97086490
97086490
97086490
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الطفرات العلمية الزائفة<br />
امللاحظة: تلاحظ العلوم الطبيعية الكيانات املادية والبيولوجية املتطابقة إلى<br />
حد ٍّ كبري (الذرات والبكتريا وذباب الفاكهة) والأكثر عددًا مقارنة بالحقائق<br />
الشخصية والاجتماعية التي تلاحظها العلوم الإنسانية. هناك تريليونات<br />
التريليونات من ذرات الكربون في الكون، وكلها تسلك املسلك الكيميائي<br />
نفسه، لكن هناك نحو ستة مليارات شخص على ظهر كوكبنا، وكل واحد<br />
منهم له تفرده. يستطيع عالم الكيمياء أن يقول: «إذا رأيت ذرة كربون<br />
واحدة، فكأنك رأيت كل ذرات الكربون.» لكن ليس بوسع عالم النفس أن<br />
يقول هذا عن البشر مطلقًا!<br />
الفرضيات: بما أن الكيانات التي تلاحظها العلوم الطبيعية متماثلة إلى<br />
حد ٍّ بعيد ومتاحة بأعداد وفرية، يكون من السهل التعامل معها كوحدات<br />
فردية دون توقع وجود تباين كبري بينها. وبسبب هذا يمكن عادة اختزال<br />
الفرضيات في العلوم الطبيعية إلى فرضية واحدة مقبولة. لكن على العكس،<br />
عادة نجد العديد من الفرضيات املتباينة املقبولة في العلوم الإنسانية (على<br />
سبيل املثال، نظرية التحليل النفسي في مقابل النظرية السلوكية في مقابل<br />
النظرية الإدراكية في علم النفس). عادة تكون فرضيات العلوم الطبيعية<br />
أكثر تحديدًا (ويمكن التعبري عنها باستخدام معادلات أبسط)، وهامش<br />
الخطأ فيها صغري، وتكون أكثر تحررًا من التقديرات املتحاملة أو املتحيزة.<br />
التنبؤ: بسبب ضيق هامش الخطأ في فرضيات العلوم الطبيعية، فإن<br />
التنبؤات املبنية عليها تحمل إمكانية خطأ ضئيلة.<br />
التجريب: في العلوم الطبيعية يكون من السهل تحديد املتغريات والتحكم<br />
فيها، وتكون التجارب متحررة من التحيزات، ونادرًا ما تثري مخاوف<br />
أخلاقية مباشرة (من الاستثناءات هنا تجارب تطوير الأسلحة النووية<br />
والهندسة الوراثية)، كما أن سلوك الكيانات موضوع التجربة لا يتأثر<br />
بالتجربة نفسها. راقب ذرات الكربون كما تحب، ولن تُبدي هذه الذرات أي<br />
انتباه لك، لكن إذا حدقت في شخص ملراقبة سلوكه، فسيحدق بك بدوره!<br />
وعمومًا من الصعب دراسة السلوك البشري؛ لأنه عرضة للتأثر بعدد<br />
كبري من العوامل، ومن املمكن أن يتأثر بمعرفة الفرضية التي يجري<br />
38