05.03.2024 Views

ماكو فضاء حر للابداع -1-2024

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

يتحدّث بالهاتف بجدّية،‏ شفيق عبّود مبتسماً،‏<br />

سلوى روضة شقير ضاحكةً،‏ ماكس إرنست يف<br />

سوق النحاس يف البسطة،‏ هوغيت كاالن وسيتا<br />

مانوكيان غارقتني يف التفكير العميق،‏ رفيق<br />

شرف متحدّياً،‏ هيلني اخلال منفرجة األسارير،‏<br />

أمني الباشا منكبّاً‏ على عمل فني،‏ وجانني ربيز<br />

بأناقتها البورجوازية ولوحات زيتية نادرة تصوّر<br />

البقاع للفنان ومصمم امللصقات اللبناني رفيق<br />

شرف،‏ إلى جانب جتهيز ضوئي لناديا صيقلي،‏<br />

واللوحات النسوية الرائدة ألوغيت كاالن،‏<br />

وأخرى للشاعر الراحل سعيد عقل وبدايات<br />

نبيل نحاس ونزيه خاطر وشفيق عبود وحسني<br />

ماضي،‏ وفاحت املدرس ومنحوتات األخوة<br />

بصبوص...‏<br />

صوره سرد اجتماعي وسياسي وثقايف عن<br />

فترة ما قبل احلرب وما بعدها يف بيروت<br />

من الوجوه التي صوّرها أيضاً:‏ منى حاطوم،‏<br />

ونهاد الراضي،‏ وفريد حداد،‏ وبول طنوس،‏<br />

وعجاج العراوي رئيس قسم اإلخراج يف جريدة<br />

‏»النهار«،‏ والكاتب عصام محفوظ،‏ والروائية<br />

حنان الشيخ يف حلظة حميمية مع زوجها<br />

فؤاد معلوف،‏ والرسامة جناح طاهر،‏ وغيرهم<br />

من الوجوه التي مرت يف بيروت أو تركت أثراً‏<br />

يف تلك املدة املضيئة اللبنانية.‏ تتخذ الصور<br />

شكل حديث بسيط يجري بني شخصني يف<br />

مقهى،‏ أو حوار صامت بني املمثلة رينيه الديك<br />

وخيالها املنعكس على الزجاج يف ال ‏»هورس<br />

شو«.‏ ألبوم فارس سرد اجتماعي وسياسي<br />

وثقايف عن فترة ما قبل احلرب وما بعدها.‏<br />

كما نرى واجهة بيروت الب<strong>حر</strong>ية التي اختفت<br />

كلياً،‏ وزوايا من شارع احلمرا وقد تبدّلت<br />

مالمحها،‏ وأماكن جنهلها متاماً،‏ ووجوهاً‏<br />

صارت بعيدة،‏ وأحاديث خافتة يف ‏»متحف<br />

سرسق«‏ ألشخاص غابوا كلياً.‏<br />

يف أحد مقاالته يف مجلة ‏»العربي«،‏ يقول<br />

الفنان العراقي ضياء العزاوي:‏ ‏»لعب أبو<br />

صادق ‏)وهذه تسمية مجموعة من العراقيني<br />

لوضاح فارس لكثرة أكاذيبه الطريفة(‏ بأفكاره<br />

التمرّديّة دوراً‏ كبيراً‏ يف تقدمينا لبيروت<br />

ومعه اختفت العشرات من أعمالنا ولم نكن<br />

باملبالني بسبب روح الصداقة التي جمعتنا«.‏<br />

ويقول الناقد فاروق يوسف:‏ ‏»وضاح وهو ابن<br />

الترف البغدادي،‏ واحد من مدوزني إيقاع تلك<br />

املرحلة التي شهدت وفرة يف احلب والشغب<br />

واالختالف والشغف والنزاهة يف الفن كما<br />

العفة يف اجلمال.‏ سجالت وضاح فارس<br />

واحدة من أعظم وثائق عصرنا العربي الذي<br />

وأده الظالميّون مبختلف توجهاتهم وأهدافهم<br />

العقائدية.‏ فالزمن الذي تضعه صور فارس<br />

وتسجيالته ومقتنياته الفنية أمام عيوننا،‏ هو<br />

زمن التنوير العربي الذي صارت استعادته<br />

اليوم أشبه باملستحيل«.‏ عشية احلرب األهلية،‏<br />

كان وضّ‏ اح فارس يطمح إلى افتتاح صالة<br />

ثانية يف الرملة البيضاء باسم ‏»الرواق«‏ حتى<br />

إنّه أعدّ‏ اللوغو اخلاص بها وجال يف البلدان<br />

العربية الستقدام املواهب والتجارب الفنية<br />

العربية إلى بيروت.‏ إال أن اندالع احلرب عام<br />

1975، أجهز على هذا احللم مثل آالف األحالم<br />

التي أجهضت.‏ غاب صاحب الضحكة املبهجة<br />

والكاريزما احملبّبة،‏ الذي عاش <strong>حر</strong>ّاً‏ من أجل<br />

الفن،‏ فنّه وفنّ‏ اآلخرين،‏ عاشقاً‏ لبيروت وركيزةً‏<br />

من ركائزها الثقافية.‏ بغيابه،‏ يغيب وجه مشرق<br />

من تاريخ بيروت زمن كانت موئالً‏ وحاضناً‏<br />

للفن العربيّ‏ والثقافة العربية...‏ إلى ذاك<br />

الزمن كان وضاح فارس ينتمي.‏<br />

االخبار.‏ 19 كانون الثاني <strong>2024</strong><br />

200

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!