doc1
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ىعل<br />
ىعل<br />
ىإل<br />
میلاد أمة<br />
بقلم:<br />
د.أحمد عمر ھاشم<br />
تعیش أمتنا الآن مرحلة من أدق مراحل تاریخھا وتمر بمنعطف خطیر یستوجب علیھا بكل<br />
شرائحھا وأطیافھا، أن تلتقي<br />
كلمة سواء، وتھتدي بمنھاج رسولھا صلى االله علیھ وسلم الذي<br />
وحدھا من فرقة، وھداھا من ضلالھا وعلمھا وزكاھا فكانت بحق خیر أمة أخرجت للناس.<br />
وھا نحن نعیش ذكرى میلاد أطھر من مشي على الأرض وھو رسول االله صلى االله<br />
وتبصر عن كثب إلي أي مدي انتشر<br />
الإسلام والأمان علي یدیھ.<br />
علیھ وسلم<br />
ولننظر إلى البشائر التي سبقت مولده وإلى تلك الإرھاصات التي ظھرت في الدنیا، فقد روت كتب السیرة النبویة العطرة<br />
العدید من إرھاصات المولد النبوي الشریف، مثل تصدع إیوان كسري ومثل جفاف بحیرة ساوة، وإخماد نار فارس.<br />
وجاء لنا القرآن الكریم بإرھاص عظیم في سورة من سوره ألا وھي سورة الفیل وفیھا خاطب رب العزة سبحانھ وتعالي<br />
رسولھ ومصطفاه علیھ الصلاة والسلام: ألم تر كیف فعل ربك بأصحاب الفیل ألم یجعل كیدھم في تضلیل وأرسل علیھم<br />
طیرا أبابیل ترمیھم بحجارة من سجیل فجعلھم كعصف مأكول.<br />
إن ھذه السورة الكریمة تطلعنا على رعایة االله تعالى للبلد الحرام والبیت الحرام، وكیف أنھ سبحانھ رد جیش أبرھة الذي<br />
كان یرید ھدم الكعبة، ویستولي<br />
مكة وعلي البلد الحرام والبیت الحرام، مع أنھ في ھذا العام، وھو عام الفیل سیولد<br />
خاتم الأنبیاء والمرسلین، علیھ الصلاة والسلام، فھل من المعقول أن یولد في بلد استولي علیھ الظالمون لیقع كل من في<br />
البلد أسري؟! وفي ھذا العام الذي ولد فیھ رسول االله صلى االله علیھ وسلم حمى االله مكة وحمى البیت من عدوان المعتدین<br />
كرامة لبیت االله وإرھاصًا لمیلاد خیر خلق االله وخاتم الأنبیاء والمرسلین علیھ أفضل الصلاة وأتم السلام.<br />
وإذا كانت ھذه الإرھاصات جاءت قبل المولد النبوي الشریف، فان االله تعالي منذ الأزل أخذ العھد والمیثاق علي جمیع<br />
الرسل والنبیین أن یؤمنوا بسیدنا محمد صلي االله علیھ وسلم ووصوا أتباعھم عبر العصور والأزمان إن عاشوا وان<br />
عاشروا وعاصروا زمانھ أن یؤمنوا بھ. وإذا أخذ االله میثاق النبیین لما آتیتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق<br />
لما معكم لتؤمنن بھ ولتنصرنھ قال :أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا: أقررنا قال: فاشھدوا وأنا معكم من الشاھدین<br />
وقضت الإرادة الإلھیة من قدیم وقبل خلق آدم أن یختم االله سبحانھ رسلھ بسیدنا محمد صلى االله علیھ وسلم حیث قال: كنت<br />
نبیًا وآدم بین الماء والطین وقال: كنت نبیًا وآدم منجدل في طینتھ وصان االله سبحانھ وتعالى النطفة المباركة التي خلق<br />
منھا رسول االله صلى االله علیھ وسلم، وجعلھ یتقلب في الساجدین، فبرغم ما كان یعج بھ المجتمع آنئذ من نظم فاسدة<br />
وعلاقات مسفة مثل السفاح ونظام الأخدان ونظام الاستبضاع<br />
غیر ذلك من النظم والخلافات المتردیة، برغم كل ھذه<br />
العلاقات وغیرھا ,فان االله سبحانھ وتعالي صان رسولھ صلى االله علیھ وسلم، وحفظ النطفة التي خلق منھا من أي دنس،<br />
لأنھ كان یوجد إلى جانب تلك النظم والعلاقات السابقة كان یوجد نظام شریف عفیف نظیف ھو ما علیھ المسلمون الآن من<br />
زواج بولي وشھود وصداق، ومن ھذا النظام الشریف العفیف كانت تتقلب نطفة أشرف الخلق علیھ الصلاة والسلام، وقد<br />
تحدث عن فضل االله تعالى علیھ في ذلك حین قال رسول االله صلوات االله وسلامھ علیھ: خرجت من نكاح ولم أخرج من<br />
٣٧