07.01.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -3-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

شهادات عن الفنان صالح اجلميعي<br />

كتب د.‏ عاصم عبد األمير عن صالح اجلُ‏ ميعي<br />

قائالً‏ : ‏»يأخذ صالح اجلُ‏ ميعي على عاتقه<br />

حترير الرؤية من عبودية التقنيات التقليدية<br />

كالقماش والزيت...الخ،‏ إلى وسائط بديلة<br />

ومنها املعادن كاألملنيوم،‏ لكأنّه يعمل على<br />

جتنيس أمناط الفنّ‏ والبِدء مبشروع ثورة<br />

فعلية يف عالم التقنيات،‏ وهي التي ستُلقي<br />

بامتداداتها على الفنّ‏ العراقي فيما بعد.‏ وكان<br />

اجلُ‏ ميعي له الفضل يف جعل تلك الوسائط<br />

عاملة يف إنتاج الرؤية،‏ وليست مَحْ‏ ض وسائط<br />

لنقل املواقف«.‏<br />

وبنيَ‏ عادل كامل:‏ ‏»هناك عدد من الفنّانني<br />

العراقيني جتمعهم هموم مشتركة،‏ أال وهي<br />

املرتبطة بالبحث عن هوية جديدة للفنّ‏ العربي<br />

املعاصر.‏ والفنّان صالح اجلُ‏ ميعي واحد من<br />

هؤالء الذين يبحثون عن مُعادِ‏ ل موضوعي بني<br />

التراث واملعاصَ‏ رة«‏<br />

‏»واملضمون يف أعمال اجلُ‏ ميعي صريح ومُبهَم<br />

يف الوقت نفسه:‏ صرح ألنّه يكشف عن<br />

عذابات اإلنسان ومأساته،‏ ومُبهَم ألنّه جتاوز<br />

هذه العذابات إلى احللِ‏ اجلمالي«‏<br />

وقد حتدَث شاكر حسن عن معارض صالح<br />

اجلُ‏ ميعي:‏ ‏»يف عام 1964 جاء معرض صالح<br />

اجلُ‏ ميعي األول،‏ فقد أكمل دراسته يف معهد<br />

الفنون اجلميلة على قاعة مركز الدراسات<br />

البريطانية،‏ ونال يف العام 1965 زمالة جامعية<br />

بتزكية من جمعيّة الصداقة يف الشرق األوسط<br />

للدراسة يف كُلِية كاليفورنيا للفنون واحلِ‏ رف«.‏<br />

‏»لم يتوقَف صالح اجلُ‏ ميعي،‏ فقد استمر<br />

يف تطوير رؤيته الفنّية التي بدأتْ‏ بالوضوح<br />

شيئاً‏ فشيئاً‏ يف معرض اجملدِدين وتبلورتْ‏<br />

يف معارضه الشخصية ومعارض اجلماعة<br />

العددية.‏<br />

‏»ال يستطيع صالح اجلُ‏ ميعي أن يكون تزينيَاً‏<br />

مَحْ‏ ضاً،‏ تعبيريته من صُ‏ لْب حياته وهي تربط<br />

ما بني الذات الداخلية وبني خرائب التاريخ.‏<br />

ففي بلد تُرصِ‏ عه القباب الذهبية الالمعة<br />

وكذلك البقايا احملُ‏ فَرة التي تعود إلى أوّل ما<br />

أوجد اإلنسان من إبداع،‏ يحاول الفنّان أن<br />

يحقِق فيه حضوراً‏ كُلياً‏ مُجذَراً‏ يف وعي تاريخي<br />

وأنّ‏ يف رؤياه تلك الصفة الرمزية التي يتحدث<br />

عنها يونغ،‏ وهي التي تدمج البدائي يف صور<br />

وأشكال احلاضر املُسفسَ‏ ط«‏<br />

‏»ويف هذا املعرض عرض اجلميعي 17<br />

لوحة ذات هويات بارزة مستخدِ‏ ماً‏ الكثافة<br />

اللونية واألملنيوم،‏ معبِراً‏ عن اهتمامه بالتراث<br />

احلضاري العراقي،‏ ومستخدِ‏ ماً‏ شكل املروحة<br />

اليدوية والشرائط الكتابية فضالً‏ عن األشكال<br />

اإلنسانية والتكوينات الرباعية.‏ لقد كان<br />

يغامر بالطبع يف استخدام الصَ‏ فيح واملادة<br />

اخلام كأساس للتكوين املوضوعي الزخريف<br />

ومستعصياً‏ عنه بعفوية ظهور األشكال.‏ متأثِراً‏<br />

بالكتابات املسمارية ومَشاهد بعض اللُقى<br />

املتحجِ‏ رة أو املُصانة،‏ ثمّ‏ انتقل بعد ذلك إلى<br />

األوفاق وهذا ما جتلَى يف أعماله عام 1972<br />

والتي عُرضتْ‏ يف معرض اجلماعة العددية يف<br />

كاليري ون يف بيروت.‏<br />

وكان إبراهيم زاير قد عرَف اجلُ‏ ميعي للجمهور<br />

كما يلي:‏ ‏»إنّ‏ انتقال اجلُ‏ ميعي من املُعاجلَ‏ ات<br />

التقليدية بالزيت إلى موضوعات درامية<br />

الطابع،‏ إلى استعمال سطح اللوحة كمجال<br />

للعبور نحو السيطرة واملغاالة،‏ هذا االنتقال<br />

هو مرحلة متقدِمة من عمله.‏ ولكن اجلُ‏ ميعي<br />

قد أوشك أن يستنفد اإلمكانات التي تقدِمها<br />

اللوحة ذات البعدين يف مجال عمله فإنّ‏<br />

استعمال مواد جديدة وبأبعاد ثالثة يضعه أمام<br />

مَعاضل جديدة،‏ ورغم أنّ‏ اجلُ‏ ميعي قد حلّ‏<br />

تكتيكيا هذه املَعاضل فإنّه يبقى لنا أن نبحث<br />

عن أبعاد أخرى تقدِمها لوحاته«.‏<br />

ولعلَ‏ الناقد سهيل سامي بحسّ‏ ه النقدي<br />

املُرهف أصاب حينما وصف اجلُ‏ ميعي بكونه<br />

‏»فنّان عمل ال فنّان أفكار أو حاالت،‏ إنّه يشبه<br />

احلِ‏ ريف بل هو من نوع جديد من حِ‏ ريف مُتلبس،‏<br />

إنّ‏ املادة التي يصنع منها عمله هي ذاتها ما<br />

يجب اكتشافه.‏ وكأمنّ‏ ا أراد أن يؤكّد على<br />

موقفه من التقنية قبل األسلوب أو أنّه ما يزال<br />

مولعاً‏ بالتجربة واختبار اخلامة حتّى حينما<br />

يستلهم يف فنِه التراث نفسه آنئذ،‏ وبروحية<br />

‏)تقني(‏ معاصِ‏ ر«.‏<br />

يقول عادل كامل ‏»يُطِ‏ ل صالح اجلُ‏ ميعي ليصبّ‏<br />

يف مادة ‏)األملنيوم(‏ وما حتُ‏ دثه من نتوءات<br />

وظِ‏ الل دالالت إنسانية.‏ وهو من خالل تَطْ‏ ويعه<br />

للمادة ال يبحث لها عن أشكال تُطابِق الواقع<br />

بقدر ما يريد لهذه املادة اجلامدة أن تكون<br />

مزرعة لقلق اإلنسان املعاصر وأن تَعكس<br />

بطريق الصدفة والقصد معاً‏ ما يعانيه اإلنسان<br />

من قلق وأزمات«.‏<br />

ويضيف:«‏ فاجلُ‏ ميعي يُلغي مقاصد الرمز<br />

العامة لكنّه باملقابل يخلق لوحة فنّية تتوفر<br />

فيها التفاصيل.‏ والتعمق يف هذا اجلانب<br />

يجعلنا إزاء حاالت كثيرة عبَر عنها بأسلوب<br />

رمزي مَحْ‏ ض.‏ فاجلسد املَلغي يف أعماله أو<br />

شبه املَلغي له داللته التعبيرية:‏ إنّها لغة تُفصح<br />

170

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!