doc1

Recommendations

Info

ىصل سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم یصبني من سفاح الجاھلیة شيء وھكذا نرى أن االله تعالى نشر نبأ رسولھ االله علیھ وسلم منذ الأزل ‏,وقضت الإرادة الإلھیة أن یختم بھ الأنبیاء والمرسلین،‏ وأخذ العھد والمیثاق على الرسل أن یؤمنوا بھ وینصروه،‏ وأثنى علیھ رب العزة حین قال:‏ ‏"وإنك لعلي خلق عظیم"‏ إن واجب أمتنا في ھذه الآونة التي تمر بھا أن تتخذ من سیرتھ صلى االله علیھ وسلم نبراسا لھا تھتدي بھ في ظلمات حیاتھا،‏ وفي مواجھة الفتن التي تعترضھا والتحدیات التي تعوق مسیرتھا.‏ وعلي جمیع القوي أن تتضافر علي الحق وأن تسیر علي منھاج صاحب الذكري صلي االله علیھ وسلم،‏ فتعتصم بحبل ربھا وتتعاون علي البر والتقوى،‏ وتحقق خیریتھا التي وجھھا االله تعالي إلیھا:‏ كنتم خیر أمة أخرجت للناس.‏ ٣٨
من أسمائھ تعالى } الشكور { بقلم : د.‏ على جمعھ من أسماء االله تعالى الحسنى اسم ‏"الشكور"،‏ قال تعالي:‏ ‏(إِنَّ‏ اللَّ‎ھَ‏ غَفُ‎ورٌ‏ شَ‎كُورٌ)‏ ‏[الشوري:‏ ٢٣]، وقال عز وجلَّ:‏ ‏(وَاللَّ‎ھُ‏ شَ‎كُورٌ‏ حَلِ‎یم)‏ ‏[التغابن:‏ ١٧]، وھو من الشكر الذى یعني:‏ تصوّر النّعمة وإظھارھا،‏ ویضاده الكفر،‏ وھو:‏ نسیان النّعمة وسترھا،‏ ویدل أصلھ على الزیادة،‏ یقال:‏ شكیر الشجرة،‏ لما نبت فى أصلھا من القضبان الصغار،‏ وشكرت الأرض إذا كثر نباتھا . كما أن الشكور مبالغة من الشاكر،‏ وقد ورد فى الكتاب العزیز أنھ اسم الله تعالى أیضًا،‏ وذلك فى موضعین،‏ منھما قولھ تعالي:‏ ‏(فَإِنَّ‏ اللَّھَ‏ شَاكِرٌ‏ عَلِیمٌ)‏ ‏[البقرة:‏ ١٥٨]. ومعناه فى حق االله تعالي:‏ أنھ سبحانھ المثنى على المصطفین من عباده،‏ أو الذى یعطى الثواب الجزیل على العمل القلیل،‏ فیقبل الیسیر من الطاعات،‏ ویعطى الكثیر من الدرجات . ویجب على العبد أن یعتقد أنھ لا شكور وكذلك لا شاكر فى الحقیقة إلا االله تعالي،‏ فھو الذى یعطیھ مع استغنائھ سبحانھ عنھ،‏ ولأن زیاداتھ فى المجازاة غیر محصورة ولا محدودة،‏ فإن نعیم الجنة لا آخر لھ،‏ والعجب من الغافلین أنھم ینكرونھ مع افتقارھم إلیھ!‏ وقد تحقق باسم االله تعالى ‏«الشكور»‏ الأنبیاء صلوات االله علیھم وسلامھ حتى وصفھم االله تعالى بھذا الاسم الكریم،‏ حیث قال تعالى عن نبیھ نوح علیھ السلام:‏ ‏(إِنَّ‎ھُ‏ كانَ‏ عَبْ‎داً‏ شَكُوراً)‏ ‏[الإسراء:‏ ٣]، وقال فى حق خلیلھ إبراھیم علیھ السلام:‏ ‏(شَاكِرًا لِأَنْعُمِھِ)‏ ‏[النحل:‏ ١٢١]. والشكر على ثلاث صور،‏ قد ذكرھا السَّرِيُّ‏ السقطى ‏(ت:‏ ‎٢٥١‎ھ)‏ فى قولھ:‏ ‏"الشُّكْرُ‏ عَلَى ثَلَاثَةِ‏ أَوْجُھٍ:‏ شُكْرُ‏ اللِّسَانِ،‏ وَشُكْرُ‏ الْبَدْنِ،‏ وَشُكْرُ‏ الْقَلْبِ،‏ فَشُكْرُ‏ الْقَلْبِ:‏ أَنْ‏ تَعْلَمَ‏ أَنَّ‏ النِّعَمَ‏ كُلَّھَا مِنَ‏ االلهِ‏ عَزَّ‏ وَجَلَّ،‏ وَشُكْرُ‏ الْبَدَنِ:‏ أَنْ‏ لَا تَسْتَعْمِلَ‏ جَارِحَ‎ةً‏ مِ‎نْ‏ جَوَارِحَ‎كَ‏ إِلَّ‎ا في طَاعَتِ‎ھِ‏ بَعْ‎دَ‏ أَنْ‏ عَافَ‎اك االلهُ،‏ وَشُ‎كْرُ‏ اللِّسَانِ:‏ دَوَامُ‏ الْحَمْدِ‏ عَلَیْھِ"‏ ‏(شعب الإیمان - ٦ ٣١٢ ( والإنسان بین حالین لا ثالث لھما،‏ فھو إما شاكرًا لربھ ذاكر لنعمائھ علیھ،‏ وإما كافرًا بربھ غافلاً‏ عن عطایاه لھ،‏ قال تعالي)‏ ‏:إِنَّ‎ا ھَ‎دَیْنَاهُ‏ السَّبِیلَ‏ إِمَّ‎ا شَ‎اكِرًا وَإِمَّ‎ا كَفُ‎ورًا ‏[الإنسان:‏ ٣]، وصِ‎نْفُ‏ الشاكرین فى الناس قلیل،‏ قال تعال:‏ ‏(وَقَلِیل مِنْ‏ عِبَادِيَ‏ الشَّكُورُ)‏ ‏[سبأ:‏ ١٣]، وقال تعالى فى مواضع كثیرة:‏ ‏(وَلَكِنَّ‏ أَكْثَرَ‏ النَّاسِ‏ لاَ‏ یَشْكُرُونَ).‏ لذا یجب على العبد أن یجتھد فى طاعة ربھ سبحانھ،‏ وفى شكره تعالى على ما أنعم علیھ من نعم كثیرة منھمرة لا تحصي،‏ قال تعالي:‏ ‏(وَإِنْ‏ تَعُ‎دُّوا نِعْمَ‎ةَ‏ اللَّ‎ھِ‏ لَ‎ا تُحْ‎صُوھَا)‏ ‏[النحل:‏ ١٨]، فإذا فعل ذلك كان مقتدیًا بسیدنا رسول االله صلى االله علیھ وسلم متحققًا بسنتھ،‏ فعن الْمُغِیرَةِ‏ بْنِ‏ شُعْبَةَ‏ أَنَّ‏ النَّبِيَّ‏ صَلَّى االلهُ‏ عَلَیْھِ‏ وَسَلَّمَ‏ صَ‎لَّى حَتَّ‎ى انْتَفَخَ‎تْ‏ قَ‎دَمَاهُ،‏ فَقِیلَ‏ لَ‎ھُ:‏ أَتَكَلَّ‎فُ‏ ھَ‎ذَا؟ وَقَ‎دْ‏ غَفَ‎رَ‏ االلهُ‏ لَ‎كَ‏ مَ‎ا تَقَ‎دَّمَ‏ مِ‎نْ‏ ذَنْبِ‎كَ‏ وَمَا تَأَخَّرَ،‏ فَقَالَ:‏ ‏"أَفَلَا أَكُونُ‏ عَبْدًا شَكُورًا"‏ ‏(متفق علیھ).‏ ولقد وعد االله عباده بجزیل العطاء إذا ما شكروه على نعمائھ فى مواطن كثیرة،‏ منھا،‏ قولھ تعالي:‏ ‏(وَسَ‎نَجْزِى الشَّاكِرِینَ)‏ ‏[آل عمران:‏ ١٤٥]، وقولھ تعالي:‏ ‏(وَإِذْ‏ تَ‎أَذَّنَ‏ رَبُّكُ‎مْ‏ لَ‎ئِنْ‏ شَ‎كَرْتُم لَأَزِیدَنَّكُمْ)‏ ‏[إبراھیم:‏ ٧]، كما أوعد من یكفر بنعمتھ ولم یشكره علیھا بعذاب شدید،‏ حیث ختم تعالى الآیة السابقة بقولھ تعالي:‏ ‏(وَلَ‎ئِنْ‏ كَفَ‎رْتُم إِنَّ‏ عَ‎ذَابِى لَشَدِیدٌ).‏ والمرء إذا أراد أن یتخلق بھذا الاسم الكریم علیھ أن یشكر كل من أسدى إلیھ معروفً‎ا ویحمد صنیعھ ویكافئھ على قدر طاقتھ،‏ خاصة الوالدین بعد االله تعالي،‏ حیث ھما ٣٩
Page 1 and 2: مجلة شھریة تصدرھا ا
Page 3 and 4: أخبار الأوقاف وزی
Page 5 and 6: غنم یومیًا ذبحًا وت
Page 7 and 8: ٤٠٠٠ جنیھ ، واعتبار
Page 9 and 10: جاء ذلك خلال تقدیم
Page 11 and 12: جولة في أخبار تھمك
Page 13 and 14: التى تتعرض للأدیا
Page 15 and 16: السیسي في سویسرا لل
Page 17 and 18: يلل الرئیس في كلمة
Page 19 and 20: -٤ ضد محاولات زعزعة
Page 21 and 22: اقتصاد البیئة:‏ ا
Page 23 and 24: الدولیة نیابة عن مج
Page 25 and 26: الأخرى ضمن دراسة ی
Page 27 and 28: اصً‏ علوم تكنولوجی
Page 29 and 30: وتنمیة الموارد الب
Page 31 and 32: الدولي للعبة لاستض
Page 33 and 34: ” فَكَأَن َّمَ‎ا
Page 35 and 36: وأكد ) صلى االله علی
Page 37: ىعل ىعل ىإل میلاد أ
Page 41 and 42: يت د.‏ ومن حسن الظن
Page 43 and 44: ىعل ىإل الوجدان في
Page 45 and 46: بحیث یؤدى الجسم وظ
Page 47 and 48: فتاوى إسلامیة " كتا
Page 49 and 50: تفاسیر الأحادیث ك
Page 51 and 52: * * القدرات الإبدا

doc1

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?