05.03.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -1-2024

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

173<br />

صرف الكثير يف أحيائها،‏ وبتأثيث الكترونياتها<br />

والكاميرات ملمارسة عمله الفني املتنوع.‏ لم يقم<br />

فيها كثيراً‏ فقفل عائداً‏ إلى برشلونة.‏<br />

تلفن لي واعداً‏ باملرور إلى اجلزيرة،‏ وزارني<br />

مراراً،‏ إلى أن أصابته الكورونا القاتلة وأقعدته<br />

لفترة طويلة،‏ بل لم يقم منها.‏ كلمني بصوت<br />

محشرج لم أفهم منه.‏<br />

لوضاح قصص كثيرة تنم عن شخصية فذة،‏ فهو<br />

ذو صداقات متنوعة االهواء الثقافية.‏ رحيله أحزن<br />

العراقيني واللبنانيني على حد سواء.‏<br />

نعاه األخ الناقد فاروق يوسف يف جريدة العرب<br />

قائالً‏ :<br />

التشكيلي العراقي الراحل ميلك الرغبة يف أن<br />

يفتح الطرق أمام اآلخرين واستقبال أعمال فناني<br />

جيله الذين كانوا يومها مغمورين،‏ لم يسمع بهم<br />

أحد!.‏<br />

ونعته جريدة املدن :<br />

رحيل الفنان وضاح فارس...مُصوّر مثقفي<br />

الستينات يف حلظاتهم احلميمة..‏ ظهرت أول<br />

رسومه التجريدية يف األعداد األخيرة من مجلة<br />

‏»شعر«‏ العام 1968، هذا باإلضافة إلى تعاونه<br />

مع غاليري بريجيت شحادة التي استقدمت يف<br />

العام 1969 معارض لفنانني أجانب،‏ بينهم الشاعر<br />

والنحات والفنان األملاني ماكس ارنست واندريه<br />

ماسون كزعيمني من زعماء السوريالية يف العالم.‏<br />

صوّر أندريه ماسون يف زيارته ألروقة قصر بيت<br />

الدين.‏ وقدم اللقطات التذكارية النادرة التي<br />

جمعت الشاعر جورج شحادة وزوجته بريجيت<br />

يف دارتهما مع ماكس ارنست وزوجته دوروثي<br />

تاننغ،‏ وجوالتهم يف أحياء بيروت القدمية وأوقات<br />

السمر التي قضوها يف مراقصها الليلية،‏ فضالً‏<br />

عن الرسم الذي أهداه ماكس لوضاح كعربون<br />

صداقة.‏ يخبرنا يف أحد معارضه عن إحساس<br />

ماكس ارنست بأنه كان ال يزال يفتقد شيئاً‏ قبل<br />

مغادرته لبنان.‏ الوجهة كانت ‏»كباريه فونتانا«،‏<br />

لرؤية الرقص الشرقي وتعلّمه.‏ التقط فارس صوراً‏<br />

ألرنست مع الراقصة الشرقية التي رفضت أن<br />

تأخذ بدل أتعابها ألننا ‏»فنانون بني بعض«‏ كما<br />

يروي وضاح .<br />

ويف هذا اإلطار يقول الشاعر أنسي احلاج يف<br />

واحدٍ‏ من معارض وضّ‏ اح،‏ إنَ‏ العالقة بني الكاميرا<br />

والتصوير لم تتخذ شكل االحتراف،‏ بل احلب.‏<br />

وكتب األستاذ الشاعر والناقد شربل داغر نصا<br />

جميال يفتقد فيه الصديق وضاح قائالً‏ :<br />

تأكدَ‏ غيابه عني،‏ ونهائياً‏ هذه املرة،‏ بعد أن كنتُ‏<br />

أتوقع أو آمل حضوره يف زيارة جديدة.‏ لي معه<br />

غير مرة يف بيروت كنتُ‏ قد حادثتُه يف مرتني على<br />

األقل عن لزوم إصدار كتاب عنه،‏ وكان موافقاً‏ من<br />

دون أي موعد الحق.‏ كنتُ‏ قد نسيتُ‏ مشروعنا،‏<br />

يف مطالع الثمانينيات بباريس،‏ إلصدار مجلة<br />

تعنى بالفنون التشكيلية:‏ ‏»مقامات«الذي لم تفارقه<br />

كاميرته،‏ أينما كان،‏ وجنحَ‏ صالح بركات،‏ يف صالة<br />

عرضه،‏ قبل سنوات قليلة،‏ يف إعادته إلى بيروت،‏<br />

ويف الكشف عن مخزونه الصوري الهائل،‏ يف<br />

معرض بعنوان:‏ ‏»بيروت مدينة من نسيج رغبات<br />

العالم:‏ يوميات وضاح فارس«‏<br />

يف 2018 قادته هذه اليوميات إلى إخراج فلم<br />

وثائقي مع ولده تيمور حول بيروت وما سجلته<br />

كاميرته وكاميرة تيمور ولده:‏<br />

The Times and Tales of Two Beiruts<br />

أعتقد أنه بعد هذا العمل توعكت صحته والتزم<br />

البيت يف موئله األخير ‏»منفاه«‏ يف برشلونة.‏<br />

كان وضاح أصيالً‏ يف طروحاته الفنية،‏ مجدداً،‏<br />

وثائراً‏ مخلصاً‏ للعراق.‏ كان كوزموبوليتي،‏ متعدد<br />

اللغات والثقافات التي تتفاعل مع اآلخرين<br />

وتساعدهم،‏ ودائماً‏ لديه شعور أن وطنه بيئات<br />

مختلفة،‏ أين ما حل أو عمل،‏ منسجما مع نفسه<br />

وما يؤمن به.‏ عانى كثيراً‏ يف سبيل هذا املعتقد،‏<br />

والسبب أن الكثيرين من األصحاب والفنانني<br />

وأهل الثقافة أساء فهمه ولم يتفاعلوا مع أفكاره<br />

املتجددة.‏<br />

كان يدعو إلى التفكير احلر غير املقيد،‏ بغية<br />

دليل معرض الفن العراقي،‏ كالري وان.‏ 1965<br />

ارشيف ضياء العزاوي،‏ لندن<br />

ضياء العزاوي،‏ 1976،<br />

تصوير وضاح فارس

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!