهج العلمي<br />
يستخدم العلماء طريقتني لتقييم صحة الفرضيات: البحث عن حوادث<br />
جديدة تتنبأ بها الفرضية، والبحث عن حوادث سابقة تتوافق مع التفسري<br />
الذي تقدمه الفرضية. على العلماء املحترفني — وكل من يزعمون أنهم<br />
يستخدمون التفكري العلمي — أن يبتكروا باستمرار ودون كلل طرقًا<br />
لتطبيق هذين الأسلوبني من أساليب التقييم. وإذا لم يفعلوا، فسيخاطرون<br />
بالتشبث بمعتقدات زائفة.<br />
(2) امللاحظة العلمية<br />
لنلق الآن نظرة أكثر تأنيًا على الكيفية التي يلاحظ العلم الحقيقي بها الظواهرَ<br />
ويقيمها، حتى نتمكن من مقارنة هذا املنهج بما هو متبع في العلوم الزائفة.<br />
امللاحظات هي «الحقائق» التي تُبنى عليها الفرضيات، وهذه الحقائق<br />
تصري متاحة حني نلاحظ أحداثًا مادية أو حقائق ملموسة، مثل مستويات<br />
الضوضاء املسجلة بجهاز قياس ارتفاع الصوت أو معدل هطول املطر<br />
املسجل من قبل مقياس املطر.<br />
يجب أن تُبنى الفرضيات أو التفسريات العلمية على ملاحظة ظواهر<br />
حقيقية. في أغلب الوقت يكون ما نعتقد أننا نشعر به حقيقيٍّا فعلاً . لو لم<br />
يكن الحال كذلك، ملا كان بمقدورنا الحياة على نحو ملائم في هذا العالم.<br />
لكن في بعض الأحيان تضللنا حواسنا. على سبيل املثال: إذا أغلقنا أعيننا<br />
بعد التحديق فترةً طويلة في التلفاز، فستظل صورة شاشة التلفاز «ماثلة<br />
أمامنا»، ويرجع السبب في ذلك إلى أن العقل يخدعنا من خلال الاستمرار<br />
في خلق الصورة من الإشارات العصبية التي تلقاها من الشبكية، مع أن<br />
الشبكية نفسها لم تعد تتلقى الضوء الصادر عن شاشة التلفاز. قد تبدو<br />
الأحداث أو الظواهر حقيقية، لكنها في الواقع قد لا تكون كذلك.<br />
على العلماء أن يضعوا في حسبانهم مدى قصور الخبرات الشخصية<br />
حني تُدرَك الحقائق أو الأحداث بواسطة البشر. ولهذا السبب يحتاجون إلى<br />
نظم قياس موضوعية، وليست ذاتية. إنهم يسعون وراء امللاحظات املتكررة<br />
التي لاحظها مراقبون مستقلون، كما يسعون وراء أدلة يمكن ملاحظتها<br />
تكون خاضعة لتدقيق العامة لا معلومات خاصة محمية. يجب أن تكون<br />
امللاحظات قابلة للتكرار، بحيث يتمكن أي مراقب مدرب من إدراكها والتأكيد<br />
19