قانونية لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات في ضوء المبادئ الدستورية، المعايير الدولية وواقع الإدارة العامة في لبنان
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تتوافق هذه اإلضافة مع المعيار الدولي القائل بالكشف األقصى للمعلومات، إذ تُسهِّل على العامَّة الوصول إلى
المعلومة من مصدرها الرسمي ال الذهاب للبحث ورقيَّا عن هذه القوانين والمراسيم والقرارات، وذلك ما يتوافق
أيضاً مع متطلبات العصر التكنولوجي الذي نعيش فيه.
المادَّة الثامنة عشر: يُضيف اقتراح التعديل هذا فقرة أخيرة على هذه المادَّة على الشكل التالي: "تحدد دقائق تطبيق
هذه المادة بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير العدل".
البُدَّ من اإلشارة هنا إلى أنَّ المادَّة الثامنة عشر تتعلَّق بالطريقة العمليَّة لكيفيَّة حصول أو وصول طالب المعلومات
إليها. وبالتالي وعلى الرغم من اعتبار هذا الموضوع تفصيل صغير، إالَّ أنَّهُ قد يُستخدم لتقييد الحق في الوصول إلى
المعلومات. فأي مرسوم تطبيقي يجب أن يكفل أن تكون هذه المرحلة واضحة ومحدَّدة بشكل ال يسمح لإلدارات
المماطلة في إتاحة المعلومات.
وعلى صعيد آخر، فإنَّ هذه اإلضافة تحصر المرسوم التطبيقي بالمادَّة الثامنة عشر فقط، فيُثار التساؤل هنا؛ ماذا لو
أثيرت مشاكل أُخرى تتعلَّق بالقانون، كيف للحكومة أن تعمل على حلَّها؟ مثال على ذلك: موضوع اللغط الحاصل
في ما يخص اإلحالة على سُلطة الوصاية أو السُلطة التسلسليَّة.
–
–
المادَّة الثالثة والعشرون: عرضنا في ما سبق النعقاد اختصاص المحاكم مجلس شورى الدولة والمحاكم العدليَّة
للنظر في النزاعات الناشئة عن قضايا الحق في الوصول إلى المعلومات، وكيف أنَّ المشرِّ ع عندما أقرَّ هذا القانون
ترك الخيار للمُراجع باللجوء إمَّا إلى القضاء أو إلى الهيئة الوطنيَّة لمكافحة الفساد.
يأتي اقتراح تعديل المادَّة المذكورة باإلضافة التاليَّة: "3 – يفصل مجلس شورى الدولة بالدرجة األخيرة في الشكاوى
المنصوص عليها في المادَّة )22( من هذا القانون اعتباراً من تاريخ صدور القانون الراهن وحتَّى تشكيل الهيئة
الوطنيَّة لمكافحة الفساد".
والمادَّة الثانية والعشرون من القانون تعطي صالحيَّة النظر في الشكاوى المعلِّقة بتطبيق أحكام هذا القانون للهيئة
الوطنيَّة لمكافحة الفساد. إنَّ اجتهاد مجلس شورى الدولة قد حدَّد أنَّهُ له صالحيَّة النظر في هذه الدعاوى حتى بعد
تشكيل الهيئة الوطنيَّة فليس هنالك من حاجة إلضافة هذه الفقرة على القانون. بل على العكس من ذلك، إذا صدرت
هذه المادَّة كما هي قد تعمد بعض اإلدارات الحقاً إلى القول بأنَّهُ ليس من صالحيَّة المجلس النظر إال في طعون
قرارات الهيئة، وعندها يعود للمجلس أن يؤكِّد على صالحيته من عدمها.
المادَّة الخامسة والعشرون: يُلغي هذا االقتراح المادَّة الخامسة والعشرون برمتها، وبالتالي ال يكون للحكومة إصدار
المراسيم التطبيقيَّة للقانون إالَّ في ما يتعلَّق في المادَّة الثامنة عشر. ما يدفعنا إلى إعادة طرح السؤال الذي طرحناه في
ما سبق؛ ماذا لو أثيرت مشاكل أُخرى تتعلَّق بالقانون، كيف للحكومة أن تعمل على حلَّها؟
من األفضل عدم إلغاء هذه المادَّة، على أنَّهُ من األفضل تعديلها لحصر المراسيم التطبيقيَّة المتعلِّقة بهذا القانون بإضافة
أو تعزيز ضمانات الحق في الوصول إلى المعلومات. وبذلك تلتزم الحكومة فقط في العمل على تنفيذ أحكام القانون
في ما يتوافق مع المبادئ الدستوريَّة، المعايير الدوليَّة والهدف األساسي من القانون المتمثِّل في إتاحة المعلومات بحدِّها
األقصى.
على الر غم من أهميَّة بعض ما جاء في اقتراح التعديل على قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، إالَّ أنَّهُ لم يُعالج
جميع المشاكل التي أثارها التطبيق العملي ألحكام القانون. فهو لم يتطرَّ ق، على سبيل المثال، إلى إشكاليَّة اإلحالة على
سلطة الوصاية أو السلطة التسلسليَّة ولم يلحظ أحكام تعالج النسبة المتدنيَّة من اإلدارات التي تُطب ِّق أحكامه.
31