23.12.2015 Views

المراة الجديدة

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

املرأة <strong>الجديدة</strong><br />

ومزاياه تنحصر في أمر واحد هو أنه يقلل الزنا؛ حيث يحول بني الصنفني،‏ ويمنع<br />

الاختلاط بينهما في الظاهر،‏ وإن لم ينزع امليل إليه من النفوس،‏ فيكون ما يسمونه:‏ عفة<br />

على حد ما قيل:‏<br />

‏«إن من العصمة ألا تحد»‏ فالأجساد في صيانة،‏ وأغلب القلوب في خيانة!‏<br />

وأما الحرية فمزاياها هي إزالة جميع املضار التي تنشأ عن الحجاب،‏ وسبق ذكرها<br />

وضررها الوحيد أنها في مبدئها تؤدي إلى سوء الاستعمال،‏ ولكن مع مرور الزمن تستعد<br />

املرأة إلى أن تعرف مسئوليتها،‏ وتتحمل تبعة أعمالها وتتعود على الاعتماد على نفسها<br />

واملدافعة عن شرفها؛ حتى تتربى فيها فضيلة العفة الحقيقية،‏ التي هي ترفع النفس<br />

املختارة الحرة عن القبيح،‏ لا خوفا من عقاب ولا طمعًا في مكافأة ولا وجود حائل ليس<br />

في الإمكان إزالته بل؛ لأنه قبيح في نفسه.‏<br />

وليس من املمكن أن تصل املرأة إلى هذه املنزلة الأدبية ما دامت في الحجاب،‏ ولكن<br />

من السهل جدًا أن تصل إليها بالحرية.‏<br />

تصل إليها كما وصلت إليها غريها من النساء الغربيات،‏ فإنا نرى أنه كما زيد في<br />

حرية املرأة الغربية زاد عندها الشعور بالاحترام لنفسها ولزوجها ولعائلتها.‏<br />

قال الهامة ‏(مانتجازا):‏ ‏(أعظم شيء يؤثر في أخلاق البنات الحرية التي تعطى إليهن<br />

من عهد طفولتهن).‏<br />

وقال:‏ ‏«إن الفضائل الجليلة التي تشاهد عند النساء اللاتي يتمتعن بحريتهن لا<br />

يصح أن تنسب إلى الإقليم؛ لأني وجدت هذه الفضائل في ‏«بيونس–آيرس»‏ التي تشتد فيها<br />

الحرارة ويصفو فيها أديم السماء،‏ وتنمو فيها الثرثرة العمومية،‏ ولو كان لطبيعة الإقليم<br />

مثل هذه الأثر في الأخلاق لفسدت أخلاق النساء في تلك البلاد.‏<br />

كانت البنات لا يخرجن من الأديرة إلا عند الزواج،‏ وكن جاهلات بكل ما يتعلق<br />

بالحب فكن يتلقني دروس الحب من غري الزواج في أغلب الأحيان؛ ذلك لأن من القواعد<br />

العامة أن البنت التي لا تختار زوجها بل تكلف بقبوله تكون قد قطعت نصف املسافة<br />

التي توصلها إلى الخطيئة،‏ فلا شيء يقي البنت من الفساد مثل اختيارها زوجها بنفسها<br />

بعد أن تعرفه وتقارن بينه وبني غريه من الرجال».‏<br />

وقال في وصف نساء وطنه:‏ ‏«إن املرأة الطليانية أقل من غريها عفة؛ لأنها تتزوج<br />

غالبًا من غري أن تحب زوجها.‏ وكذلك الحال تقريبا في نساء فرنسا».‏<br />

40

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!