doc1
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
”<br />
فَكَأَن َّمَا قَتَلَ الن َّاسَ جَمِیعاً وَمَنْ أَحْیَاھَا فَكَأَن َّمَا أَحْیَا الن َّاسَ<br />
“. جَمِیعاً<br />
:<br />
ولھذا قد َّر نبینا صلى االله علیھ وسلم للنفس الإنسانیة<br />
حرمتھا، فلما مرت علیھ جنازة یھودي وقف لھا، فقیل لھ<br />
إنھا جنازة یھودي ، فقال صلى االله علیھ وسلم: ألیست<br />
نفساً ؟!.<br />
ومن القیم التي أجمعت علیھا الشرائع السماویة كلھا:<br />
العدل، والتسامح، والوفاء بالعھد، وأداء الأمانة ،<br />
والصدق في الأقوال والأفعال ، وبر الوالدین ، وحرمة مال<br />
الیتیم ، ومراعاة حق الجوار،والكلمة الطیبة، وذلك لأن<br />
مصدر التشریع السماوي واحد، ولھذا قال نبینا (صلى<br />
االله علیھ وسلم) :- ” الأنبیاء إخوة لعل َّات أممھم شتى<br />
” ودینھم واحد<br />
، فقد تختلف الشرائع في العبادات وطریقة<br />
أدائھا وفق طبیعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقیم<br />
الإنسانیة التي تكون أساساً للتعایش لم تختلف في أي<br />
شریعة من الشرائع، یقول نبینا (صلى االله علیھ وسلم) :<br />
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح<br />
فاصنع ما شئت<br />
. ”<br />
وأروني أي شریعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي<br />
حرم االله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدین ، أو أكل<br />
السحت، أو أكل مال الیتیم ، أو أكل حق العامل أو الأجیر ،<br />
وأروني أي شریعة أباحت الكذب ، أو الغدر، أو الخیانة،<br />
أو خُلف العھد، أو مقابلة الحسنة بالسیئة<br />
.<br />
بل على العكس فإن جمیع الشرائع السماویة قد اتفقت<br />
وأجمعت على ھذه القیم الإنسانیة السامیة، من خرج<br />
علیھا فإنھ لم یخرج على مقتضى الأدیان فحسب، وإنما<br />
یخرج على مقتضى الإنسانیة وینسلخ من آدمیتھ ومن<br />
الفطرة السلیمة التي فطر االله الناس علیھا<br />
. .<br />
٣٣