المراة الجديدة
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
املرأة <strong>الجديدة</strong><br />
ومن هذا القبيل أن ملك (سيام) كان له عدد من النساء عَهِ د إليهن بحراسته، وكان امللك<br />
(الداهومية بها نزن) الذي استولى الفرنساويون على بلاده من بضع سنني، خمسمائة<br />
جندي من الرجال وخمسمائة من النساء.<br />
وملا ودّع الإنسان بداوته، واتخذ وطنا قارّا، واشتغل بالزراعة وجد نظام البيت، ومن<br />
أهم ما ساعد على تشكيل العائلة، أنه كان لكل عائلة معبودٌ خاص بها تختاره من بني<br />
أسلافها، كما كان جاريا عند اليونان والرومان والهنود والجرمانيني، وكما هو جار إلى<br />
الآن عند الأمم املتوحشة، وله بقية في بلاد الصني، وكانت العائلة تقدم القربان إلى آلهتها،<br />
فكان هذا باعثا للرجل على استبقاء ذرية تقوم بتأدية الخدمات الدينية.<br />
وترتب على دخول املرأة في العائلة حرمانها من استقلالها؛ لذلك نرى رئيس العائلة<br />
عند اليونان والرومان والجرمانيني والهنود والصينيني والعرب مالكا لزوجته، وكان<br />
يملكها كما يملك الرقيق بطريق الشراء، بمعنى أن عقد الزواج كان يحصل على صورة<br />
بيع وشراء، وهذا أمر يعلمه كل مطلع على القانون الروماني، وذكره املؤرخون، ورواه<br />
السياح املعاصرون لنا، يشتري الرجل زوجته من أبيها فتنتقل إليه جميع حقوق الأب<br />
عليها. ويجوز له أن يتصرف فيها بالبيع لشخص آخر. فإذا مات انتقلت مع تركته إلى<br />
ورثته من أولادها الذكور أو غريهم.<br />
ومما يتبع هذه الحال أن املرأة لا تملك شيئا لنفسها ولا ترث وإن يتزوج الرجل<br />
بعدة نساء؛ لأن الوحدة في الزواج تفرض املساواة بني الزوجني في الحقوق والواجبات.<br />
ثم خفت صولة الرجل على املرأة نوعا بتأثري الحكومة، فردت إليها حق امللك كله أو<br />
بعضه، وحق الإرث تاما أو ناقصا على حسب الشرائع، ولكن حماية الحكومة للمرأة لم<br />
تبلغ في أيّ بلد من البلاد إلى حد أنها سوّت بني الرجل واملرأة في الحقوق، فاملرأة في الهند<br />
كانت مجردة عن شخصيتها الشرعية، وعند اليونان كانت السناء مكلفات بأن يعشن في<br />
الحجاب التام. ولا يخرجن من بيوتهم إلا عند الضرورة، وعند الرومان كانت املرأة في<br />
حكم القاصر، وفي مبدأ تاريخ أوربا عندما كانت خاضعة إلى سلطة الكنيسة والقانون<br />
الروماني، كانت في أسوأ حال، حتى إن بعض رجال الدين أنكروا أن لها روحا خالدة،<br />
وعرضت هذه املسألة على املجمع الذي انعقد في (ماون) في سنة ٥٨٦ فقرر بعد بحث<br />
طويل ومناقشة حادة أن املرأة إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل.<br />
وكان من الضروري أن تعيش تحت قوامة رجل وهو أبوها قبل زوجها، ثم زوجها<br />
بعد الزواج، وأحد أبنائها إذا مات الزوج، وأحد أقاربها من الذكور أو أقارب زوجها إن<br />
14