المراة الجديدة
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
املرأة <strong>الجديدة</strong><br />
التي لم تنلها املرأة الغربية إلا في هذا القرن وبعض القرن الذي سبق؛ حتى إنها لا تزال<br />
محرومة من بعض الحقوق، وهي الآن مشتغلة باملطالبة بها.<br />
فإذا كانت شريعتنا قررت للمرأة كفاءة ذاتية في تدبري ثروتها والتصرف فيها، وحثت<br />
على تعليمها وتهذيبها، ولم تحجر عليها الاحتراف بأيّة صنعة، أوالاشتغال بأي عمل،<br />
وبالغت في املساواة بينها وبني الرجل إلى حد أن أباحت لها أن تكون وصية على الرجل،<br />
وأن تتولى وظيفة الإفتاء والقضاء، أي: وظيفة الحكم بني الناس بالعدل، وقد ولى عمر —<br />
رضى الله عنه — على أسواق املدينة نساء، مع وجود الرجال من الصحابة وغريهم، مع أن<br />
القوانني الفرنسية لم تمنح النساء حق الاحتراف بصنعة املحاماة، إلا في العام املاضي.<br />
إذا كانت شريعتنا تحامي عن املرأة إلى هذا الحد، وتمنحها هذه الدرجة من الحرية،<br />
فهل يجدر بنا — في هذا العصر — أن نغفل مقاصد شرعنا، ونهمل الوسائل التي تؤهل<br />
املرأة إلى استعمال هذه الحقوق النفسية، ونضيع وقتنا في مناقشات نظرية لا تنتج إلا<br />
تعويقنا عن التقدم في طريق إصلاح أحوالنا؟<br />
لا أظن أن ذلك يليق بنا، وأرجو أن كثريًا من القراء يرون مثل رأينا.<br />
12