05.03.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -1-2024

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

‏»الهورس شو واالكسبريس«،‏ مرتع جريدة<br />

النهار بعزّها وألقها بريادة غسان تويني.‏<br />

هناك تعرفت على وضاح صداقة دامت<br />

أكثر من ستة عقود أفتخر بها.‏ صداقة<br />

مليئة باأللوان واحلرف واملسرح واملوسيقى.‏<br />

كان گاليرى كونتاكت يف ألقه قبلة الثقافة<br />

البيروتية:‏ جلسات نقاش وشعر وموسيقى<br />

. كان مركزا لنا نحن أبناء رافدين الفن<br />

والتاريخ..‏ مجموعة عراقية فذة جمعت<br />

بني اخلزافة نهى الراضي،‏ واملصور وسيم<br />

اجلوربجي.‏ يف هذا الگاليري كان احلضور<br />

العراقي مميزاً،‏ متبنياً‏ لكل ما هو جميل<br />

وأصيل.‏<br />

كان وضاح لولباً‏ فنياً،‏ ومنتجاً‏ لكل ما هو<br />

مبتدع وجميل.‏ اشتغل يف تصميم املطبوعات<br />

يف جريدة النهار وجرائد أخرى،‏ وأخرج بعض<br />

الدواوين مع تخطيطات جميلة وتصاميمه نالت<br />

اخلصوصية وكل اإلعجاب والتقدير.‏<br />

أهم إنتاجه مجموعة كاتلوكات مهرجان بعلبك<br />

الدولي،‏ وهي مجموعة توثيقية قيمة ملشاركي<br />

املهرجان،‏ ومطبوعات أخرى،‏ ثم مجلة كونتاكت<br />

الفنية الصادرة من الگاليري ذاته،‏ وكانت<br />

بقطع طويل،‏ وبتصميم أنيق،‏ وتصوير عالي<br />

اجلودة ملواضيع ثقافية وفنية.‏<br />

اذن وجدت ضالتي يف بيروت ومجموعة<br />

وضاح وعراقيي بيروت.‏ كان هو من رحب<br />

بي يف هجرتي األولى إلى بيروت،‏ يف 1974<br />

قبيل احلرب العابثة بني األخوة اللبنانيني،‏<br />

تلك احلرب القبيحة التي أفسدت األجواء<br />

وهرب على إثرها الكثير من مثقفي املدينة<br />

ومن ضمنهم نحن أبناء هذا التجمع والعيش<br />

البيروتي اجلميل.‏<br />

يف سنة 1976 تفرقنا يف رحاب هذه األرض<br />

الواسعة ، أنا إلى أثينا ووضاح إلى لندن.‏<br />

يف لندن ويف ستوديو الصحفي البريطاني<br />

املعروف باترك سيل يف سنة 1977 دعاني<br />

وضاح حلضور معرض صديقنا املشترك ضياء<br />

العزاوي.‏ رمبا كان أول معارض صديقنا يف<br />

أوروبا ، ال أقول خارج العراق،‏ فقد أقام قبل<br />

ذلك معرضاً‏ يف الكويت يف گاليري سلطان<br />

يف 1976، ويف الدار البيضاء 1975.<br />

يف هذا اللقاء اللندني،‏ أعلن الصديق ضياء<br />

عن حاجته لالنتقال إلى بيئة فنية توفر له<br />

املساحة األوسع يف األبداع،‏ وهو ما حدث<br />

. ويف أثينا التقينا جميعا يف املهجر نعاني<br />

االغتراب.‏<br />

لم يكتف وضاح بأجواء لندن،‏ فانتقل بعد مدة<br />

إلى باريس وأسس هناك گاليري جديد يف<br />

سان ميشيل.‏ ويا له من گاليري مبستوى<br />

مدينة مثل باريس وفنونها،‏ ضاهي بيوت<br />

الفن يف مدينة الفن،‏ وبالطبع افتتح مبعرض<br />

للصديق ضياء العزاوي،‏ ومن بعده رافع<br />

الناصري وليزا فتاح وإسماعيل فتاح،‏ ومن<br />

اللبنانيني أمني الباشا وشفيق عبود،‏ واملصري<br />

ادور حنني،‏ ومن املغرب العربي بلكهية واملليحي<br />

والقريشي التونسي.‏ هذا الگاليري أصبح<br />

الساحة اخملتصة بتعريف الفن العربي،‏ لذا<br />

أسميت وضاحاً‏ بعراب الفن العربي.‏<br />

البد أن أشير إلى أن صديقي وضاح هو<br />

أول من شدّ‏ الرحال بالفن العراقي إلى ربوع<br />

السعودية واخلليج،‏ حيث انطلق ضمن نطاق<br />

محترف واسع يف تأثيث وجتهيز الفن يف مراكز<br />

احلياة العامة،‏ كاملطارات والوزارات واملتاحف<br />

اخلليجية.‏<br />

كان لوضاح عالقات متميزة مع الثقافة العربية<br />

احلديثة،‏ ومؤخراً‏ يف برشلونة حيث أقام بعد<br />

أن هجر بيروت ثم عاد إليها مؤخراً،‏ مراهناً‏<br />

على أنها املدينة نفسها التي عرفناها والتي<br />

أعطتنا الكثير.‏<br />

التقيته يف برشلونة،‏ وأردت أن أفاجئه،‏ لكنه<br />

هو من فاجأني.‏ كنت قد<br />

وصلت إلى الفندق الذي عينته لي الهابيتات<br />

األممية ، الجتماع الفوروم التي تقيمه األمم<br />

املتحدة.‏ كنت أحاول تسجيل دخولي يف<br />

استعالمات الفندق فإذا مبوظف االستقبال<br />

يناد يني باسمي:‏ سنيور آلوسي..‏ لك نداء<br />

تلفوني!‏<br />

استغربت فقد وصلت للتو،‏ ولم أحصل على<br />

غرفة لي.‏ أصرّ‏ موظف االستقبال،‏ فتسلمت<br />

الهاتف وإذا بوضاح بصوته اجلهوري اخلشن<br />

النبرة يرحب بوصولي مهلهال ويطلب جدول<br />

وجودي الزمني.‏<br />

التقينا يف ذات الليلة يف مقهى االوبرا يف<br />

‏»الرامبلر«‏ املشهور،‏ وتوالت ضيافة صديقي لي<br />

وملن رافقني،‏ وزيادة على ذلك رتّب لي لقاءً‏ يف<br />

إحدى اجملالت الكتالونية لتأبني صديقتي نهى<br />

الراضي الذي يعلم مدى قربها لي ، وكانت قد<br />

غادرتنا يف بيروت قبل أيام قليلة من سفرتي<br />

إلى برشلونة.‏ كان هذا وفاءً‏ مضاعفاً‏ منه<br />

لكلينا.‏<br />

التقيته يف بيروت مراراً‏ وهو يؤسس إلقامة<br />

دائمة،‏ حاملاً‏ ببيروت وبعراق األمس.‏ إال أن<br />

خيبة أمله باتت كبيرة وشاركته اخليبة يف<br />

اتصال هاتفي.‏ قرّر الطالق بالثالثة.‏ لقد جرب<br />

تصرفات سيئة من بعض الفنانني يف بغداد،‏<br />

، كما امتأل مرارة من خواء الدوائر املسؤولة<br />

عن رعاية الفن والثقافة.‏ وباملناسبة أذكر أنه<br />

قضى ليلة كابوسيه يف املوقف حليازته منحوتة<br />

خشبية لصديقه النحات العراقي محمد غني<br />

حكمت،‏ ويبدو أن املسؤول عن توقيفه اجلاهل<br />

اعتقد أن املنحوتة صنعت قبل 3000 سنه<br />

قبل امليالد،‏ وهي سومرية األصل،‏ وأن وضاح<br />

يحاول تهريبها إلى خارج العراق!‏<br />

يف النهاية ترك الشقة اجلميلة،‏ املوروثة ،<br />

يف نهاية شارع بلس يف راس بيروت،‏ بعد ان<br />

171

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!