07.01.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -3-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أن يوظفوا الكثير من خبراتهم يف مجال البحث<br />

والتجريب والتحديث،‏ يف سعيهم خللق رؤية<br />

جديدة تتناسب وحجم التحوالت والتغيرات<br />

احلاصلة يف بنية الواقع والفن،‏ تختلف عما<br />

كان مألوفاً‏ يف الفترات السابقة،‏ فظهرت يف<br />

أعمالهم الفنية سمات التحديث والتطوير من<br />

خالل املزاوجة بني التراث<br />

واحلداثة لتثبيت اخلصوصية احمللية للفن<br />

العراقي،‏ أي اجلدل ما بني الفنون العراقية<br />

القدمية،‏ والفنون العربية اإلسالمية،‏ من جهة،‏<br />

وما بني معطيات الفنون األوربية احلديثة،‏ من<br />

جهة اخرى .<br />

من ‏»اجملددين«‏ إلى ‏»جماعة اخلمسة«‏<br />

لقد ظهرت يف هذا العقد عدد من اجلماعات<br />

الفنية،‏ ففي عام 1965 تأسست جماعة<br />

اجملددين،‏ وقد انضم صالح اجلميعي إليها<br />

وكانت تضم عددا من الفنانني:‏ سالم الدباغ،‏<br />

صبحي اجلرجفي،‏ علي طالب،‏ فائق حسني،‏<br />

طالب مكي،‏ نداء كاظم،‏ ثم انضم إليهم عامر<br />

العبيدي،‏ إبراهيم زاير ، سلمان عباس،‏ خالد<br />

النائب.‏<br />

استمرت جماعة اجملددين أربع سنوات،‏ شارك<br />

اجلميعي زمالئه من رواد هذه اجلماعة يف<br />

بحثهم املستمر للحصول على الهوية العراقية<br />

يف الفن ضمن أسلوب خاص لكل فنان.‏<br />

اتسمت أعمال اجلميعي يف هذه املرحلة<br />

باختزال األلوان واعتمدت التعبير املأساوي<br />

بعيدا عن الزخرفة واجلماليات الشكلية،‏ يف<br />

عامي ، 1965 و ، 1966 على التوالي.‏<br />

ويف عام 1969 جرى اإلعالن عن تأسيس<br />

جماعة فنية هي جماعة الرؤية اجلديدة<br />

التي كان اجلميعي أحد روادها مبعية،‏ محمد<br />

مهر الدين،‏ رافع الناصري ، ضياء العزاوي<br />

، إسماعيل فتاح الترك وهاشم سمرجي.‏<br />

كما شهد العام نفسه تأسيس جماعة الفنانني<br />

الشباب.‏<br />

أقام اجلميعي تسعة معارض شخصية،‏ يف<br />

عواصم مختلفة،‏ يف بغداد،‏ بيروت،‏ الكويت،‏<br />

الرباط ، لندن.‏ وأسهم يف بينالي البوستر<br />

العاملي وارشو ، 1976 فضالً‏ عن عدة معارض<br />

مشتركة،‏ مثل املعرض املشترك ألربعة فنانني<br />

عراقيني يف بغداد 1972، واملعرض املشترك<br />

لثالثة فنانني عراقيني يف دمشق عام ، 1973<br />

ومعرض فن الكرافك يف بيروت.‏<br />

من السمات الواضحة يف أعماله استخدام<br />

مواد مختلفة يف بنية العمل الفني مثل خامة<br />

األملنيوم التي جندها لديه <strong>حر</strong>ة بأشكال<br />

مختلفة تتألف من سطح أو سطحني ، أو<br />

تتألف من سطح اللوحة ، كجدار قدمي يحمل<br />

سطحه رموزاً‏ مختلفة.‏ والفنان اجلميعي<br />

دائم البحث عن مفاهيم فنية جديدة ، فالفن<br />

يف رؤيته هو كل إبداع جديد يتناقض مع<br />

اجلمود.‏ وجاءت عنايته باملضمون الفني من<br />

منطلق اهتمامه بواقع احلياة اليومية.‏ وهذه<br />

الرؤيا كانت متوافقة مع رؤية ‏)جماعة الرؤية<br />

اجلديدة(‏ التي متيزت بالبحث والتجديد ولم<br />

تقبل باملسلمات الشائعة،‏ فتمردت عليها،‏<br />

لتمثل حتديث الرؤية يف التراث وقواعد الفن<br />

احلديث.‏<br />

يرى الناقد جبرا ابراهيم جبرا أن الفنان<br />

صالح اجلميعي اعتنى عناية خاصة بالوسائط<br />

التي تتمثل عادة مبزيج من املعدن،‏ األملنيوم<br />

يف األغلب،‏ واألكرليك.‏ ومن خالل هذا املزيج<br />

استمر يف اهتمامه القدمي بظلمات النفس<br />

وآالم احلب الفاجع وانتهاءً‏ بفظاعة القتل<br />

اجلماعي.‏<br />

يقول اجلميعي عن جتربته الفنية:‏<br />

‏»اللوحة عندي تراكمات ملعرفة قدمية وأحداث<br />

ومشاهدات يومية عابرة ‏،وهذه املفردات<br />

تتجمع وتختزن لتكون مبثابة املادة األولية<br />

للوحة،‏ حتى يأتي حدث معني يفجرهذا<br />

اخلزين بشكل غير مبرمج«.‏<br />

حاول صالح اجلميعي خلق رؤية جدلية<br />

توازن بني احلداثة والتراث من خالل النزعة<br />

التعبيرية متخلصاً‏ من التفاصيل الواقعية يف<br />

محاولة للتعبير بأسلوب أكثر قرباً‏ إلى املدارس<br />

احلديثة.‏ وكان دائم البحث عن سمة التحديث.‏<br />

ثالث عينات<br />

اختارت الباحثة رؤى قحطان ثالثة أعمال<br />

لصالح اجلميعي كعينات محددة لعمله قامت<br />

بوصفها وحتليلها وقدمت االستنتاجات<br />

بشأنها.‏<br />

عينة رقم )1(:<br />

سنة التنفيذ:‏ ، 1964 القياس:‏ × 62 43 ، املادة:‏<br />

زيت على خشب ، اسم العمل:‏ بدون عنوان<br />

العائدية:‏ املتحف الوطني للفن احلديث.‏<br />

العمل عبارة عن شكل هندسي يحتوي<br />

مجموعة أشكال مجردة يطغي عليها اللون<br />

البرتقالي وتدرجاته اللونية،‏ وتظهر هذه<br />

اجملموعة الشكلية بلون رصاصي الذي شكل<br />

لون اخللفية،‏ وميكن التعرف على شكل امرأة<br />

صالح اجلميعي،‏ املنيوم وزيت على اخلشب،‏<br />

91 x 91 سم.‏ 1986<br />

مؤ ‏ّسسة رمزي سائدة د ‏ّلول للفنون،‏ بيروت.‏<br />

188

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!