Dalil Al Kitaba al Tarikhiya F4P 29-05-2013

١٨ مدخل
إلى عالمنا بعيون مختلفة.‏ فالمهارة التي لا تُقد َّ ر بشمن هي مقدرتنا
على أن نفهم معنى الأحداش من وجهة نظر الآخر،‏ بدلاً‏ من وجهة
نظرنا الخاصة،‏ خصوصاً‏ في مجتمعاتنا الهالية المُ‏ رَ‏ ك َّ بة والمتعددة
الشقافات.‏ إضافةً‏ إلى ذلك،‏ فإن معرفة وجهات النظر المختلفة تُشج ِّ ع
طلبة التاريخ على أن يشاركوا في التهليل النقدي لشقافتهم ومجتمعهم
الخاصين،‏ وأن يميّزوا وينقدوا أطروحاتهم الخاصة.‏ وأخيراً،‏ فإن
فهمنا لكيفية تشكيل مجريات الماضي لمشكلاتنا المعقّدة في
الهاضر،‏ يمكن أن يساعدنا على اتخاذ القرارات الصهيهة لتشكيل
مستقبلنا.‏
إن علم التاريخ علم مُ‏ رك َّ ب،‏ والموءرخون ليسوا جماعة واحدة.‏ فهم
يتناولون مادتهم من زوايا مختلفة فيما بينهم.‏ ّ ويُفسرون الأحداش
بطرق مختلفة،‏ بل إنهم يختلفون في قضايا أساسية مشل:‏ هل يستطيع
الموءرخ أن يكون حيادياً؟ وإلى أي درجة؟ هذه الاختلافات والمناظرات
بين المتخصصين في التاريخ تُصوّر لنا عشقهم هذا العلم،‏ وتضمن
أن تبقى دراسة التاريخ داءماً‏ نشطة ومشيرة للاهتمام.‏ ولكن بغض‏
النظر عن تناولهم للموضوع فإن كل الموءرخين يرون الكتابة أداة مهمة
للتهقيق وتبادل الآراء.‏
إن هذا الدليل،‏ إضافةً‏ إلى أنه سيعرّ‏ ف ببعض‏ العناصر الأساسية
لما يفعله الموءرخون،‏ فإنه يُقدّ‏ م كذلك دليلاً‏ لكتابة البهوش التاريخية
لكل المستويات،‏ من تقارير السنة الأولى وصولاً‏ إلى الهلقات الدراسية
المتقدّ‏ مة.‏ إن معظم الطلبة المسجلين في أي ٍّ من مواد التاريخ لمستوى
البكالوريوس‏ لا يعتزمون أن يعملوا بعد التخرج في مجال التاريخ.‏ في
الواقع فإن معظم المتخرجين من أقسام التاريخ يعملون في مجالات
مشل القانون،‏ والجهات الهكومية،‏ والأعمال الخاصة،‏ والعلاقات
الدولية.‏ ومع ذلك،‏ فإن المهارات التي ستهتاج إليها لكتابة بهش
تاريخي فعّال - القراءة النقدية،‏ والتفكير التهليلي،‏ والجدل المقنع،‏