المراة الجديدة
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
املرأة <strong>الجديدة</strong><br />
وبالجملة فالاختلاف بيننا وبني الغربيني منشؤه أن الغربيني فهموا طبيعة الإنسان<br />
واحترموا شخصيته فمنحوا املرأة ما منحوا أنفسهم من الحقوق في جميع ما يتعلق بالحياة<br />
الخاصة، ولم ينازعها أحد منهم في حق التمتع بحريتها في الأعمال البدنية والعقلية، إلا<br />
ما حرمته الآداب. وسووا بينها وبني الرجل في كل ذلك، وإنما اختلفوا في مسألة مساواتها<br />
بالرجل في الحياة العامة؛ فريى بعضهم أن اشتغالها بالأعمال يخرجها عن دائرة وظيفتها<br />
الطبيعية، ويرى البعض الآخر أن هذه الوظيفة الطبيعية لا تشغل حياة املرأة كلها، ولا<br />
تشغل كل امرأة، فقرروا املساواة بينها وبني الرجال أيضا فيما يتعلق بالحياة العامة.<br />
أما نحن فإننا لا ننظر إلى املرأة نظرنا إلى الرجل، ولم تستعد عقولنا إلى إدراك هذه<br />
الحقيقة الظاهرة وهي أن املرأة إنسان مثل الرجل، فجردناها عن استعمال جميع حقوق<br />
الإنسان، وحرمانها من جميع مزايا الحياة الخاصة والعامة، أما اشتغال املرأة بالأعمال<br />
العامة، فهو مما لا يدخل تحت مطالبتنا في هذا الكتاب؛ ولهذا لا نرى فائدة في الكلام فيه،<br />
وأما ما يتعلق بالحياة الخاصة للمرأة، فهو الذي نقصد البحث فيه، وهذا البحث يتناول<br />
ثلاث مسائل:<br />
الأولى: حرية املرأة.<br />
الثانية: الواجب على املرأة لنفسها.<br />
الثالثة: الواجب على املرأة لعائلتها.<br />
وسنتكلم عليها على هذا الترتيب، ويلي ذلك مبحث في التربية والحجاب، ثم خاتمة<br />
تحتوي على حالة الأفكار الآن في مصر بالنسبة للنساء.<br />
24