قانونية لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات في ضوء المبادئ الدستورية، المعايير الدولية وواقع الإدارة العامة في لبنان
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
4
14
-
-
لعل الحل القانوني األنسب هنا هو اعتماد االستثناءات الواردة في المادَّتين و5 من قانون الحق في الوصول إلى
المعلومات كالمواضيع التي يجوز أن تخضع للسريَّة في جلسات المجلسين، وذلك بالطبع مقرون بتطبيق هذين المجلسين
لالختبار الثالثي الذي عرضنا له تحت المبدأ الرابع من المعايير الدوليَّة، أي أن يكون االستثناء الذي يُتيح ألحد
المجلسين بإقرار سريَّة جلسة معيَّنة محدَّداً في القانون، أن يكون الكشف عن محاضر الجلسات يُلحق ضرراً جسيماً
بالهدف المُبيَّن في القانون، وأنَّ يكون الضرر أكبر من المصلحة العامَّة المترتِّبة على نشر هذه المحاضر.
من غير المقبول أن تبقى النصوص المذكورة على حالها، فكأنَّها تضع المجلسين فوق القانون بإعطائهما سلطة مطلقة
لتحديد الجلسات السريَّة. وال حاجة لنا هنا أن نُعيد شرح كون طبيعة النظام اللبناني الجمهوريَّة الديمقراطيَّة والبرلمانيَّة
توجب إتاحة هكذا معلومات مع تحديد استثناءات ضمن نطاق ضي ِّق. فيجب العمل مستقبالً على الدفع باتجاه تعديل
نظامي المجلسين لتتوافق مع قانون الحق في الوصول إلى المعلومات والمعايير الدوليَّة التي ترعى تنظيم هذا الحق.
المادَّة السابعة: تضع المادَّة السابعة من القانون التزاماً إيجابي اً على عاتق اإلدارات العامَّة، فهي تلزمها بنشر عدد من
القرارات والعمليَّات الماليَّة دون أن يتم طلبها من أحد. وهذا ما يتوافق مع المبدأ الثاني من المعايير الدوليَّة الذي يُقر
هذا المبدأ على أن يتضمَّن المواضيع والقرارات ذات األهميَّة للعامَّة وتساعد على تعزيز الشفافيَّة لدى اإلدارة.
باإلضافة، فإنَّ المادَّة الثامنة تُعتبر استكماالً لهذا الموجب فهي تُلزم جميع اإلدارات العامَّة بنشر التقارير السنويَّة حول
أعمالها ونشاطاتها. وأهميَّة هذه المادَّة أنَّها تشمل، كما ذكرنا سابقاً، المحاكم الطائفيَّة التي تستثنيها المادَّة الثانية من
القانون.
المادَّة التاسعة: تُلزم هذه المادَّة جميع اإلدارات العامَّة التزاماً غير مباشر يُفهم من طبيعة تنفيذها. فإلزام اإلدارة بنشر
معلومات محدَّدة على موقعها االلكتروني يعني بأنَّ على هذه اإلدارة أن يكون لديها موقع إلكتروني. وبالتالي يجب
العمل مع اإلدارات التي مازالت ال تمتلك مواقع إلكترونيَّة أو تمتلك مواقع إالَّ أنَّها غير محدَّثة أو غير متطورة ومتناسبة
مع العصر التكنولوجي الذي نعيش فيه، لمساعدتها في أن تمتلك موقع إلكتروني متطو ِّر ويمكن االعتماد عليه في تنفيذ
أحكام قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، باإلضافة إلى احتوائه على قسم خاص بطلب المعلومات إلكترونيَّا
لتسهيل طلب المعلومات على المهتمين.
المادَّة اثنان وعشرون: تُحدِّد هذه المادَّة صالحيَّة "الهيئة الوطنيَّة لمكافحة الفساد" في النظر في الشكاوى الناشئة عن
نزاعات خاصَّة بقانون الحق في الوصول إلى المعلومات، على أنَّهُ قرارات هذه الهيئة تبقى قابلة للطعن أمام مجلس
شورى الدولة )مادَّة 23-ب(.
إنَّ عدم تشكيل الهيئة الوطنيَّة لمكافحة الفساد حتَّى اللحظة وإن كان يُشكل نقطة ضعف في مسار تنفيذ القانون، إالَّ أنَّهُ
يبقى االختصاص الشامل للنظر في طعون القرارات اإلداريَّة ضمن نطاق وظيفة مجلس شورى الدولة. وبالفعل فقد
أصدر مجلس الشورى قراراً في هذا الشأن جاء فيه؛ "وبما أنَّهُ ولئن لم يصدر قانون إنشاء الهيئة الوطنيَّة لمكافحة
الفساد فإنَّ هذا األمر ال ينزع يد القضاء اإلداري أي هذا المجلس عن النظر في الطعون وال تشكِّل مراجعة الهيئة
ومن ثمَّ عدد المجلس األسباب التي استند إليها التخاذ هذا القرار،
مرحلة واجبة السلوك قبل مراجعة هذا المجلس" 58
وهي:
الفقرة )ب( من مقدِّمة الدستور اللبناني التي أدخلت مبادئ المواثيق الدوليَّة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
في صلب االنتظام القانوني اللبناني.
المادَّة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة التي تُقر حق التقاضي وأن تكون قضيَّة كل
صاحب مصلحة محل نظر منصف وعلني من قبل محكمة مُختصَّة مستقلَّة حياديَّة، مٌنشأة بحكم القانون.
27
58
قرار إعدادي لمجلس شورى الدولة، "د. سامر أنوس ورفاقه ضد اتحاد بلديات الفيحاء"، في قابليَّة القرار المطعون فيه للطعن أمام هذا المجلس، رقم
.2019/12/23 ،2020-2019/116