14.02.2018 Views

If the evil is coming, shut the door...

Approximately three million small arms are circulating in Sudan and South Sudan. In the fourth edition of The Niles, our correspondents from both countries take a closer look: Where do the weapons come from? What societal role do they play? But most importantly: How many weapons are needed to establish peace and to ensure that the door on evil no longer has to be shut, as the above proverb suggests? A Darfuri fighter (photo), has a practical answer – a collection of talismans meant to protect him from bullets. But will it protect him from the person with his finger on the trigger? Albert Einstein, whose Theory of Relativity was proven in a 1952 experiment carried out in Sudan said: “The world will not be threatened by evil people rather by people who permit it.” Those words ring true here and will hopefully open another door and allow something good to slip in.

Approximately three million small arms are circulating in Sudan and South Sudan. In the fourth edition of The Niles, our correspondents from both countries take a closer look: Where do the weapons come from? What societal role do they play? But most importantly: How many weapons are needed to establish peace and to ensure that the door on evil no longer has to be shut, as the above proverb suggests? A Darfuri fighter (photo), has a practical answer – a collection of talismans meant to protect him from bullets. But will it protect him from the person with his finger on the trigger? Albert Einstein, whose Theory of Relativity was proven in a 1952 experiment carried out in Sudan said: “The world will not be threatened by evil people rather by people who permit it.” Those words ring true here and will hopefully open another door and allow something good to slip in.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

10<br />

10 النيالن | بورتريه<br />

الالجئة<br />

تاجر السالح<br />

مع تحول قريتها في جنوب السودان إلى مدينة أشباح،‏ تواجه سارة مانيانق وأطفالها في أوغندا مستقبالً‏ غامضاً.‏<br />

دخول عالم تجارة السالح العنيف أسهل من الخروج منه بالنسبة ل ‏)ع.ع.(،‏ البالغ من العمر 32 عاماً.‏<br />

إستر موومبي<br />

بدأت آمال سارة مانيانق بشأن جنوب السودان تتحطم ليلة 15 كانون أول/ديسمرب 2013، وهي تتابع ارتفاع عدد القتىل خالل<br />

االشتباكات بني قوات حكومية تتصارع فيام بينها يف جوبا.‏<br />

تقول ابنة الرابعة والعرشين عاماً:‏ ‏»عندما سمعت بهجوم جوبا شعرت بيشء من اليأس،‏ لكني اعتقدت أن القتال سيتوقف عند<br />

هذا الحد.‏ مل يخطر ببايل أنه سيصل إيل يف مسقط رأيس.‏ بعد يومني،‏ وعندما هاجم املتمردون بور،‏ أحسست بالصدمة.‏ مل أكن أعلم ماذا<br />

يجري أو ملاذا يتقاتل الناس.‏ بقيت هادئة وانتظرت فرصة أخرى ألسمع اإلعالن عن السالم،‏ إال أن كل ذلك كان دون فائدة.‏ عندها<br />

انهرت باكية.«‏<br />

لطيلة أسابيع ظلت سارة تحاول الفرار بأطفالها.‏ لكن التنقل يف أنحاء جونقيل،‏ أكرب واليات جنوب السودان،‏ كان محفوفاً‏ باملخاطر:‏<br />

أصبحت املنطقة برمتها ساحة حرب بني جنود الحكومة وقوات املتمردين،‏ وتبادل الطرفان السيطرة عىل بور أربع مرات خالل ثالثة<br />

أسابيع.‏<br />

تقول سارة إنها ظلت تأمل بالعيش يف سالم مع أطفالها منذ وفاة زوجها خالل حرب امليليشيات التي استمرت 21 سنة بني الشامل<br />

والجنوب.‏ إال أنه ثبت أن ذلك الحلم كان قصري األمد.‏<br />

أخرياً‏ ويف شهر كانون ثان/يناير،‏ نجت سارة وأطفالها من العنف يف منطقتهم بالهرب إىل جوبا ثم نيمويل.‏ تقول سارة:‏ ‏»نجحت بعد<br />

ذلك يف الوصول مع أطفايل إىل هذا املخيم،‏ هنا يف أوغندا«.‏<br />

أصبحت بور مدينة أشباح منذ أن غادرت سارة مسقط رأسها.‏ قىض النزاع عىل البنى التحتية،‏ حيث تعرضت املباين للنهب أو<br />

الحرق،‏ وأصبحت املدينة أنقاضاً‏ متفحمة.‏ قتل ما يقدر بألفي شخص إما يف املستوطنة أو أثناء محاولتهم الهرب،‏ وغادر باقي سكان<br />

املدينة البالغ عددهم 350 ألف شخص.‏<br />

كانت سارة قبل النزاع الذي نجت منه تعيل أطفالها بالعمل كبائعة للشاي.‏ اصطحبت معها عند هربها مدخراتها املالية املحدودة<br />

وأنشأت مطعامً‏ صغرياً‏ داخل مخيم نيومانزي لالجئني يف مقاطعة أدجوماين،‏ شامل أوغندا.‏<br />

ووفقاً‏ لتقديرات األمم املتحدة،‏ هناك ما يزيد عىل مليون نازح من جنوب السودان بسبب الحرب.‏ ويقول الكثري من الالجئني<br />

املقيمني يف املستوطنات األوغندية إنهم ال يريدون العودة إىل ديارهم خوفاً‏ من التطهري العرقي.‏<br />

تواجه سارة وأطفالها الثالثة هذه األيام مستقبالً‏ غامضاً،‏ فهي قد تبقى يف أوغندا،‏ وهو ما قد يعني االنضامم إىل العدد املتزايد من<br />

سكان جنوب السودان الذين يعيشون يف مستوطنات عشوائية متواجدة يف أفقر األحياء واألماكن غري املستقرة،‏ حيث ال تتوفر الخدمات<br />

وحيث ال متسك السلطات املحلية بزمام األمور إال شكلياً.‏ وهي تحلم،‏ بدالً‏ من ذلك،‏ بالسفر إىل الواليات املتحدة األمريكية.‏<br />

األمر الوحيد املؤكد بالنسبة لسارة هو أنه ال ميكنها تخيل العودة إىل جنوب السودان.‏ لقد سُ‏ حقت آمالها متاماً.‏ ‏»ال أريد العودة إىل<br />

جنوب السودان أبداً،‏ ألين غري قادرة عىل الثقة بأي زعيم بعد اآلن.‏ الناس يف بلدي غري مستعدين لوقف القتال،‏ وقد ذقت أمل الحرب«‏<br />

تقول سارة.‏<br />

‏»أنا حقيقة ال أريد االستمرار يف هذه التجارة ألنها تعرض حياة اإلنسان إىل الخطر،‏ وميكن أن - يروح الشخص يف رشبة موية -. هذه<br />

مرحلة شبابية فقط،‏ مير بها أي شخص عاش يف ظروف مثل ظروفنا هذه.‏<br />

أود أن أكون واحداً‏ من أولئك القياديني الذين يشار لهم بالبنان،‏ وأن يهابني الجميع.‏ أي عمل آخر حالياً‏ لن يساعدين عىل تحقيق<br />

هذا الهدف،‏ ألن تجارة األسلحة هي املهنة الوحيدة املربحة والتي تحميني من أن أصبح طعامً‏ سهالً‏ لآلخرين.‏<br />

بهذه الطريقة ال أحد يستهدف ممتلكايت أو أسيت،‏ فالقبيلة تقدم الحامية ألي مجرم،‏ بل إنها تحرتم من يقومون مبثل هذه األعامل،‏<br />

ألنهم يقدمون التضحيات يف وقت الشدة.‏<br />

أنا متزوج وأب لثالثة أطفال يحصلون عىل رزقهم من ماشيتهم وزراعتهم.‏ ال ميكنني أن أرصف لهم من مايل هذا ألنه حرام،‏ لذا فإن<br />

كل املال الذي أحصل عليه هو من أجل التباهي والتفاخر يف مجتمعي،‏ وخاصة وسط قبيلتي التي أجود لها بكل ما أملك.‏<br />

حالياً‏ ال أفكر يف ترك هذا العمل،‏ فالظروف غري مواتية لذلك اآلن.‏<br />

األسلحة نوعان،‏ أسلحة للحامية الشخصية وأخرى لالقتتال يف النزاعات.‏<br />

وترتاوح أسعار األسلحة الفردية ما بني سبعة إىل عرشين ألف جنيه ‏)من حوايل 1200 إىل 3500 دوالر أمرييك(.‏ يباع النوع الثاين من<br />

األسلحة يف أوقات األزمات املسلحة بني القبائل واملكونات االجتامعية،‏ حيث تظهر الحاجة للدوشك،‏ الكاتيوشا،‏ والرشاشات مثالً.‏<br />

أما األسلحة الخفيفة مثل املسدسات والكالشينكوف فهي تباع عىل مستوى األشخاص.‏ هذا البيع ال يتم مبارشة بني البائع<br />

واملستهلك،‏ حيث يلزم وجود وسيط.‏ هذا يجنب املشرتي خطر النهب من قبل البائعني يف املستقبل،‏ الذين يسعون السرتجاع بضاعتهم<br />

وبيعها من جديد لتحقيق ربح مضاعف.‏<br />

يف السابق كان من الصعب جداً‏ الحصول عىل قطعة سالح.‏ أما اآلن فقد أصبح األمر بسيطاً.‏ غري أن تجارتنا لألسلحة ال تزال<br />

محصورة حتى اآلن ضمن اإلطار املحيل،‏ عىل الرغم من أن هنالك أسلحة تأيت من دول الجوار اإلفريقي التي تشهد نزاعات مسلحة.‏<br />

ومن طرق الحصول عىل األسلحة عىل سبيل املثال،‏ دخول انتهازيني إىل مناطق املعارك بني الحكومة والحركات املسلحة،‏ بعد انتهاء<br />

املعارك مبارشة لجمع األسلحة من املوىت.‏ ومثة طرق أخرى أيضاً،‏ بأن يتم تحفيز فرسان قبيلة ما للمشاركة يف معركة مع الجيش ضد<br />

املتمردين،‏ من خالل السامح لهم بامتالك الغنائم من أسلحة أو ذخائر أو عربات.‏ ويف حال اندالع نزاع أو رصاع مسلح يف دول الجوار،‏<br />

يدخل عرشات الشبان،‏ بخاصة املغامرون منهم،‏ إىل مناطق الرصاعات الغتنام األسلحة.‏<br />

حتى أن العملية املختلطة لالتحاد اإلفريقي واألمم املتحدة يف دارفور ‏)اليوناميد(‏ أصبحت من العوامل املساعدة عىل انتشار<br />

السالح،‏ فعندما تقوم مجموعة ما باالعتداء عىل البعثة،‏ يفر كل أفرادها ويرتكون أسلحتهم وراءهم للمعتدين.‏ هذا الترصف فتح شهية<br />

العديد من املجرمني للتعرض لهم ونهب أسلحتهم عنوة وبيعها يف األسواق املحلية للمواطنني.‏<br />

وهنالك أيضا من يعتدي عىل مراكز رشطة لنهب أسلحتهم،‏ خصوصاً‏ يف املناطق النائية.‏ هذا كله فضالً‏ عن التسليح العشوايئ من<br />

قبل الحكومة للمليشيات القبلية.‏<br />

البطالة من جهة وتدفق املال عىل الشباب الذين يقومون بعمليات الرسقة يف مختلف أنحاء دارفور قاد الكثريين لإلتجار باألسلحة<br />

من أجل الحصول عىل املال.‏ واآلن يتاجر الجميع بقضية دارفور،‏ سواء تاجروا باألسلحة أو بالسياسة،‏ الكل يتاجر من أجل مصلحته<br />

الشخصية.‏ وأنا شخصياً‏ أفضل البقاء هكذا لحامية نفيس.«‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!