07.01.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إلى من يعيش وراء الباب حياة البؤس والشقاء،‏<br />

وهنا تنطق الصورة باالحتجاج اإلنساني،‏<br />

ويف-‏ طنبر-‏ ينقل لنا لغة مشتركة مراوغة بني<br />

الرجل واحلصان وينضج هذا التناول أكثر يف<br />

صورة-‏ مطر وسرعة-‏ التي جاءت مشحونة<br />

باحلركة بالرغم من صعوبة التقاطها،‏ فهي<br />

لقطة سريعة جداً‏ وسط جو ممطر وغائم<br />

واحلصان فيها أمام قوتني،‏ االندفاع بفعل<br />

سوط احلوذي وبني التلكؤ بفعل تطاير رذاذ<br />

املاء املتأتية من حوافر احلصان مما مينح<br />

الصورة توتراً‏ واضحاً‏ ‏)احلصان إنسان ينوء<br />

بجر عربة ثقيلة،‏ احلوذي هو اآلخر ينوء بثقل<br />

احلياة(‏ )13(.<br />

أما يف-‏ الهودج-‏ فيضعنا الفنان مباشرة يف<br />

قبضة اإلدانة ونحن نراقب ذلك الشارع املبلط<br />

الصقيل الذي حتتله امرأة بدوية تعتلي جمال<br />

كوسيلة مواصالت وال منلك إال أن نسأل<br />

أنفسنا أال زال يوجد أناس يف هذا العصر<br />

يعيشون هذه احلياة الضائعة؟..‏ إن التناقض هو<br />

اجلوهر يف هذه الصورة،‏ ومسألة التناقض بني<br />

األشياء تظهر كثيراً‏ يف أعمال الداغستاني وقد<br />

أشار إلى هذه النقطة دليل-‏ رحلة إلى أملانيا<br />

االحتادية عام 1961- حيث قال الناقد الفني:‏<br />

‏)من لقطات الداغستاني التصويرية البارعة<br />

املقارنات العجيبة الصعبة فهذا طفل مير يف<br />

شارع عام بوجهه الهادئ وبجانبه جلس شيخ<br />

حفرت السنون فوق وجهه آالف اخلطوط،‏ وهذا<br />

وجه فتاة مهاجرة رسمت أهوال احلرب األخيرة<br />

فوقه آثاراً‏ ال متحى،‏ وعلى مقربة منها وجوه<br />

صبيحة من وجوه جيل ما بعد احلرب(‏ ويتغلغل<br />

الفنان إلى أعماق اجلو الشعبي يف ‏–الكور-‏<br />

التي متجد العمل وتبرز نشوته من خالل احلس<br />

اجلماعي مع مراعاة االندماج واللهفة والتركيز<br />

على االستمرارية والتي جندها أيضاا يف-‏<br />

اللعب-‏ حيث بساطة لعب أوالد الفقراء،‏ وحيث<br />

احلركة يف العربة وشعر الطفل والقدمني.‏<br />

ويف ‏-القطيع-‏ يخلق جواً‏ غريباً‏ عبر خلفية<br />

الصورة املغبرة ومظهر األشجار التي تنقل<br />

اإلحساس بخريف احلياة وزوال األشياء،‏ أما<br />

يف-‏ العرضحاجلي-‏ فيجسد ذلك االستغراق<br />

بني األعرابي والعرضحاجلي مركزاا على<br />

إبراز العروق النافرة يف اليدين ووقوف الذبابة<br />

والتالقي يف الهم املشترك،‏ العرضحاجلي هنا<br />

وجه متعب،‏ مهموم يذكرنا بأبطال تشيخوف<br />

املنسحقة البائسة،‏ متعب لكنه ال ميلك إال أن<br />

يواصل رحلته املرهقة ‏)كاتب العرائض شتمني<br />

أكثر من مرة وحاول اإلعتداء عليّ‏ بيد أني<br />

هربت بعد ان أخذت له عدة لقطات(‏ )14(.<br />

2- حاالت إنسانية أخرى:‏<br />

وإذا كان الداغستاني قد أبرز األجواء الشعبية<br />

وأكد الرائحة احمللية فإنه باملقابل لم ينس<br />

املواقف اإلنسانية الفريدة التي اقتنصها من<br />

خالل أسفاره إلى العديد من البلدان األوربية<br />

وإن كان هذا االهتمام أقل بكثير من تركيزه على<br />

نقل وجتسيد مالمح احلياة واإلنسان العربي،‏<br />

ومع هذا فقد صور أكثر من لقطة جميلة<br />

خارج أرض الوطن،‏ أكثر من لقطة ذات ثراء<br />

إنساني عميق فصورة )1+ 1=1( تتفجر شاعرية<br />

سواء يف زاوية االلتقاط أو يف طبيعة احلدث<br />

إذ تنقل حلظة حميمة بني رجل وامرأة يف<br />

تآلف وانسجام..‏ اليد يف اليد،‏ األقدام متسقة<br />

واحلركة شفافة،‏ وخروج الرجل واملرأة من وسط<br />

دائرة العتمة،‏ من النفق إلى الضوء وإظهارهما<br />

وسط كتلة الضوء املندفعة يف الظالم توحي<br />

أن اخلروج إلى ضوء العالم يتم بقوة احلب،‏<br />

احلب الذي يقهر الظالم ومينح الوجود التألق<br />

والبهجة.‏<br />

ويف ‏)امليدان(‏ سوق شعبي يضم مخلفات –<br />

90

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!