05.03.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -1-2024

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

شّربل داغّر<br />

تأكدَ‏ غيابه عني،‏ ونهائياً‏ هذه املرة،‏ بعد أن<br />

كنتُ‏ أتوقع أو آمل حضوره يف زيارة جديدة،‏<br />

مثلما حدث لي معه غير مرة يف بيروت.‏<br />

كنتُ‏ قد حادثتُه يف مرتني على األقل عن لزوم<br />

إصدار كتاب عنه،‏ وكان موافقاً‏ من دون أي<br />

موعد الحق.‏ كنتُ‏ قد نسيتُ‏ مشروعنا،‏ يف<br />

مطالع الثمانينيات بباريس،‏ إلصدار مجلة<br />

تعنى بالفنون التشكيلية:‏ ‏»مقامات«.‏<br />

من أصول عراقية،‏ لكنه استقر يف بيروت.‏<br />

خرج من بيروت،‏ ليستقر يف باريس.‏<br />

خرج من باريس،‏ ليستقر يف برشلونة.‏<br />

لكنه كان يعود إلى بيروت أحياناً،‏ يف زيارات<br />

قليلة:‏ كانت قد تغيرت.‏ كان قد تغير.‏<br />

الفنان الذي جمع يف شخصه،‏ يف خبرته،‏ يف<br />

أعماله،‏ صاحبَ‏ صالة العرض املثير أحياناً‏<br />

أكثر من فنانينه الذين يَعرض أعمالهم.‏<br />

الذي واكبَ‏ مجلة ‏»شعر«،‏ وصنع تصاميم<br />

مدهشة لكتب شعرية وقصصية،‏ ومنها لغسان<br />

كنفاني.‏<br />

الذي افتتح صالة عرض:‏ ‏»كونتاكت«،‏ فلمعت<br />

بفنانيها،‏ مثلما ملع بدوره يف <strong>فضاء</strong> بيروت<br />

املتوقد بني الستينيات ومطالع السبعينيات.‏<br />

الذي حملَ‏ حقيبة صغيرة وأحالماً‏ كبيرة إلى<br />

باريس،‏ عندما تأكد من وقوع بيروت حتت<br />

قبضة خانقة.‏<br />

الذي افتتح صالة عرض ثانية،‏ ‏»غاليري<br />

فارس«،‏ يف أحد أعرق الشوارع الباريسية،‏<br />

وعرض فيها:‏ محمد املليحي،‏ وآدم حنني،‏<br />

وفربد بلكاهية،‏ ورافع الناصري،‏ وضياء<br />

العزاوي،‏ وفريد عواد وكثيرين غيرهم ممن<br />

كانوا يَخرجون للمرة األولى إلى عاصمة النور.‏<br />

الذي ساهم يف أسواق الفن العاملية ‏)بني<br />

‏»الفياك«‏ و«بازل«‏ وغيرها(،‏ حيث طلبَ‏ - ألول<br />

مرة للفنانني العرب-‏ أن يتباروا مع أقرانهم يف<br />

العالم يف القيمة واأللق.‏ كيف ال،‏ وقد صاحبَ‏<br />

تقدمُه يف هذا ال<strong>فضاء</strong> فتحَ‏ عالقات واسعة مع<br />

أهل الذوق ومحبي الفن وكبار املقتنني،‏ بني<br />

عرب وأجانب.‏<br />

الذي لم تفارقه كاميرته،‏ أينما كان،‏ جنحَ‏ صالح<br />

بركات،‏ يف صالة عرضه،‏ قبل سنوات قليلة،‏ يف<br />

إعادته إلى بيروت،‏ ويف الكشف عن مخزونه<br />

الصوري الهائل،‏ يف معرض بعنوان:‏ ‏»بيروت<br />

مدينة من نسيج رغبات العالم:‏ يوميات وضاح<br />

فارس«.‏<br />

ذلك أنه كان مبادراً،‏ ومغامراً‏ يف آن.‏ كرمياً‏<br />

ومبذراً‏ يف آن.‏ كأنه صنيع نفسه،‏ فلم يرَ‏ إلى<br />

اخللف يف الغالب.‏<br />

مضى يف حياته،‏ مختاراً‏ لها،‏ من دون إكراه،‏<br />

من دون حنني،‏ من دون حزن:‏ نحن من<br />

نفتقده،‏ إذ نفتقد بيروت املشعة التي كان أحد<br />

‏»جنومها«‏ الالمعة.‏<br />

ذلك أنه خرجَ،‏ ولم يَعُد.‏<br />

الفنان امني الباش 1971، الفنان رفيق شرف 1972<br />

والفنان عارف الريس 1972. تصوير وضا ح فارس<br />

192

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!