07.03.2016 Views

AlHadaf Magazine - March 2016

AlHadaf Magazine - Issue 28 - March 2016

AlHadaf Magazine - Issue 28 - March 2016

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

َ<br />

ِ<br />

َّ<br />

ّ<br />

‏أنسامٌٌ‏ ‏أنسامٌ‏ ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنساممنمنمن<br />

خمائلالأدب<br />

خمائل<br />

‏لأدبلأدب ‏لأدبلأدب ‏لأدب ‏لأدبلأدبلأدبلأدبلأدبلأدبلأدب<br />

خمائل<br />

مجداً‏ ومكرمة ً أتاها يرى<br />

تْرِ‏<br />

عشَّ‏ ‏َّش الصَّ‏ ديقَ‏ جريمَ‏ إذا<br />

لقد بيّنتِ‏ الخنساءُ‏ يف هذهِ‏ األبياتِ‏ أنّ‏ بخْ‏ لَ‏ دريدٍ‏ يقومُ‏ فيام بينهام سدّاً‏ ال<br />

تستطيعُ‏ تجاوزَهُ‏ ال بالقفزِ‏ من فوقِهِ،‏ وال باملرورِ‏ من تحتِه.‏<br />

لكنّ‏ دريداً‏ مل يقفْ‏ أمامَ‏ الهجومِ‏ املباغتِ‏ الذي تعرّضَ‏ لهُ‏ من قبل الخنساءِ‏<br />

مكتوفَ‏ اليدينِ‏ ؛ بل وكّلَ‏ محامياً‏ ذرِبَ‏ اللّسانِ‏ ليدافعَ‏ عنهُ،‏ وكان هذا املحامي<br />

هو الشِّ‏ عر،َ‏ فقال ردّاً‏ عىل التّهمِ‏ التي ألصِ‏ قتْ‏ به:‏<br />

فَال تَلِدي وَال يَنكَحكِ‏ مِثلِي<br />

إِذا عُ‏ قبُ‏ القُدورِ‏ تَكَنَّ‏ ماالً‏<br />

عَلِمَ‏ املَراضِ‏ عُ‏ ‏ِف جُ‏ مادَى<br />

لَقَد<br />

ال أَبيتُ‏ بِغَيرِ‏ لَحمٍ‏ بِأَنّي<br />

ال يَهِرُّ‏ الضَ‏ يفَ‏ كَلبِي وَأَنِّي<br />

مُ‏ أَنَّنِي شَ‏ يخٌ‏ كَبيرٌ‏ وَتَزعُ‏<br />

قَصَُت قَصَت يَدي عَن عُ‏ ظمِ‏ أَمرٍ‏ وَما<br />

إِذا ما لَيلَةٌ‏ طَ‏ رَقَت بِنَحْ‏ سِ‏<br />

تُحِ‏ بُّ‏ حَ‏ الئِلُ‏ األَبرامِ‏ عِرْسِ‏ ي<br />

إِذا اِستَعجَ‏ لنَ‏ عَن حَ‏ زٍّ‏ بِنَهسِ‏<br />

بِاألَرامِلِ‏ حِ‏ ينَ‏ أُمسِ‏ ي وَأَبدَأُ‏<br />

جَ‏ اري يَبِيتُ‏ خَ‏ بِيثَ‏ نَفسِ‏ وَال<br />

أَخبتُها أَنِّي ابنُ‏ أَمسِ‏ ‏ِس ل ‏َب<br />

وَهَ‏<br />

مُّ‏ بِهِ‏ وَما سَ‏ هْمي بِنَكْ‏ سِ‏ ‏ِس أَهُ‏<br />

ُ<br />

طَ‏ لَلٌ‏ بِذاتِ‏ الخَ‏ مسِ‏ يُ‏ يسِ‏ ي لِمَن<br />

غَمَةَ‏ يَومِ‏ دَجْنٍ‏<br />

بِّهُها أُشَ‏<br />

فَأُقسِ‏ م ما سَ‏ مِعتُ‏ كَوَجْ‏ دِ‏ عَمروٍ‏<br />

وَقاكِ‏ اللهُ‏ يَا ابنَةَ‏ آلِ‏ عَمروٍ‏<br />

بَنيَ‏ العَقيقِ‏ فَبَطْ‏ نِ‏ ضَ‏ رسِ‏ ‏ِس عَفا<br />

تَألألَ‏ بَرقُها أَو ضَ‏ وءَ‏ شَ‏ مسِ‏<br />

بِذاتِ‏ الخالِ‏ مِن جِ‏ نٍّ‏ وَإِنسِ‏<br />

مِنَ‏ الفِتيانِ‏ أَمثالِي وَنَفسِ‏ ي<br />

لقد أحاطَ‏ املحامي بأدقِّ‏ تفاصيلِ‏ القضيّةِ،‏ وقدّمَ‏ مرافعةً‏ ممتازةً‏ هزّتْ‏ جدرانَ‏<br />

املحكمةِ،‏ ومتايلتْ‏ رؤوسُ‏ القضاةِ‏ طرَباً‏ وإعجاباً‏ بها،‏ لكنّ‏ هذهِ‏ املرافعةَ‏ مل<br />

تنجحْ‏ يف إقناعِ‏ الخنساءِ‏ بهزّ‏ الرأسِ‏ ؛ إشعاراً‏ منها باملوافقةِ‏ عىل االقرتانِ‏ بدريد<br />

فارس العربِ‏ وحامي الحِ‏ مى •<br />

ُ<br />

املرأةُ‏ الغالبةُ‏ التي وإنْ‏ غلِ‏ بَتْ‏ فال تُغْ‏ لَبُ‏<br />

املرأةُ‏ إىل قُمرةِ‏ العالقةِ‏ التي تربطُ‏ ها بالرّجلِ‏ ؛ فتسارعُ‏ ال شعوريّاً‏ تصعدُ‏<br />

‏ّب رقَّ‏ قلبُها عىل الرّجلِ‏ فسمحتْ‏ لهُ‏ وربا<br />

الجلوسِ‏ عىل مقعدِ‏ القيادةِ،‏ إىل<br />

عىل مقعدِ‏ القبطانِ‏ املساعدِ؛ مشرتطةً‏ عليهِ‏ أالّ‏ يقومِ‏ بحركةٍ‏ ما بالجلوسِ‏<br />

قبلَ‏ الحصولِ‏ عىل الضّ‏ وءِ‏ األخرضِ‏ منها.‏<br />

حكايتِنا التّاليةِ‏ نجحَ‏ القبطانُ‏ املساعدُ‏ ‏)الرّجلُ‏ ) يف اإليقاعِ‏ بالقبطانِ‏ ‏ِن<br />

يف<br />

، وانقلبَ‏ السِّ‏ حْ‏ رُ‏ عىل السّ‏ احر،‏ لكنْ‏ رسعانَ‏ ما ثأرَ‏ القبطانُ‏ الرّئيسُ‏ ‏ُس<br />

الرّئيسِ‏<br />

لنفْسِ‏ هِ،‏ وردَّ‏ الصّ‏ اعَ‏ صاعنيِ.‏<br />

تلكَ‏ الحكايةُ‏ إنّ‏ رجُ‏ الً‏ أفنى حياتَهُ‏ كدْحاً‏ وكدّاً؛ ما ساعدَهُ‏ عىل تكوينِ‏ ‏ِن<br />

تقولُ‏<br />

تسيلُ‏ لعابَ‏ املقرّبنيَ‏ منهُ،‏ ولطاملا سالَ‏ لعابُ‏ زوجتِهِ‏ التي أخذتْ‏ تعدُّ‏ ‏ُّد<br />

ثروةٍ‏<br />

اللّيايل ليلةً‏ بعدَ‏ ليلةٍ؛ منتظرةً‏ صعودَ‏ النّفَسِ‏ األخريِ‏ من صدرِ‏ زوجِ‏ ها،‏ الذي<br />

كان بخيالً‏ حتّى عىل نفْسِ‏ هِ.‏ ومرّت األيّامُ‏ مرسِعةً،‏ وشعرَ‏ الزّوجُ‏ باقرتابِ‏ قطارِ‏<br />

الرّحيلِ‏ ، فام كان منهُ‏ إالّ‏ أن قالَ‏ لزوجته:‏ عندما أموتُ‏ ، أريدُ‏ منكِ‏ أن تأخذي<br />

كلَّها وتضعيها يف النّعْشِ‏ معي؛ ‏ّن ألن أريد أن آخذَ‏ أموايل إىل اآلخرةِ‏<br />

أموايل<br />

معي،‏ ومل يرتكْ‏ زوجتَهُ‏ إالّ‏ بعدَ‏ أن أقسمتْ‏ لهُ‏ أغلظَ‏ األميانِ‏ أنّها ستنفّذُ‏ وصيّتَهُ‏<br />

كام اشتهى ومتنّى،‏ ولن تحنثَ‏ بوعدِها.‏<br />

فارقَ‏ الرّجلُ‏ املطمنئُّ‏ إىل مالِهِ‏ الدُّ‏ نيا؛ وسُ‏ جِّ‏ يَ‏ يف النّعْشِ‏ ، وقبلَ‏ أن ينطلقَ‏ املوكبُ‏<br />

املهيبُ‏ إىل املقربةِ‏ قالت الزوجة للحضورِ‏ الذين كانوا متّشحنيَ‏ بالثّيابِ‏ السّ‏ وداءِ:‏<br />

انتظروا لحظةً،‏ ثمّ‏ أخذتْ‏ علبةً‏ معدنيّةً‏ صغريةً‏ معها ووضعتْها يف النّعْش.‏<br />

ثمّ‏ أغلقت النّعشَ‏ الذي انطلقَ‏ مهروالً‏ إىل املثوى األخريِ.‏<br />

كان بنيَ‏ الحضورِ‏ صديقةٌ‏ مقرَّبةٌ‏ من املرأةِ‏ املفجوعةِ،‏ فقالتْ‏ لها:‏ يا صديقتي!‏<br />

أنا أعلمُ‏ أنّك لستُ‏ مغفّلةً‏ لوضْ‏ عِ‏ املالِ‏ كلِّه لريافقَ‏ زوجَ‏ كِ‏ إىل العالَمِ‏ اآلخَ‏ رِ.‏<br />

فام كامن من تلكَ‏ الزَوجةِ‏ املخلصةِ‏ إالّ‏ أن قالتْ‏ : اسمعي،‏ أنا وعدْ‏ تُ‏ زوجي،‏<br />

والوفاءُ‏ بالوعدِ‏ واجبٌ‏ ، وعدْ‏ ته أن أضعَ‏ هذه األموالَ‏ يف النّعشِ‏ معَهُ.‏<br />

فسألتْها صديقتُها والدّهشةُ‏ مرتسمةٌ‏ عىل وجهِها:‏ هل تقصدين أفهمُ‏ منكِ‏<br />

أنّكِ‏ وضعْت ِ األموالَ‏ كلَّها يف النّعشِ‏ معه؟ محالٌ‏ أن تفعيل ذلكَ‏ !.<br />

قالت الزوجةُ:‏ لقد حصلتُ‏ عىل أموالِهِ‏ كلِّها،‏ ووضعتُها يف حسايب يف املرصِفِ‏ ،<br />

وحرّرْتُ‏ لهُ‏ وثيقةً‏ باملبلغِ‏ كامالً،‏ أرأيتِ‏ كيفَ‏ نفّذْ‏ تُ‏ الوصيّةَ‏ كام أحبَّ‏<br />

واشتهى؟ أبعدَ‏ هذا الوفاءِ‏ وفاءٌ!.‏<br />

إنّها املرأةُ‏ التي ال تُغلَبُ‏ وإن غُ‏ لِبتْ‏ •<br />

مارس <strong>2016</strong><br />

العدد 2111<br />

69

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!