المراة الجديدة
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
املرأة <strong>الجديدة</strong><br />
بأن املرأة ليست مثل الرجل في الخلقة وأنه يوجد بني الصنفني اختلافات تشريحية<br />
وفسيولوجية يتميز بها كل صنف عن الآخر. ولكن ليس في هذه الاختلافات ما يدل على<br />
أن أحد الصنفني أرقى من الآخر أو أحط منه.<br />
ذلك ما يستنتج من كلام العلامة (جاك لوربيب) في كتابه املسمى: (املرأة أمام املعلم).<br />
وقال الأستاذ فرشلو: «إني ألقيت دروسً ا كثرية في العلوم الحسابية وعلوم الأخلاق<br />
والفلسفة لطلبة العلم، وكان بينهم كثري من النساء، والذي شاهدته بنفسي هو أنه لا يوجد<br />
فرق بني الصنفني، وكانت نسبة الدرجات بينهما واحدة».<br />
وقال العلامة (ما نتجازا املدرس لعلم الإنسان والعضو في مجلس الشيوخ الطلياني<br />
في كتاب جديد سماه (فسلوجيا املرأة): «جميع املناقشات عبث إذا أريد أن يتوصل بها<br />
على اختلاف القوى العقلية بني الصنفني» ثم قال:<br />
«ما أكفر الرجل! ألجأه كبره أن يزوّر حتى في علم التشريح، فلم يكتف بأن<br />
يغتصب املحل الأول في العالم، بل أراد أن يبرهن أن املرأة أقل منه في الإنسانية،<br />
وأنها في مرتبة بني القرد والإنسان؛ ولهذا فيكون له الحق في أن يجردها من<br />
الحقوق التي منحها نفسَ ه، كأنه نسي أن الذات التي يريد أن يحط بقدرها هي<br />
أمه، والحقيقة أن املرأة — أمام علم التشريح — ليست أقل درجة من الرجل ولا<br />
أرقى منه، وإنما تختلف عنه؛ لأن لها وظائف تقوم بها غري وظائف الرجل».<br />
وقد بني هذا العالم الاختلافات الدقيقة التي توجد بني الرجل واملرأة بالنسبة<br />
للإحساسات والعواطف، فقال ملخصه:<br />
«إن السبب في أهم ما تختلف فيه املرأة عن الرجل من الجهة الأدبية هو<br />
الاستعباد الذي استولى على املرأة زمانًا طويلاً ؛ حيث تغلب الرجل على املرأة<br />
في الطبقة السفلى بقوة عضلاته، وفي الطبقات الأخرى بعلو معارفه وتربيته،<br />
وهذه املنزلة املنحطة قضت على املرأة بأن تستعمل حيل الرقيق لتدافق نفسها،<br />
ويظهر أن الرجل يمتاز عليها بقوة عزيمته وزيادة الثبات في أعماله، ولكنها<br />
تمتاز عليه في قوة الإحساس وتحمل الآلام، وهي تصبر على الأمراض والعلميات<br />
الجراحية صبرًا يعجز عنه الرجل، وربما كان السبب في ذلك أنها أقل أثَرَةً من<br />
الرجل، أو أنها اعتادت على الاستسلام والخضوع.<br />
32