قانونية لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات في ضوء المبادئ الدستورية، المعايير الدولية وواقع الإدارة العامة في لبنان
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
أمَّا الفقرة ج- من مقدمة الدستور تنص على أنَّ "لبنان جمهوريَّة ديمقراطيَّة
الحريَّات العامة، وفي طليعتها حريَّة الرأي والمعتقد...". تنص أيضاً المادَّة
الكبير جمهوريَّة عاصمته بيروت".
برلمانيَّة، تقوم على احترام
4 من الدستور على أنَّ "لبنان
-
4
7
-
تشترك الفقرة )ج( والمادَّة بتقريرهما طبيعة النظام اللبناني على أنَّهُ نظام جمهوري، وهو األمر الذي يُعيدنا إلى
الذي يُأسِّس الحق في الوصول إلى المعلومات على طبيعة النظام الجمهوري
قرار المحكمة العليا األرجنتينيَّة 7
للدولة األمر الذي يعطي حماية دستوريَّة غير مباشرة لهذا الحق. أيضاً وبالنظر إلى قرار المحكمة العليا اليابانيَّة 8
التي أقرَّ ت "حق الشعب بالمعرفة" للدور الذي يلعبه في تعزيز حريَّة الرأي والتعبير كون مجتمعهم/ن مجتمع
ديمقراطي، فيُمكن القول بأنَّ إقرار النصَّين الدستوريَّيْن المشار إليهما بجمهوريَّة النظام وديمقراطيَّة المجتمع في
لبنان يُضفيان، الحماية الدستوريَّة الالزمة للحق في الوصول إلى المعلومات.
وإذا ما أردنا اتباع نفس المنطق القانوني الذي اعتمدته كل من المحكمتين األرجنتينيَّة واليابانيَّة، يُمكن القول أيضاً
بأنَّ طبيعة النظام البرلمانيَّة تُضفي نوع من الحماية الدستوريَّة للحق في المعلومات؛
فالفقرة د- من مقدِّمة الدستور تنص على أنَّ "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يُمارسها عبر المؤسَّسات
الدستوريَّة".
فالشعب يُفرز سلطة تمثله لتشكيل السلطات األخرى التي بدورها تُشكل جميع إدارات الدولة وتتحكم باألموال
العمومي ة. من هنا، ولضمان حُسن سير المنظومة الدستوريَّة ككل فإنَّهُ من الواجب خضوع السلطة التشريعيَّة
للمساءلة والتي بدورها تستوجب الشفافيَّة ضمن اإلدارات العامَّة كافة وكل مَن يشترك بشكل مباشر أو غير
مباشر في التحكم باألموال العموميَّة، بغض النظر عن طبيعة هذه الجهة سواء عامَّة أو خاصَّة. األمر الذي يُوجب
قُدرة العامَّة على الوصول إلى المعلومات كونها الطريقة الوحيدة لِّتَحقيق الشفافيَّة.
تنص المادة من الدستور على أنَّ "كل اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالس واء بالحقوق المدنيَّة
والسياسيَّة...".
إنَّ طبيعة الحق في الوصول إلى المعلومات تدخل في صلب الحقوق المدنيَّة والسياسيَّة لإلنسان، إذ أنَّ طلب
المعلومات التي بحوزة اإلدارات العامَّة يحمل الوجهين. فهو حقَّاً مدنيَّاً عندما يُستعمل ألخذ العلم فقط، وهو حقَّا
سياسيَّاً عندما يُستعمل لمساءلة السلطات العامَّة. فالمادَّة هنا أيضاً تُعطي نوعاً من الحماية الدستوريَّة للحق في
المعلومات.
7
7
13
-
إالَّ أنَّهُ تُسجَّل مالحظة واحدة حول المادَّة كونها تحصر هذه الحقوق، المدنيَّة على األقل، بالمواطنين. لك َّن
المشرِّ ع اللبناني كان قد تخطى هذا األمر عندما أصدر القانون رقم 2017/28، ففي المادَّة األولى منه أقرَّ لكل
شخص، سواء طبيعي أم معنوي، الحق في الوصول إلى المعلومات. فاعتمد المعيار الدولي الذي يقول بإطالق
هذا الحق بغض النظر عن جنسيَّة طالب المعلومات.
إنَّ المادَّة من الدستور هي المادَّة األكثر وضوحاً لجهة القدرة على تأسيس الحق في الوصول للمعلومات
عليها، إذ تنص على أنَّ "حريَّة إبداء الرأي قوالً وكتاب ًة...مكفولة ضمن دائرة القانون".
-
7
انظر المرجع رقم
انظر المرجع رقم
.5
.4
8
6