The Diabetologist #14
طبيب السكري - العدد 14
طبيب السكري - العدد 14
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
أول كالمنا<br />
أول كالمنا<br />
مجتمع السمنة<br />
ثلث السعوديني بدناء..<br />
حقيقة علمية قذف بها العلماء والباحثون في وجوهنا.. وتلقفناها بخوف ووجل.. لتدور طاحونة األسئلة والتساؤالت التي بدأت تطن في عقولنا.. ونحن<br />
نفتح هذا امللف "املشكلة".. والذي جعل نصف مجتمعنا يوصف بأنه مجتمع السمنة..!<br />
فالسمنة وما يصاحبها من أمراض تعد خطرًا حقيقيًا يهدد صحة الفرد واملجتمع، فقد أثبتت دراسات مختلفة عن عالقة زيادة الوزن والسمنة<br />
بأمراض عدة كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب والشرايني، وأمراض املفاصل، ونشوء احلصوات<br />
املرارية، والسرطان. وترتبط زيادة الوزن كذلك بضعف خصوبة املرأة وتأخر اإلجناب لديها، وبحدوث تكيسات في املبايض واضطراب في<br />
عمل الهرمونات. كما تزيد اضطرابات النوم في األشخاص ذوي األوزان الزائدة عن غيرهم، ويكثر لديهم حصول انقطاع النفس االنسدادي<br />
أثناء النوم. وتشير اإلحصائيات احلديثة إلى أن عدد املصابني بالسمنة في العالم يزيد على 300 مليون شخص، وأن ما يربو عن ثلث<br />
املجتمع السعودي يعانون من زيادة الوزن والسمنة.<br />
وامللف الذي نعرضه في هذا العدد.. حصاد جهد كبير حول هذه القضية التي توليها مجلة "طبيب السكري" أهمية كبرى بتسليط الضوء عليها في<br />
ملف خاص، كما تعودت في كل عدد من أعدادها.. حيث اختارت إدارة املجلة أن يكون ملف "السمنة" أو "البدانة" هو األكثر اهتماما.. لتطرحه على<br />
بساط البحث.. وهي هنا تهدف إلى حتقيق هدفني..<br />
األول: هو طرح املشكلة، وتسليط الضوء على أبعادها.. وثانيهما: البحث عن حلول.. وإجابات للعديد من عالمات االستفهام التي طرحت نفسها بقوة.<br />
وفي هذا اإلطار ميكننا أن نتحدث عن املراكز أو املؤمترات والكراسي البحثية التي عقدت لهذا الشأن في اململكة، وقد بدأ الباحثون يدركون أخطار<br />
السمنة احملدقة بأجيال كاملة والتكلفة الصحية التي تترتب على ذلك من خالل معاجلة البالغني احلاليني بحكم إصاباتهم املبكرة بإمراض خطيرة مثل<br />
ارتفاع ضغط الدم والسكري، وتعرض أجيال شابة ألمراض مبكرة مثل تراكم الدهون املبكر على األوردة في القلب مبا سيرهق املجتمع احمللي الحقا<br />
ماليا ويعوق االستفادة املرجوة من نسبة ليست بسيطة منهم في بناء هذه األمة.<br />
السؤال اآلن ملاذا وما هو احلل؟<br />
نحن ال نعير الرياضة ما تستحقه من أهمية في حياتنا وال أفهم كيف غابت كل هذا الزمن عن مسؤولي التربية والتعليم والشباب والرياضة..<br />
كما نعاني من ضعف اخللفية العلمية لتعليمنا، ففي كل أنحاء العالم يجيب املرء مباشرة حني يسأل في أي مكان ما هو طولك؟ ثم قارنه بوزنك؟ ما هي<br />
كتلة اجلسم؟ وإذا كانوا يدرسونهم مقدار السعرات احلرارية في وجبة سريعة.. أو طعام دسم.. وهو كثير في قائمة الطعام على موائدنا..<br />
كيف ندفع اإلنسان للتفكير في كل ما يضعه في فمه؟ نبدأ باألمهات أوال قبل األطفال، فهي املدرسة احلقيقية التي تفرض تدريجيا وعيها على أطفالها<br />
وزوجها وحتى لو لم يعوا ذلك وهم صغار لكنهم يستوعبونه في شبابهم ويتبنونه تدريجيا..<br />
نحن ندق ناقوس اخلطر.. علينا أن نكبح جماح السمنة.. وأن نحاصر البدانة.. حفاظا على صحة املجتمع، وصحة أبنائه..<br />
وعلينا أن نواجه مجتمع السمنة مبفرداته وثقافته ومخاطره.. أوال بالعلم واملعرفة، وإدراك املخاطر.. ومواجهة هذا اخلطر الداهم..<br />
ودمتم في صحة وعافية.<br />
رئيس التحرير