قانونية لقانون الحق في الوصول إلى المعلومات في ضوء المبادئ الدستورية، المعايير الدولية وواقع الإدارة العامة في لبنان
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
القضائيَّة قد انقضت بعد، وأن يكون القرار الصادر عن المرؤوس غير شرعي. وفي كل األحوال ال يمكن للرئيس
الحلول محل المرؤوس ما لم يكن هنالك نص صريح في القانون يجيز ذلك . 45
يُستخلص من ذلك، أنَّهُ من الضروري أن تقوم اإلدارات التي ال تتمتَّع بشخصيَّة معنويَّة مستقلَّة عن الدولة بالرجوع
إلى سلطتها التسلسليَّة في ما يخص طلبات الحصول على المعلومات، إذ أنَّ الصالحيَّات الممنوحة لها قانوناً تفرض
عليها ذلك، بعكس اإلدارات التي تتمتَّع بشخصيَّة معنويَّة مستقلَّة عن الدولة التي تسمح لها صالحيَّاتها المحدَّدة قانوناً
البت في طلبات الحصول على المعلومات دون الرجوع إلى سلطة الوصاية. ونرى بأنَّهُ من الضروري هنا توضيح
ذلك في أي تعديل للقانون أو مرسوم تطبيقي قادم متعلِّق بقانون الحق في الوصول إلى المعلومات، إذ من غير المقبول
وقوع بعض اإلدارات في هذا الخطأ التقني ناهيك عن استخدام بعض اإلدارات العامَّة مُبرِّ ر سلطة الوصاية لرفض
طلبات الوصول إلى المعلومات.
المادَّة الثالثة: تعرِّ ف المادَّة 3 من القانون المستندات اإلداريَّة على أنَّها تلك المستندات، مهما كانت طبيعتها ومهما كان
شكلها، التي تحتفظ بها اإلدارة. وبذلك يكون المشرِّ ع اللبناني قد اعتمد المعيار الدولي للكشف األقصى للمعلومات هنا
أيضاً.
إالَّ أنَّهُ من الضروري الوقوف على بعض المشاكل التي قد تثور مستقبالً في إطار طلب المعلومات من اإلدارات. فقد
أصدرت محكمة الدرجة األولى في مقاطعة كولومبيا في العاصمة األمريكيَّة واشنطن، قراراً في هذا الشأن في قضيَّة
عُرضت أمامها. وفي تفاصيل هذه القضيَّة أنَّ إحدى المنظمات كانت قد طلبت سجل الزيارات لمقر نائب الرئيس
األمريكي في تاريخ محدَّد من وكالة االستخبارات التي تتولَّى أمن نائب الرئيس، وكانت وكالة االستخبارات هذه قد
رفضت طلب المعلومات هذا تأسيساً على أنَّ هذه المعلومات ال تُعتبر من ضمن "مستندات الوكالة" نظراً ألنَّها ليست
هي الجهة التي أنشأت سجل الزوار كون المعلومات التي يتضمنها السجل مصدرها فريق عمل نائب الرئيس، وبالتالي
ال يُمكنها تزويد طالبها بها.
قضت المحكمة بأنَّهُ وعلى الرغم من أنَّ جزء من هذه المعلومات مصدره فريق عمل نائب الرئيس، إالَّ القانون
واالجتهاد األمريكي يعتبر المستند اإلداري خاص بإدارة معيَّنة عبر تطبيق اختبار من شقَّين؛ 1. إما اإلدارة أنشأت
المستند أو حصلت على المعلومات، وباإلضافة إلى 2. كون المستند المطلوب كان تحت سيطرة اإلدارة وقت تقديم
طلب المعلومات . 46
وفي تحقيقات المحكمة تبيَّن لها بأنَّ وكالة االستخبارات هي التي أنشأت المستند ، 47 باإلضافة إلى اعتمادها االختبار
التالي للتحقق من وُ قوع المستند تحت سيطرة الوكالة؛ 1. نيَّة منشئ المستند في الحفاظ على سيطرته على المستند أو
التخلي عنه، 2. قدرة الوكالة على استخدام المستند والتخلص منه كما تراه مناسباً، 3. مدى اط الع أو اعتماد موظفو
اإلدارة على المستند، إلى جانب 4. درجة دمج المستند في نظام سجالَّ ت اإلدارة وملفاتها ، 48 وقد خلصت المحكمة
نتيجة لتحقيقاتها أنَّ المستندات المطلوبة تقع تحت سيطرة الوكالة، لتحق ق الشروط األربعة، وبالتالي تُعتبر مستندات
تابعة لوكالة االستخبارات ويجب عليها إتاحتها لطالبها . 49 أهم ما يُستنتج من حكم المحكمة هذه، أنَّهُ عندما تكون طبيعة
المستندات المطلوبة في صلب عمل اإلدارة، ال يُمكن عندها لإلدارة التذر ع بأنَّ هذه المستندات ليست خاضعة لسلطتها
وال يمكنها تسليمها لطالبها، وذلك بغض النظر عن مصدر المعلومات التي يتضمنها المستند.
الراحل أ.د. القاضي يوسف سعد هللا الخوري، "القانون اإلداري العام تنظيم إداري، أعمال وعقود إداريَّة"، الجزء األول، الطبعة الرابعة،
من ص إلى ص
46 حكم محكمة مقاطعة كولومبيا، "مواطنون من أجل المسؤوليَّة واآلداب ضد الواليات المتحدة: األمن الوطني"،
،2007
–
45
.133 110
2007/12/17، الفقرة 88. متوفر
https://www.right2info.org/resources/publications/case-pdfs/usa_citizens-for-responsibilityand-ethics-in-washington-v.-us-department-of-homeland-security-and-others
.)2020/2/9(
.91 89
47
.98 92
48
.92
49
باللغة اإلنجليزيَّة عبر:
إلى
المرجع السابق، الفقرات من إلى
المرجع السابق، الفقرات من المرجع السابق،"3. مدى اطالع أو اعتماد موظفو اإلدارة على المستند"، الفقرة
23