قانونية لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات في ضوء المبادئ الدستورية، المعايير الدولية وواقع الإدارة العامة في لبنان
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ب.
قد أجمعت المراجع الدوليَّة على أنَّ الحق في الوصول إلى المعلومات "حريَّة لها كيانها المستقل. فالحق في تلقي
المعلومات أو في الوصول إليها هو أحد أولى العناصر األساسيَّة لحريَّة الكالم والتعبير" . 9 إنَّ الحق في حريَّة
التعبير، يجب أن يقترن بمعلومات صحيحة مُستحصل عليها من قبل الجهات الرسميَّة كي يستطيع األفراد تكوين
آراءهم/ن حول موضوع معيَّن لتوجيه السياسات العامَّة وغير العامَّة للدولة. وللتأكد من صحة المعلومات يجب
أن يكون الوصول إلى المعلومات التي بحوزة اإلدارات العامةَّ متاحاً. والنص الدستوري المشار إليه كافٍ في هذه
الحالة لتأمين الحماية الدستوريَّة للحق في الوصول إلى المعلومات.
تكمن األهميَّة في التأكيد على وجود الحمايَّة الدستوريَّة للحق في الوصول إلى المعلومات في أنَّهُ ال يُمكن إصدار
قوانين مخالفة لهذا الحق أو ممكن أن تقي ِّده بشكل مخالف للدستور. فأي قانون يصدر عن السلطة التشريعيَّة يُهدِّد
قدرة األشخاص في الحصول على المعلومات بالشكل الذي يكفله الدستور يكون عرضة للطعن به أمام المجلس
الدستوري وبالتالي يكون مصيره اإلبطال.
ماذا يقول الفقه الدستوري؟
في مقابلة أجريناها مع د. عمر حوري، أمين عام جامعة بيروت العربيَّة وأستاذ القانون الدستوري فيها، طرحنا
عليه السؤال التالي: ما هي الضمانات الدستوريَّة التي ترعى تنظيم الحق في الوصول إلى المعلومات؟ وما أهميَّة
ذلك؟
أفاد د. حوري بأنَّهُ بدايةً الدستور ال ينص صراحةً على الحق في الوصول إلى المعلومات، والمشرِّ ع لم يربط
القانون رقم بالحقوق والحريَّات بعكس مشروع اقتراح تعديل القانون الذي ربط هذا الحق، في أسبابه
الموجبة، بالمواثيق الدوليَّة واعتبار الحق في الوصول إلى المعلومات حق طبيعي ال يُمكن تقويضه أو المساس به
تحت أي ظرف.
2017/28
فال أساس دستوري مباشر لهذا الحق، بل إنَّ القانون الدولي هو األساس المباشر له كون الفقرة )ب( من الدستور
تعطي المواثيق الدوليَّة الملتزم فيها لبنان الصفة الدستوريَّة.
إالَّ أنَّ د. حوري يرى بأنَّ نص الفقرة )د( من مقدمة الدستور التي تنص على أنَّ "الشعب مصدر السلطات
وصاحب السيادة في الدولة يمارسها عبر المؤسَّسات الدستوريَّة" هو األساس الدستوري لهذا الحق. إذ ال يمكن
للشعب أن يُمارس هذا الدور والمعلومة محجوبة عنه.
وإذ اعتبر أنَّ الفقرة )د( هي األساس لجهة تأسيس الحق، فهو يرى أيضاً بأنَّ "حريَّة التعبير مبتدأ، جوابه في
الوصول إلى المعلومات"، أمَّا األمور األخرى فهي تفاصيل. فبالنسبة لطبيعة النظام الجمهوريَّة، يرى بصوابيَّة
تأسيس الحق عليها كون مساءلة السلطات حق اً واجباً لألفراد. ويُضيف ليقول بأنَّ حتى الفصل بين السلطات
يستوجب تبادل المعلومات بينها، خاصَّةً بالنسبة للقضاء فهو بحاجة لتوفر المعلومات بين يديه ليقوم بواجباته.
ويَخلص بالعودة للقول بأنَّ السند الدستوري األساس هو الفقرة )د( من مقدِّمة الدستور، فالبُدَّ لصاحب السيادة
التزو د بالمعلومات لممارسة سيادته. أمَّا المصدر الثاني لهذا الحق فهو القانون الدولي الذي يتشابه في معاييره
الموضوعيَّة مع تلك الدستوريَّة.
وبالنسبة لالستثناءات الواردة في القانون، يرى د. حوري بأنَّها تتوافق مع المعايير الدوليَّة فهي مقيَّدة وحدودها
ضيقة ويبقى األصل إلباحة المعلومات.
7
9
تقرير المقرر الخاص لحريَّة الرأي والتعبير لألمم المتحدة، المجلس االقتصادي واالجتماعي، الفقرة
عبر:
.35
.)2020/2/4( https://undocs.org/ar/E/CN.4/1995/32
.E/CN.4/1995/32 متوفر باللغة العربيَّة