07.01.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الصحفية،‏ ويف سياق إنتاجه،‏ فالبد إذاً‏ أن<br />

جند تعريفاً‏ عاماً‏ للصورة الصحفية التي كانت<br />

األساس يف عمله الفوتوغرايف.‏<br />

ميكن تعريف الصورة الصحفية على أنها<br />

تسجيل تاريخي للحدث العابر.‏ ما يسجل<br />

يف حلظة ميكن أن يكون خالداً‏ إلى دهر من<br />

الزمن،‏ وميكن أن يكون دليالً‏ شاخصاً‏ يف<br />

العديد من األحداث التي مترّ‏ بسرعة البرق،‏<br />

وال ميكن للذاكرة أن تعود بتفاصيلها كما تفعل<br />

عدسة املصور الصحفي،‏ بتثبيت احلقائق<br />

مثلما وقعت ب<strong>حر</strong>كاتها وانفعاالتها.‏ فإذا ما<br />

جنح املصور يف احلصول عليها،‏ ستكون دليالً‏<br />

يحقق به املصور السبق الصحفي الذي يطمح<br />

إليه.‏ هذا ما كان يطمح إليه الزبيدي من<br />

خالل ما قدمه من وثائق فوتوغرافية ستكون<br />

مبثابة املؤرخ التعبيري يف التاريخ الفوتوغرايف<br />

العراقي والعربي.‏<br />

إن اجتاه الزبيدي يف تصوير معاناة اإلنسان<br />

يف بيئته من نساء وأطفال وشيوخ،‏ كان الهدف<br />

منها إرسال رسالة توثيقية واضحة املعالم،‏<br />

تفضح فيه األنظمة التي تتحكم مبصير<br />

شعوبها.‏ رسالة تخبر العالم،‏ املليء بالضجيج<br />

واألخبار املتعارضة،‏ ما عاناه اإلنسان هنا،‏<br />

يف هذه الزاوية من هذا العالم.‏ إن القراءة<br />

الدقيقة لوثائق الزبيدي التصويرية تلخص<br />

لنا ثيمة فكرية عميقة لشتى مواضيع احلياة.‏<br />

لنأخذ على سبيل املثال إحدى الصور التوثيقية<br />

يف إرتيريا.‏ إنها متثل امرأة بائسة جالسة<br />

يف العراء يخيم عليها احلزن واأللم.‏ تغطي<br />

وجهها بوشاح،‏ وتتشبث باليد املدودة،‏ فيما<br />

ترتدي باليد األخرى أساور...‏ فماذا أراد<br />

الزبيدي أن يقول بهذه الصورة؟<br />

من الواضح جلياً‏ أن الزبيدي لم يهتم باجلانب<br />

164

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!