قانونية لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات في ضوء المبادئ الدستورية، المعايير الدولية وواقع الإدارة العامة في لبنان
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
15
.6
.7
مجانيَّة، باإلضافة إلى سرعتها كي ال تقو ِّض المدَّة الطويلة الهدف األساسي من القانون وهو الوصول إلى
المعلومات.
ويكون لهذه الهيئة اإلداريَّة المستقلة إصدار القرارات الملزمة للهيئات العامَّة والعامَّة، إمَّا برد المراجعة أو إلزام
الهيئة العامة إتاحة المعلومات، تعديل الرسوم التي حصلت عليها الهيئة العامَّة، فرض الغرامات على الهيئات
العامَّة إذا كان لها من داعٍ وفرض تكاليف المراجعة عليها أيضاً.
كما وأنَّهُ يجب منح هذه الهيئة صالحيَّة "إحالة الدعاوى التي تتضمَّن أدلَّة على التعطيل الجنائي لسبل الحصول
على السجالَّ ت أو على إتالفها عمداً".
من الواضح أنَّ الهدف الرئيسي من الهيئة اإلداريَّة المستقلَّة هو سرعة اإلجراءات الغير متوفرة أمام المحاكم
العاديَّة، كون المعلومات المطلوبة عادةً تتطلب سرعة في االستحصال عليها. لذلك من األفضل اللجوء إليها في
األنظمة القانونيَّة المختلفة، خاصَّةً وأنَّ الحق في الوصول إلى المعلومات مازال يتطلب الكثير من الجهد لترسيخه
في الثقافة القانونيَّة والمجتمعيَّة، وتخصيص هيئة إداريَّة مستقلة له يُرسل الرسالة الصحيحة لجميع فئات المجتمع
والهيئات العامَّة.
أمَّا بالنسبة للمحاكم، سواء اإلداريَّة أم العدليَّة، فمن الثابت أنَّهُ يعود لها االختصاص الشامل، وبالتالي فإنَّهُ يجب
أن يبقى الحق في اللجوء إليها قائماً بالنسبة لمقدِّمي طلبات المعلومات والهيئات العامَّة. فيبقى االختصاص منعقداً
للمحاكم وإن وجدت الهيئة اإلداريَّة المستقلَّة ويكون لهذه المحاكم النظر في المسائل الموضوعيَّة المتعلقة بالدعاوى
أيضاً.
المبدأ السادس: التكاليف
ال يجوز أن تكون تكاليف الحصول على المعلومات عائقاً أمام طالبيها. فذلك قد يُخفِّف من القدرة على طلب
المعلومات وبالتالي يكون الهدف من القانون، وهو إتاحة المعلومات، قد تم تقويضه. من األفضل أن يكون الحصول
على المعلومات مجاني، أو بالحد األقصى ال يتجاوز كلفة االستحصال عليها.
المبدأ السابع: االجتماعات المفتوحة
للعامَّة الحق في معرفة سياسات الحكومة، فهي تقوم بمهامها بالنيابة عنهم/ن، باإلضافة إلى الحق في االشتراك
في عمليَّة اتخاذ القرار، مما يستوجب القدرة على معرفة ما يدور في اجتماعات بعض الهيئات العامَّة. فالمقرِّ ر
الخاص يوضح في تقريره على أنَّهُ يجب أن "تنص القوانين الخاصَّة بحريَّة تدفق المعلومات على فرضيَّة أساسيَّة
هي أنَّ جميع اجتماعات الهيئات الحكوميَّة ينبغي أن تكون مفتوحة للجمهور". مضيفاً بأنَّهُ "تشير لفظة "اجتماع"
في هذا السياق إلى االجتماعات الرسميَّة أي التي تُعقد بناءً على دعوة رسميَّة النعقاد اجتماع لهيئة عامَّة لتسيير
األعمال العامَّة. ومن العوامل التي تُبي ِّن الصفة الرسميَّة لالجتماع اشتراط النصاب القانوني ووجود قواعد إجرائيَّة
رسميَّة واجبة التطبيق".
ويَقصد بالهيئات الحكوميَّة في هذا المجال: الهيئات المنتخبة ولجانها، مجالس التخطيط وتقسيم المناطق، ومجالس
الهيئات العامَّة، الهيئات التعليميَّة والوكاالت العامَّة للتنمية الصناعيَّة.
ولتكون إتاحة هذه االجتماعات فعَّالة، يجب أن يُعلن عنها قبل انعقادها بوقت كافٍ يسمح للمهتمين بحضور هذه
االجتماعات بحضورها. إذ ال يُعقل اإلعالن عن اجتماع قبل ساعات من وقوعه، فبذلك تكون الجهات المعنيَّة
تعمل على تقييد الحق في الوصول إلى المعلومات.
على الرغم من ذلك يجوز أن تكون االجتماعات مغلقة، إالَّ أنَّ منع العامَّة من حضور هذه االجتماعات مقيَّد
بشروط. هذه الشروط هي أوسع من االستثناءات الواردة على إتاحة المعلومات لكنَّها محدودة. يَذكر المقرِّ ر الخاص
بعضاً من األسباب التي يجوز اعتمادها لمنع العامَّة من حضور االجتماعات كالصَّحة العامَّة واألمان، التحقيقات
وإنفاذ القانون، شؤون الموظفين، الخصوصيَّة، الشؤون التجاريَّة واألمن القومي.