المراة الجديدة
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
املرأة <strong>الجديدة</strong><br />
البلدية ومركز الانتخابات؛ وما ذلك إلا لأن الخمارة هي املحل الوحيد الذي لا تدخل فيه<br />
املرأة.»<br />
لعل القارئ يستغرب كيف أن الرجال في أمريكا يرون أن لا سبيل إلى محاربة الفسق<br />
وفساد الأخلاق إلا بمعرفة النساء. هذا أمر يحتاج إلى البيان؛ ولذلك أنقل هنا رأي القاضي<br />
الأمريكاني (جون لينجمان) وقد نشر في سنة ١٨٨٢ في أهم جرائد أوروبا قال:<br />
كان الرجال قبل اشتراك النساء في الوظائف العمومية إذا اجتمعوا في مكان<br />
واحد لا يخلو جيب واحد منهم من مسدس، فإذا قام نزاع خفيف بني بعض<br />
الحاضرين، لم يكن ينتهي عادة إلا بقتل أو جرح، وكان املحلفون يحكمون في<br />
الغالب ببراءة الجانني، فلما اشتركت النساء في الوظائف القضائية مع الرجال،<br />
نتج عن ذلك معاقبة املذنبني، وكذلك كان املحلفون لا يهتمون بالعقوبة على<br />
السكر والقمار، فتغري الحال الآن، وقد ترتب على حضور النساء في الجلسات<br />
اننا نرى الآن قاعدتها متحلية من النظام والأدب والوقار بأكثر هما مما كان<br />
يعرف فيها من قبل.<br />
ولم يترتب على اشتغال النساء بالوظائف العمومية أنهن أهملن ما يجب<br />
عليهن في منازلهن، ولم يصل إلى علمي أن زوجًا اشتكى زوجته بسبب اشتغالها<br />
عن مصالح منزلها باملصالح العامة، ولم أر شقاقا بني زوجني بسبب اختلاف<br />
آرائهما السياسية ولم أسمع به، على أني أعرف عدة عائلات ينتمي فيها الزوج<br />
إلى حزب، والزوجة إلى حزب آخر.<br />
على أن املرأة الأمريكية منحت في جميع الولايات املتحدة حظًا عظيما من الحقوق<br />
العمومية؛ فلها أن تحترف بحرفة املحاماة، وتترافع أمام جميع املحاكم. يوجد قضاة<br />
من النساء في ولايات (كانساس) و(بومنج) و(كوملبيه) و(شيلي) و(زيلندا) وغريها، وعني<br />
بعض أفرادهن في وظيفة نائب عمومي. ويوجد عدد عظيم منهن في نظارات الخارجية<br />
والداخلية والحربية.<br />
أما عدد النساء املشتغلات بتحرير العقود الرسمية. والنساء القسيسات. واملهندسات<br />
ومديرات الجرائد، واملستخدمات في الرصد خانات والبوسطة، والتلغرافات، فلا يكاد<br />
يحصى.<br />
18