97086490

More documents

Recommendations

Info

التفكري العلمي على أرض الواقع للتقييم،‏ ومن ثم تحظى بالقبول أو الرفض على أساس الأدلة املوضوعية،‏ لا على أساس مدى غرابتها أو روعتها في أعني أفراد أو جماعات بعينهم.‏ إن بعضً‏ ا من أغرب الأفكار العلمية نجحت في تلك الاختبارات.‏ إليك فكرة عجيبة قادمة من أحد فروع الفيزياء هو ميكانيكا الكم،‏ تقول الفكرة:‏ في عالم الجسيمات دون الذرية ‏(على املستوى الكمي)‏ لا تكتسب الجسيمات دون الذرية املفردة بعضً‏ ا من خصائصها ‏(على سبيل املثال،‏ موضعها وسرعتها)‏ إلا حني تخضع للملاحظة.‏ بعبارة أخرى لا يبدو أن الجسيمات دون الذرية توجد في صورة محددة إلا حني يقيسها املراقب!‏ وعلى الرغم من غرابة هذه ‏«الأعجوبة الكمية»،‏ فإنها تأكدت مرارًا من خلال الاختبارات الصارمة.‏ أساء البعض تأويل هذه النتيجة؛ إذ يرون أنه بما أن الأشياء العادية مكونة في نهاية املطاف من جسيمات دون ذرية،‏ فيجب أن تُلاحظ هي الأخرى حتى توجد.‏ هذا التفكري فكرة خاطئة؛ لأن خصائص الكل ليست مماثلة لخصائص الأجزاء املكونة له.‏ إن النظرية الكمية معنية فقط بما يحدث للجسيمات دون الذرية ‏«الفردية»،‏ كما أن التأثريات الكمية في مستوى الأحداث الفردية دون الذرية تُعادَل على مستوى ميكروسكوبي.‏ فالقمر يستمر في الدوران حول الأرض حتى حني لا يلاحظه أحد،‏ ولا بد أن يقوم العلم على الحقائق املوضوعية.‏ من التفسريات الخاطئة لتلك النتيجة التي تقول إن الجسيمات لا تكتسب بعضً‏ ا من خصائصها إلا حني تُلاحظ من قِ‏ بل مراقب — الزعم أن ‏«الحقيقة املطلقة موجودة في عقل املراقب»،‏ أو ‏«أن الأفكار يمكنها جعل الأشياء تتحقق».‏ ليس بالإمكان استقاء أي من هاتني الفكرتني من النظرية الكمية،‏ فهذه النظرية لا تنبئنا بشيء عن دور الوعي البشري أو العمليات العقلية في العالم املادي.‏ توجد فكرة أخرى غريبة،‏ لكنها حقيقية،‏ مأخوذة من نظرية النسبية لأينشتاين تقول إن الزمن املُدرك املنقضي بني حدثني ليس مطلقًا؛ بل يعتمد على الإطار املرجعي لكل مراقب.‏ على سبيل املثال،‏ إذا كان الحدثان هما حركتان متعاقبتان لعقرب ساعة موضوعة على متن مركبة فضائية تدور 35
الطفرات العلمية الزائفة أوقف الشيخوخة لندن نيو هافِ‏ ن سافر لسنوات إلى كواكب أخرى وعد دون أن يبدو عليك الكبر ولو بشهر حول الأرض بسرعة عالية،‏ فسيلحظ املراقب املوجود على متن املركبة أن حركتي العقرب تحدثان في املكان نفسه،‏ لكن من منظور املراقب املوجود على الأرض،‏ ستحدث حركتا عقرب الساعة املوجودة على املركبة الفضائية في مكانني مختلفني نتيجة حركة املركبة الفضائية الحاملة للساعة على متنها بالنسبة للمراقب املوجود على الأرض.‏ نتيجة لذلك سيسجل املراقب املوجود على الأرض وقتًا أطول بني حركتي عقرب الساعة.‏ ينبئنا تأثري هذا ‏«التباطؤ الزمني»‏ بأن حركة الساعة بالنسبة إلى املراقب املوجود على الأرض ستبدو أبطأ من الساعات املوجودة على الأرض.‏ على الرغم من غرابة هذه الفكرة،‏ فإنها تأكدت من الناحية التجريبية؛ فإذا ضبطت ساعتان على التوقيت نفسه،‏ وظلت واحدة على الأرض بينما أُخذت الثانية في رحلة على متن طائرة نفاثة،‏ عند العودة إلى الأرض ستظهر الساعة املوضوعة على متن الطائرة انقضاء قدر أقل من الوقت مقارنة بالساعة التي ظلت على الأرض.‏ يصري هذا الأثر كبريًا ‏(قابلاً‏ للقياس)‏ فقط عند السرعات العالية للغاية،‏ لكنه غري ملحوظ ولا يحمل أي أهمية في حياتنا العادية.‏ 36
Page 2: الطفرات العلمية ال
Page 5 and 6: Quantum Leaps in the Wrong Directio
Page 8 and 9: عن المؤلفين تشارل
Page 10 and 11: تمهيد ‏«إن كوكب ال
Page 12 and 13: تمهيد صحة زعم هالي
Page 14: تمهيد يقدم سيدني ها
Page 17 and 18: الطفرات العلمية ال
Page 27 and 28: (1) تطور نماذج الذرة
Page 35: الطفرات العلمية ال
Page 42 and 43: الفصل الثالث الطري
Page 44 and 45: الطريق إلى الحقيقة
Page 46 and 47: (4) العلم مقابل السح

97086490

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?