khayal - Book P- screen stories
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
المتأهلين في<br />
كتابة القصة<br />
عمر سليمان السريع<br />
اإلدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض<br />
متوسطة الفرسان األهلية لتحفيظ القرآن الكريم<br />
المرحلة المتوسطة<br />
التحدي األول<br />
ما أدراهم؟<br />
ً على غير عادتي،<br />
صحوت اليوم متأخرا<br />
بعدما سهرت البارحة طويالً، وإذا بجميع من<br />
في البيت يرميني بسهام نظراته، حتى<br />
سائقنا ظل طوال الطريق يرمقني بعيونه،<br />
من دون أن ينطق بكلمة، ولما وصلت<br />
إلى مدرستي، وسلمت على أصدقائي،<br />
وجدتهم يحملقون النظر إليّ ، وحال بيني<br />
وبينهم صوت الجرس الذي جاء معلناً بداية<br />
االختبار، وتصاعدت وتيرة األحداث لتشهد<br />
قاعة اللجنة الفصل األكثر سخونة لتلك<br />
الحالة الغريبة التي استيقظت عليها في<br />
هذا اليوم الثقيل، فهذا المراقب يقرأ<br />
ً محذرا من محاولة الغش،<br />
تعليمات االختبار،<br />
مصوباً نظراته ّ إلي وإذا به يتقدم الصفوف<br />
نحوي، ويخاطبني قائالً: لماذا لم تقضِ<br />
وقتك في المذاكرة واالجتهاد بدالً من<br />
التفكير في االعتماد على اآلخرين؟ يا لله،<br />
ّ<br />
كيف عرف ما كنت أفكر فيه، وبماذا أرد<br />
عليه، وما قاله حقيقة ال يمكنني إنكارها،<br />
تلعثمت الكلمات في فمي ولم أعرف ماذا<br />
أقول، ونظرت فإذا جميع من في القاعة<br />
ينظرون إليّ ، وإذا بصوت زميلي عامر يخترق<br />
حالة الصمت قائالً: لقد خاب ظني فيك<br />
يا مهند، وهذا عبدالرحمن يخبرني بأني<br />
آخر إنسان اعتقد أنه ينتهج الغش سبيالً<br />
للنجاح، وذاك زياد يتهمني بالسقوط من<br />
فوق جبل عالٍ ، وتوالت التعليقات وازداد<br />
معها خجلي وحيرتي، ولم أدرِ بما أدافع<br />
عن نفسي، لكني بدأت أفهم سر نظرات<br />
سائقنا لي وهو يوصلني إلى المدرسة،<br />
وبدأت أعرف سر عبوس جدتي في وجهي<br />
هذا الصباح ولماذا لم تودعني بابتسامتها<br />
الهادئة كعادتها، وودت أن أصرخ ألماً ، يا ربي<br />
كيف السبيل إلى النجاة لقد ضاق صدري<br />
وتحجرت الدمعة في عيني، وخرس لساني،<br />
ما هذا اليوم، لقد انقلبت حياتي رأساً على<br />
عقب، وصور لي عقلي أن أهرب لكن إن أنا<br />
هربت من حاضري فماذا عساي أن أصنع<br />
بمستقبلي، وإذا بيد أمي الحانية تلمسني<br />
وصوتها العذب يهمس في أذني: يا مهند،<br />
قم يا بني لتصلي الفجر.