المراة الجديدة
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
املرأة <strong>الجديدة</strong><br />
مستقلني في معيشتهم الخاصة استقلالً تامًا، وأن سلطة الحكومة وتداخلها في شئون<br />
الأفراد يكادان أن يكونا معدومني؛ ولهذا زادت حرية النساء فيها عما هي في أوروبا بكثري،<br />
حيث تساوى املرأة والرجل من البلاد الأمريكية في جميع الحقوق الشخصية، وفي بعض<br />
تلك الولايات تمت املساواة بينهما أيضا في الحقوق السياسية.<br />
ففي ولاية (بومنج) نالت النساء حق الانتخابات السياسية من سنة ١٨٦٩. وإني<br />
أنقل هنا رأي رئيس حكومتها (املسيو شامبل) الذي جاهر به في خطبة ألقاها بعد سنتني<br />
من العمل بهذا القانون قال:<br />
مضت سنتان والنساء بحكم القانون يستعملن حقوقهن السياسية، فينتخبن<br />
نواب الأمة وينُبن بأنفسهن عنها، ويجلسن في مراكز القضاء، ويؤدين ما دون<br />
ذلك من الوظائف العمومية، ومن العدل أن النساء قد قمن بهذه الواجبات<br />
<strong>الجديدة</strong> على وجه من الرزانة وحصافة الرأي وسلامة الذوق لا ينقص عما<br />
يقوم به الرجال. وهذه التجربة بالنسبة لقصر مدتها لا تصلح أن تكون دليلا<br />
مقنعا لإثبات استعداد املرأة في القيام بمهام الحكومة، لكنها تحمل على حسن<br />
الظن بفطرة املرأة. وما دام الحال على هذا املنوال، فلهن الحق في الاستمرار.<br />
وبعد تجربة أخرى مدة أربع سنني قال الرئيس املذكور:<br />
مضى اليومَ ست سنني ونحن نجرب النساء في استعمال حقوقهن السياسية،<br />
وقد أعلنت رأيي في جلسة سابقة، وصرحت بالفوائد التي أظهرتها التجربة،<br />
والآن أقول: إن ما شاهدته في هذه الست أقنعني إقناعا تاما بأننا أصبنا في<br />
تخويل النساء حق الانتخاب. وأن مساواة املرأة للرجل في الحقوق السياسية قد<br />
نجحت بالتجربة نجاحا لا يماري فيه أحد.<br />
وبعد ذلك بسنتني تعني رئيس آخر للحكومة وهو الجنرال (طاير). وقد انتخب من<br />
بني أعضاء مجلس شيوخ الولايات املتحدة. فخطب قائلا:<br />
لقد مضى ثماني سنني والنساء يتمتعن في أرضنا بالحقوق السياسية، وكل يوم<br />
يمر يزيد الأهالي ثقة بالنساء، وفي رأيي أن هذه نتيجة حسنة؛ لأنها موافقة<br />
ملصالح أمتنا).<br />
16