05.03.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -1-2024

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

أرداش كاكافيان إزاء أعماله الفنية<br />

حوار:‏ ماجد السامرائي<br />

ثالثون عاماً‏ يف الغربة لكن جذوري ما تزال يف األرض العراقية<br />

عملي الفني تعبير عن إحساس متمرد،‏ إحساس بالوحدة،‏ وبعدم انسجام<br />

مع ما يجري يف اخلارج<br />

حينما أرسم امرأة عاشقة أرسمها مخترِ‏ قة اجلدران<br />

عنصر اجلمال عندي يوحّ‏ د متناقضات الوجود اإلنساني<br />

يف الرسم تهمني الفكرة والتعبير عن الفكرة<br />

الرسامون يشبهون نوعني من الطيور:‏ طيور ليلية مفترسة وأخرى وديعة!‏<br />

منذ ثالثني عاماً‏ والفنان ‏)ارداش كاكافيان(،‏<br />

ميضي بخطواته على أرض الغربة..‏ ولكنها لم<br />

تكن ‏)خطوات ضائعة(،‏ بل هي خطوات إنسان<br />

يريد أن يترك ‏)أثرا يف األرض(‏ يدل عليه،‏<br />

ويشير إلى املسار الذي اتخذه.‏<br />

وإذا كان،‏ يوم كان يف بغداد اخلمسينات،‏ قد<br />

سمع من فنان العراق الكبير املرحوم جواد<br />

سليم كلمات اهتمام بأعمال ذلك الفتى وتأكيد<br />

على أهمية املسار الذي اتخذ لنفسه وفنه فإنه<br />

ظل وفياً‏ لتلك الكلمات،‏ ويعمل على أن اليخذل<br />

ما كان لها من وقع يف نفسه من خالل اإلجناز<br />

الفني..‏ وقد ظل هذا اإلجناز،‏ على امتداد<br />

سنوات الغربة هذه،‏ اجنازاً‏ مرتبطاً‏ بشخصه،‏<br />

وبحالة من فكر يف احلياة،‏ وفكر عن احلياة.‏<br />

أما ‏)االسم(‏ منه فهو لم ينفصل عن ‏)عراقيته(،‏<br />

ولو للحظة واحدة،‏ وال استبدل هذا االنتماء<br />

إلى األرض التي انشد اليها وجوداً،‏ وتكاملت<br />

به يف هذا الوجود،‏ حتى يف ما كان من هذا<br />

‏)االستبدال اسميا(.‏<br />

لذلك ظل على صلة بالوطن،‏ وعلى اتصال<br />

به،‏ يعمل باستمرار باحثاً‏ عما يف أعماقه من<br />

‏)تاريخه(‏ و ‏)حضاراته(،‏ التي راح يعبر عنها<br />

بأشكال وأساليب مختلفة،‏ وإن كان ما يجمعها<br />

هو فكرة ‏)الدفاع عن الوجود(‏ الذي يتمثله،‏<br />

باستمرار،‏ من خالل اإلنسان:‏ حياة،‏ و<strong>حر</strong>كة،‏<br />

ومعنى وجود،‏ وارتباطاً‏ بهذا الوجود.‏<br />

يف كل مرة يعود فيها إلى بغداد جنده يتحسس<br />

‏)لغته(‏ التي لم يتسرب شيء إلى ‏)أصواتها(‏<br />

من أصداء اآلخرين،‏ ويف كل مرة يعود يأتي<br />

معه بشي جديد،‏ وكأنه يقايض احملبة باإلبداع،‏<br />

أو يعزّز هذه احملبة بتواصل اإلبداع من خالل<br />

أعمال جديدة،‏ أو أفكار جديدة.‏<br />

• فماذا جئت حتمل إلينا هذه املرة يا<br />

أرداش؟<br />

- جئت أحمل مخططاً‏ أولياً‏ لعملني فنيني<br />

أمازج فيهما بني التشكيل واملعمار،‏ بصفتي<br />

مهندساً‏ معمارياً‏ وفناناً‏ تشكيلياً.‏<br />

• وما هو األساس الذي أقمت عليه<br />

رؤيتك املعمارية التشكيلية هذه؟<br />

- على الرغم من أن عامي الثالثني يف<br />

الغربة يكاد ينقضي فإن جذوري ما تزال هنا،‏<br />

يف هذه األرض العراقية:‏ امتد بها،‏ ومتتد<br />

بي يف واقع هذه األرض،‏ ويف مسارات حياة<br />

إنسانها.‏ وهذه مسألة أساسية عندي يف تكوين<br />

عملي،‏ ويف تشكيل رؤيتي الفنية،‏ يف هذا العمل<br />

بالذات.‏<br />

الشي الذي الحظته يف النصب والتماثيل<br />

العراقية أن التركيز فيها يتم على الشخص<br />

وعلى الفكرة مبحدوديتها،‏ بعيداً‏ عما ينبغي<br />

أن يكون هناك من ربط بني الشخص والفكرة<br />

وما يحيط بهما من <strong>فضاء</strong> حضاري وانساني.‏<br />

أما فكرتي أنا يف هذا النصب،‏ فهي أن أجعل<br />

من النصب واقعاً‏ يرتبط به املشاهد من خالل<br />

ما أحيطه به من <strong>فضاء</strong>.‏ أي أن أخلق اجلو<br />

املناسب الذي يقود املشاهد إلى الدخول يف<br />

عالم الفكرة قبل تسلمه الفكرة - وهذه نظرة<br />

عربية صميمة.‏ فأنت حني تدخل جامعاً‏<br />

إسالمياً‏ جتد ال<strong>فضاء</strong> فيه هو ما يعطيك جوه.‏<br />

وقد تساءلت،‏ كما تساءل غيري:‏ ملاذا يعد تاج<br />

58

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!