22.01.2015 Views

97086490

97086490

97086490

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

(1) تطور نماذج الذرة<br />

الطفرات العلمية الزائفة<br />

لرؤية كيفية تطبيق التفكري العلمي تطبيقًا عمليٍّا،‏ دعونا ندرس أحد الأمثلة<br />

الكلاسيكية؛ سعي العلماء لفهم الوحدات البنائية الأساسية غري املرئية التي<br />

تتكون منها املادة بشتى أنواعها.‏ سيوضح هذا املثال أن الأفكار العلمية<br />

لا تتطور استنادًا إلى السلطة،‏ بل من خلال عملية صقل متواصلة تقارن<br />

الواقع بالتنبؤات.‏ وسوف يؤكد على ضرورة إعادة العلماء فحص فرضياتهم<br />

باستمرار في ضوء الأدلة التجريبية الجديدة،‏ وأن يظلوا مستعدين ملراجعة<br />

فرضياتهم.‏<br />

(1-1) فكرة ديموقريطوس عن البنية الجوهرية<br />

كان الفيلسوف الإغريقي ديموقريطوس هو أول من عبر عن فكرة وجود<br />

بنية أساسية جوهرية لكل املواد ‏(بمعنى أن املادة لا يمكن تقسيمها إلى ما<br />

لا نهاية)،‏ وذلك نحو عام ٤٢٠ قبل امليلاد.‏ يروى أن ديموقريطوس لاحظ<br />

أثناء سريه على الشاطئ ذات يوم أن املادة — مثل الرمال — كانت تبدو<br />

وحدة واحدة حني يُنظر إليها عن بُعد،‏ لكن عن قرب يتضح أن الشاطئ<br />

مكون من حبات رمل منفصلة.‏ قاده حدسه إلى أن يقترح أن كل مادة مكونة<br />

من حبيبات دقيقة.‏ ففكر على سبيل املثال أن مياه املحيط يمكن تقسيمها<br />

إلى قطرات أصغر وأصغر حتى نصل إلى ‏«ذرات»‏ املياه،‏ التي تخيلها على<br />

صورة كرات ضئيلة ملساء مستديرة.‏<br />

(2-1) فكرة ديموقريطوس عن البنية الجوهرية في مقابل<br />

مفهوم أرسطو عن التقسيم اللانهائي<br />

ظل مفهوم ديموقريطوس لألفي عام تقريبًا محل تجاهل بسبب مفهوم<br />

لفيلسوف إغريقي آخر هو أرسطو (٣٨٤–٣٢٢ قبل امليلاد)،‏ الذي اعتقد<br />

أنه لا توجد بنية أساسية جوهرية،‏ وأنه بالإمكان تقسيم املادة إلى ما لا<br />

نهاية.‏ انبثق مفهوم أرسطو من مجموعة من املبادئ البديهية من وجهة<br />

نظره.‏ ولو أُجري استطلاع للرأي في ذلك الوقت لوجدنا أن الأفراد كانوا<br />

26

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!