ا٠لنظو٠ة الدينية يف الرتاث اإلسال٠ي . ٠ن خالل كتاب ا٠للل والنحل للشهرس

املنظومة الدينية يف الرتاث اإلسالمي
من خالل كتاب امللل والنحل للشهرستاني
د.‏ طييب غماري
الكتاب ال تكمن فقط يف حجم املعلومات اليت قدمها الشهرساتين عن
امللل والنحل،‏ بل وأيضا يف املنهج العلمي الذي تبناه الكاتب يف تقديم هذه
املعطيات وشرحها وحتليلها،‏ األمر الذي جعل من هذا املصنف مشروعا
حقيقيا للبحث يف احلقل التنظيمي الديين،‏ مشروع مل يقم الالحقون
مبواصلته ليتأسس من خالل الرتاكم حوله نظرية علمية إسالمية تهتم
بتصنيف ومقارنة األديان،‏ فكان مصري هذا املشروع نفس مصري مشروع
إبن خلدون من بعده،‏ أي السقوط يف غياهب النسيان،‏ وتنتظر األمة جميء
املستشرقني،‏ ليقوموا بنفض الغبار عن هذه األعمال الكبرية،‏ ونبقى حنن
منبهرين ورمبا غري مصدقني بأن تراثنا حيتوي على مثل هذه اإلسهامات
اجلليلة.‏
إن القارئ ملقدمة الشهرستاني اليت أوضح فيها وبشكل دقيق
منهجه يف التصنيف،‏ ال يشعر باالغرتاب بالنسبة للمناهج األكادميية
احلديثة،‏ لقد قام يف هذه املقدمة بتحديد وبدقة ووضوح األطر النظرية
اليت سيعتمد عليها يف تصنيفه لألديان.‏ إن الفصل الذي قام به
الشهرستاني فيما يتعلق بتعريف املفاهيم األساسية،‏ وفيما يتعلق مبعايري
التصنيف املعتمدة،‏ كان فصل العارف بصعوبة التحكم يف موضوع
الدين خاصة عندما يتعلق األمر بالتعرض للعديد من امللل والنحل.‏
منهج الشهرستاني يف كتاب امللل والنحل:‏
التصنيف:‏ يوضح الشهرستاني يف مقدمته األوىل،‏ األسس املعتمدة
يف تصنيف ‏"أهل العامل"‏ أي تصنيف البشر،‏ حيث أوضح ان هناك أربعة
معايري ميكن أن تعتمد يف تصنيف العلماء للناس:‏ ‏)الشهرستاني،‏
:6441
)65
2102
الناصرية للدراسات االجتماعية والتارخيية 02
العدد الثاني
جوان