doc1

Recommendations

Info

وفھمت البنت صمت أبیھا ، وأدركت أن وراءه علة ، فقرأت بصوت مرتفع قول االله-‏ تعالى : ‏"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى االله ورسولھ أمرًا أن یكون لھم الخیرة من أمرھم"‏ ففرح بھا أبوھا وزوجھا بھ ، وعلم بذلك رسول االله صلى االله علیھ وسلم-‏ فدعا لھا قائلاً‏ :" اللھم اصبب علیھا الخیر صبا ، ولا تجعل عیشھا كدا قال أھل السیر فأصبحت من أغنى نساء المدینة،‏ وافتقد النبي صلى االله علیھ وسلم،‏ حیث استشھد بعد بسالة ودفنھ بیده الشریفة,‏ ودعا لھ وقال وكما قال ، ، ھو منى " تعالى : وأنا منھ"‏ كتب علیكم القتال وھو كره لكم لكن أن یكتب الإنسان على نفسھ ما یكره فیتكبت من ، الحماقة ما یضره ‏،یقول وعسى أن تكرھوا شیئًا وھو خیر لكم فھذا من سوء الفكر تعالى ‏-یقول في الدواب ، ولیس من فقھ الدین فاالله - ، ومثلھا السیارات وغیرھا من الحاملات " ‏:وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغیھ إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحیم"‏ فلو أن إنسانًا مشى على قدمیھ مسافة طویلة ، وھو قادر على إن یركب ؛ فشقت نفسھ فلا یلومن إلا نفسھ،‏ ومن سلم منھ غیر أمین " فلا یقولن ، ؛فبدده وعسى أن تكرھوا شیئًا وھو خیر لكم ( وھناك مئات الأمثلة على ذلك مما أطلق علیھ ‏(عك یعك عكا)‏ وھذا من أسباب تخلفنا بأسباب السعادة ما وجدتھا ، ، ظاھره تكرھھ فقل عند ذلك وھو خیر لكم أین یكون الخیر حیث تقدم غیرنا،‏ فخذ وإذا وجدت تكلیفًا من الشرع ": ، " وعسى أن تكرھوا شیئًا لأن ذلك من حسن الظن باالله الذى یعلم وھو بیده وحده عز وجل.‏ ٤٢
ىعل ىإل الوجدان في حیاة النبيّ‏ صلى الل َّھ علیھ وسلم د.‏ مبروك عطیة رئیس قسم اللغویات جامعة الأزھر للمعاني في قلوب النبلاء إشعاع یفوق إشعاع المادة الفیزیقیة في عناصرھا الدقیقة ‏.والعناصر من حولھا.‏ ولیس أنبل من رسول الل َّھ صلى الل َّھ علیھ وسلم ‏.إنسان،‏ ولیس قلب كقلبھ الطاھر المطھر إدراكا لتلك المعاني،‏ واستجابة لإشعاعھا فیھ وفي الدنیا من حولھ،‏ وقد اصطفى ربنا عز وجل قلب النبي سیدنا محمد صلى الل َّھ علیھ وسلم لیكون محلاً‏ لنزول القرآن الكریم.‏ قال سبحانھ:‏ ‏"نزل بھ الروح الأمین علي قلبك لتكون من المنذرین بلسان عربيّ‏ مبین."‏ وقال عز وجل:‏ ‏"قل من كان عدوًا لجبریل فإنھ نزلھ علي قلبك بإذن الل َّھ مصدقا لما بین یدیھ وھدى وبشرى للمؤمنین."‏ والخطاب الدیني المتعلق بالقلوب خطاب مھم لمن وفقھ الل َّھ.‏ عز وجل.‏ لنیّل حسنة الدنیا وحسنة الآخرة.‏ ألا ترى قولھ تعالي:‏ ‏"یوم لا ینفع مال ولا بنون،‏ إلا من أتى الل َّھ بقلب سلیم."‏ فانظر كیف جعل السلامة منوطة بالقلب الذي ھو كیان الإنسان،‏ ومستقر نیتھ التي ھي محل الأصالة لانبعاث أعمالھ.‏ روى البخاري في مقدمة جامعھ الصحیح عن عمر رضي الل َّھ عنھ عن النبي.‏ صلي الل َّھ علیھ وسلم.‏ أنھ قال:‏ ‏"إنما الأعمال بالنیات".‏ والنیة محلھا القلب،‏ فلست مبالغً‎ا إذا قلت:‏ إنما الأعمال بالقلوب،‏ في معنى الحدیث الشریف الصحیح.‏ وقلب سیدنا رسول الل َّھ صلى الل َّھ علیھ وسلم قِبلة القلوب.‏ فمن أراد أن یزكي قلبھ فلینظر كیف كان قلبھ صلى الل َّھ علیھ وسلم فقد كان كما قال"‏ ‏:لا ینام وإن نامت عیناه صلي الل َّھ علیھ وسلم ‏) والقلب الذي لا ینام قلب یقظ مستنبط دائم الفكرة فیما ینفع الناس،‏ وھو مستودع الرحمة.‏ ومن لا یرحم لا یُ‎رحم.‏ والراحمون یرحمھم الرحمن.‏ ومن كان قاسي القلب كان بلا قلب أصلاً.‏ وإنما الذي في صدره قطعة من حجر،‏ بل أشد قوة،‏ كما قال الل َّھ تعالي"‏ ‏:ثم قست قلوبكم من بعد ذلك،‏ فھي كالحجارة أو أشد قسوة."‏ وحین ذرفت عیناه صلى الل َّھ علیھ وسلم وابن مسعود یقرأ علیھ سورة النساء حین وصل عند قولھ عز من قائل:‏ ‏"فكیف إذا جئنا من كل أمة بشھید،‏ وجئنا بك على ھؤلاء شھیداً".‏ وقال لھ:‏ ‏"أمسك".‏ أي توقف حتى یقضي حق وجدانھ الذي أشع في قلبھ،‏ ففاضت عیناه رحمة بأمتھ،‏ التي سوف یشھد علیھا بأنھ بلغھا رسالة ربھ،‏ ویشق من كان قلبھ كلھ رحمة أن یشھد على من ھو بھم رءوف رحیم،‏ ففیھم ظالم لنفسھ وفیھم مقتصد،‏ وحین فاضت عیناه صلى الل َّھ علیھ وسلم یوم مات ولده إبراھیم علیھ السلام:‏ ‏"إن العین لتدمع وإن القلب لیحزن ولا نقول إلا ما یرضي ربنا".‏ وتتحقق معادلة الوجدان في حیاة خیر إنسان سیدنا رسول الل َّھ ‏.صلي الل َّھ علیھ وسلم بالانفعال النبیل المشروع وصون الحق،‏ فھو یبكي ویحزن،‏ ولكن لا یقول إلا حقًا.‏ وفي ذلك معالجة لما یسمي وجدانًا ولیس بوجدان،‏ وإنما ھو من عمل الشیطان،‏ فلیس من الوجدان المؤسس على وجدان سیدنا النبيّ‏ صلي الل َّھ علیھ وسلم.‏ أن نذرف الدمع ونحن نلعن الدھر ونسبّ‏ الأیام والأنام،‏ أو نتطرف فنظلم أو نتظاھر فنخرب،‏ أو أن نصاب فنسخط علي القدر،‏ أو نفرح فنطلق الأعیرة الناریة،‏ فنریق الدماء البریئة علي بلاط السعادة،‏ وھیھات أن تكون السعادة میدانًا لإراقة الدماء.‏ وصلى الل َّھ على خاتم الأنبیاء سیدنا محمد.‏ صلاة تصعد ولا تنفد وتقیم ولا تدیم وعلى الآل والصحب والتابعین بإحسان وعلینا معھم.‏ إن ربنا ھو المنعم الكریم . ٤٣
Page 1 and 2: مجلة شھریة تصدرھا ا
Page 3 and 4: أخبار الأوقاف وزی
Page 5 and 6: غنم یومیًا ذبحًا وت
Page 7 and 8: ٤٠٠٠ جنیھ ، واعتبار
Page 9 and 10: جاء ذلك خلال تقدیم
Page 11 and 12: جولة في أخبار تھمك
Page 13 and 14: التى تتعرض للأدیا
Page 15 and 16: السیسي في سویسرا لل
Page 17 and 18: يلل الرئیس في كلمة
Page 19 and 20: -٤ ضد محاولات زعزعة
Page 21 and 22: اقتصاد البیئة:‏ ا
Page 23 and 24: الدولیة نیابة عن مج
Page 25 and 26: الأخرى ضمن دراسة ی
Page 27 and 28: اصً‏ علوم تكنولوجی
Page 29 and 30: وتنمیة الموارد الب
Page 31 and 32: الدولي للعبة لاستض
Page 33 and 34: ” فَكَأَن َّمَ‎ا
Page 35 and 36: وأكد ) صلى االله علی
Page 37 and 38: ىعل ىعل ىإل میلاد أ
Page 39 and 40: من أسمائھ تعالى } ا
Page 41: يت د.‏ ومن حسن الظن
Page 45 and 46: بحیث یؤدى الجسم وظ
Page 47 and 48: فتاوى إسلامیة " كتا
Page 49 and 50: تفاسیر الأحادیث ك
Page 51 and 52: * * القدرات الإبدا

doc1

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?