04.11.2014 Views

الدراسات جملة فسلية حمكمة تسدر عن ا الأمانة العامة ملنظمة االقطا - OAPEC

الدراسات جملة فسلية حمكمة تسدر عن ا الأمانة العامة ملنظمة االقطا - OAPEC

الدراسات جملة فسلية حمكمة تسدر عن ا الأمانة العامة ملنظمة االقطا - OAPEC

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

النفط والتعاون العربي - 132<br />

50<br />

- يف ظل الظروف السابقة،‏ تزايدت درجة احلساسية الشديدة الأسعار النفط جتاه اأي اأنباء تشري اإيل خماطر<br />

انقطاع االإمدادات الناجمة عن الظروف الطبيعية اأو اجليوسياسية،‏ اإزاء خلفية املخاوف من تالشي الطاقات<br />

االإنتاجية الفائضة،‏ وتزايد التوتر الغربي االإيراين بصاأن ملف اإيران النووي،‏ ونشاط اأدبيات ذروة االإنتاج النفطي<br />

التي يروج لها بعض االأوساط السياسية يف الغرب،‏ بداأ استقراء توقعات عالية ملستقبل اأسعار النفط،‏ وذهب البعض<br />

لتوقع 200 اأو 250 دوالر للربميل ورفع البعض ‏سقف التوقعات اإىل 300 دوالر للربميل يف املستقبل القريب.‏<br />

- تسبب ارتفاع خماطر االستثمار والضبابية يف مستقبل اأسواق االأسهم والعقارات،‏ وانخفاض الدوالر االأمريكي<br />

ومعدالت الفائدة يف البنوك االأمريكية،‏ اإىل نزوح مبالغ طائلة من االستثمارات املالية،‏ اإىل االأسواق االآجلة للنفط،‏<br />

يديرها مستثمرون ليسوا باأصحاب دراية كافية بطبيعة اأسواق النفط وحمدداتها االأساسية،‏ ويبحثون عن معدالت<br />

العائد على االستثمار املرتفعة يف اأسواق السلع،‏ وتاأثروا بالتوقعات العالية لالأسعار املستقبلية التي ظلت ترتفع يف<br />

ظل االختناقات والتوجه السائد يف اأسواق النفط،‏ مما تسبب يف الضغط على االأسعار االآجلة ‏صعوداً‏<br />

- اأدى ارتفاع االأسعار وحجم التداول يف االأسواق االآجلة للنفط اخلام،‏ اإىل خلق طلب وهمي على ما يسمى<br />

بالرباميل الورقية،‏ وساهم يف رفع ‏سقف التوقعات بصاأن االأسعار املستقبلية للنفط،‏ فلجاأ مستهلكي النفط<br />

لزيادة طلبهم على النفط لغرض التخزين والتحوط من ارتفاع اأسعار النفط مستقبالً،‏ و لذلك برزت ظاهرة<br />

فك االرتباط بني مستويات املخزون التجاري واأسعار النفط،‏ بحيث كانا يرتفعان معًا،‏ عندما تزايد نشاط<br />

املضاربة يف االأسواق االآجلة للنفط.‏ كما ‏ساهمت عدم ‏شفافية بعض الدول املستهلكة بصاأن بيانات خمزوناتها،‏<br />

والضبابية بصاأن حجم املخزونات التي تقوم الصني والهند ببنائها يف زيادة الضغط على الطلب،‏ واأدي انخفاض<br />

مرونة الطلب السعرية للنفط اإىل تزايد الضغط على االأسعار ‏صعوداً‏<br />

- وعندما ظهرت بوادر االأزمة املالية العاملية،‏ وبرزت على السطح اآثارها على االقتصاد العاملي،‏ انعكست هذه<br />

الظروف يف ظل حتول االقتصاد العاملي ومن مت الطلب على النفط من النمو اإىل الركود،‏ وتوايل اخلفض يف<br />

التوقعات بصاأن الطلب على النفط و زوال املخاوف من نقص االإمدادات الناجمة عن التوتر الغربي االإيراين،‏<br />

بسبب حتول اهتمام السياسة العاملية نحو تداعيات االأزمة،‏ وارتفاع الطاقات الفائضة لدى اأوبك،‏ والتي كانت<br />

عوامل مباشرة يف حتول الضغط على االأسعار هبوطاً.‏<br />

خامساً:‏ اأسواق النفط العالمية – رؤية مستقبلية<br />

ال ميكن التنبوؤ باملستقبل عن طريق استقراء املاضي فحسب،‏ اإال اأن دراسة وفهم ذلك املاضي<br />

تساعد على فهم طبيعة املتغريات االقتصادية،‏ واإدراك عالقاتها املتشابكة.‏ وهناك اإجماع يف الوقت<br />

الراهن على االأقل،‏ على االأثر الذي خلفته اأسعار النفط املنخفضة يف فرتة الثمانينات والتسعينات،‏<br />

على ركود نشاط االستثمار يف قطاع النفط،‏ وهو ما اأدى اإىل تاآكل الطاقات االإنتاجية الفائضة خالل<br />

فرتة التسعينات وبلوغها مستويات متدنية خالل السنوات املاضية.‏ كما ال ميكن كذلك اإنكار دور عدم<br />

واقعية التوقعات السابقة خالل عقد التسعينات ملعدالت النمو يف الطلب العاملي على النفط يف العقد<br />

احلايل،‏ والذي جاء مدفوعاً‏ بقوة عمالقة اآسيا الصاعدة،‏ فالكل كان يتحدث عن منو قوي يف الطلب<br />

على النفط من قبل كل من الهند والصني وبشكل فاق التوقعات.‏ كما ينبغي اأال ننسى باأن الواليات<br />

املتحدة اأيضاً،‏ قد ‏ساهمت هي االأخرى واإىل حد بعيد يف منو الطلب على النفط منذ اأواخر التسعينات<br />

واأوائل هذا القرن،‏ واإن عدم واقعية هذه التوقعات اإمنا يشري اإىل انعدام الشفافية وقلة اجلودة يف<br />

مصادر البيانات،‏ خاصة عندما يتعلق االأمر باقتصاديات تتصدر طليعة االقتصاديات العاملية.‏ وينبغي<br />

على اأولئك الذين يتحدثون عن ‏ضمان االإمدادات،‏ اأن يرجعوا قليال اإىل املاضي الستقاء العرب،‏ فالنفط<br />

موجود يف باطن االأرض،‏ ويكفي االستهالك البشري لعقود طويلة،‏ واستخراجه يتطلب اأمواال طائلة،‏<br />

ولذلك فاإن االستثمار يف استخراجه يتطلب ‏ضمان العائد على االستثمار،‏ وال ميكن ‏ضمان العائد اإال<br />

بضمان الطلب وبسعر عادل،‏ فضمان الطلب على النفط وضمان السعر العادل اأمران متالزمان ال مفر

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!