Year Book
Year Book of Talitha Kumi
Year Book of Talitha Kumi
Sie wollen auch ein ePaper? Erhöhen Sie die Reichweite Ihrer Titel.
YUMPU macht aus Druck-PDFs automatisch weboptimierte ePaper, die Google liebt.
نظرات عميقة وجتارب مشرتكة<br />
التبادل الطالبي الثقايف في ومع طاليثا قومي<br />
بقلم األستاذ فِ ن ياغو<br />
يُعترب التبادل الطالبي يف عامل العوملة سالحاً رائعاً يف جمال الرتبية. حنن نعلم بأن التعلّم الالمنهجي يف أماكن غري املدرسة، مثالً<br />
يف املتاحف وأثناء الرحالت أو زيارة املصانع ..وغريها، يبقى عالقاً يف األذهان وذكريات ال تُنسى ويف العمليّة الرتبويّة فعّ ال جدّ اً، غري<br />
أنّ التبادل الثقايف الطالبي الدّ ولي الذي يتطلّب أيضاً استخدام اللغة األجنبية الي تعلّمها الطالب واالتصال املباشر باحلياة اليوميّة<br />
وبثقافة البلد املضيف يضفي حتّى فوائد أكرب. وال غرابة يف أن تنمو عاماً بعد عام أعداد املشاركني يف برنامج التبادل الطالبي الثقايف<br />
الدّ ولي.<br />
ومدرستنا طاليثا قومي مبادِرة مثاليّة يف هذا املضمار، حيث نقوم منذ سنوات بربامج تبادل متنوعة مع مدارس ومؤسسات خمتلفة<br />
يف أملانيا. فبيلفيلد وديسّ او وإمندنغن وهامبورغ أصبحت حمطّ ات دائمة للتبادل الطالبي الثقايف. وحتّى لو كان من احملبّذ إرسال<br />
طلبة يتعلّمون اللغة األملانيّة برغبة إىل أملانيا على حنو سريع، غري أنّ عمليّة التبادل معقّ دة باستمرار وليس من السهل تنظيمها<br />
ومتويلها، حبيث فقط طالب الصفوف العليا من مساق »الدياب« )التوجيهي األملاني الدولي( هم الذين يتمتعون بالدرجة األوىل بإقامةٍ<br />
يف أملانيا، هذا مع درجة كبرية من املوثوقية.<br />
يبيت طالبنا وطالباتنا عادة خالل إقامتهم يف أملانيا لدى شركائهم األملان يف برنامج التبادل، وهؤالء بدورهم يأتون بعد ذلك يف وقتٍ<br />
ليس ببعيد إىل فلسطني لردّ الزيارة. ومن النتائج اإلجيابيّة اجلميلة هلذه الروابط العائلية هو االستخدام الفعلي والعملي للغة<br />
األجنبيّة الي يتعلّمها الطالب، أال وهي اللغة األملانيّة )ولو أنها ال تسمو من قبيل الراحة إىل مستوى اللغة اإلجنليزيّة املشرتكة(<br />
واكتسابه معرفةً عن قرب بثقافة البلد املضيف وجمريات احلياة اليوميّة فيه. فاملشاركون، أملان وفلسطينيّون، يرافقون بعضهم<br />
بعضاً إىل املدرسة حيث يقومون سويّاً بربنامج متنوّع ومثري لالهتمام ويعملون معاً يف مشروع. وبذلك يطّ لعون عن كثب خبصوصيّات<br />
البلد املضيف بشكلٍ أفضل بكثري عمّ ا لو زاروه من خالل إجازة ويكتشفون مدى األشياء املشرتكة مع اآلخرين.<br />
يف أملانيا، ويف فلسطني أيضاً، صور مشوّ هة بالفعل عن البلد اآلخر. ففي حني يرتبط بصورة أملانيا بالدرجة األوىل السيارات السّ ريعة<br />
والعبو كرة القدم املشهورون والدقّة والنظام واحرتام املواعيد، يتعلّم الطالب والطالبات خالل زياراتهم املدرسيّ ة يف أملانيا بأن هناك<br />
العديد من الطلبة األملان الغري منضبطني متاماً والغرييب األطوار وأنّ ليس كلّ السيارات األملانيّة سريعة أو العبو كرة القدم ماهرين<br />
بالقدر الذي يتوهّ مونه. وباملقابل يتعلّم الطلبة األملان الذي يأتون إىل فلسطني ومبخيلتهم أحياناً صور رومانسيّة عن املشرق أو صورٍ<br />
مرعبة عن احلروب )أي تصوّرات ترتاوح ما بني »مجالٍ يف الصحراء« إىل »أمورٍ ما تتعلّق بالصراع« وتصل إىل حدّ أن الفلسطينيّني<br />
»أناسٌ إرهابيّون«( فيكتشفون بأن الفلسطينيني والفلسطينيّات أناس لطفاء وودودون وكرماء قبل كلّ شيء وهم »طبيعيّون« متاماً<br />
كغريهم من البشر الذين يشاطرونهم قواسم مشرتكة عديدة واهتمامات مماثلة.<br />
ولذا ليس اهلدف من مثل هذه الربامج التبادليّة الطالبية معرفة البلد ومواطنيه ولغته وجمريات حياته اليوميّة فقط، بل أيضاً<br />
املساهمة يف إحالل السّ الم يف منطقة تعصف فيها احلروب واألزمات. وبذلك تنشأ يف كثريٍ من األحيان صداقات ومعارف متتدّ<br />
لسنوات طويلة.<br />
ترمجة من األصل األملاني: زكي ج. عواد<br />
2017<br />
14<br />
YEAR BOOK