٠حافظة ادارية في سهل نينوى

كيف تكون لنا قائمة من هذا السبات الذي طال ليله ونحن نعيش في وسط موبوء بالحقد والكراهية والعنف حتى بين
المسيحيين أنفسهم؟
أال نخجل من الحالة المُزرية التي وصلنا اليها حدّ‏ التراشق بالكلمات البذيئة بعضنا البعض وتخوين واتهام كل من
يخالفنا في الرأي وكأنّه عدوّ‏ لنا؟
أين نحن من ابائنا الذين قدّموا للعالم العلم والمعرفة واألخالق وقبل هذا وذاك قدموا للعالم بشرى الخالص حيث
كانوا رسل المسيح يصنعون السالم والمحبة أينما وجدوا وحيثما حلّوا,‏ وكانوا في طليعة الذين بشروا بالمسيح
المُخلّص؟
اليوم نعيش البلبلة في لغة التفاهم حيث اصبحنا غرباء في الوطن قبل ان نكون غرباء في المهجر,‏ وفقدنا التواصل
والتفاهم وخسرنا هويتنا الحقيقية وفقدنا ذاكرتنا التاريخية وفقدنا السالم مع أنفسنا ومع اآلخرين,‏ واألكثر ايالما هو
ان الكثيرين منا فقدوا ايمانهم بمسيحهم الذي هو اساس وحدتنا وبقائنا وتميّزنا عن االخرين.‏
نريد اليوم ان نعيد مجد بابل واشور ونبكي على بابل كما بكى اليهود على اورشليم عندما كانوا منفيين في بابل,‏
ولكن نسينا مجد يسوع المسيح الذي هو األساس والذي عليه يجب ان نبني مستقبلنا وحياتنا ألنّ‏ الكل زائل ويبقى
المسيح هو الباقي وعليه يجب أن يكون رجائنا في الخالص.‏ نسينا أنّ‏ برج بابل هيكل الوثنية قد زيل واصبح اطالال
ومدينة نينوى أصبحت مدينة األشباح وهيكل سليمان لم يبقى فيه حجر على حجر,‏ فالكل زائل ويبقي يسوع المسيح
الذي هو وحده نتكل عليه ليكون صخرة ايماننا وهو ملكنا وربنا وفادينا ومخلصنا وقائدنا وراعينا من كل ظالم
وعاتي.‏
بابل األمس)التي تعني باب ايل,‏ اي باب أألله(‏ هي رمز بلبلة األلسنة وعدم التفاهم والتواصل بين الشعوب وحتى
بين الشعب الواحد)‏ كلمة"‏ البلبلة"‏ قد تعني التشتيت والتفريق والبعثرة وقد تعني ايضا معنى التخريب والفوضى(.‏
برج بابل يصعد باألنسان نحو السماء الى هللا,‏ لكن يبقى أألنسان كما هو.‏ بينما الكنيسة اورشليم الجديدة تُنزِل هللا
ليتجسد على أألرض لكي يصعد األنسان نحو هللا ويرتقي فيها وعليها.‏
‏.يقول األب بولص الفغالي في شرحه لبلبلة األلسن واللغة كما ورد في سفر التكوين
‏"عندما يقول الكتاب:‏ كانت األرض كلها لغة واحدة وكالماً‏ واحداً‏ ‏)تكوين 00:0(، فهو يعني وحدة سياسية
واقتصادية خضعت لها الشعوب المغلوبة على أمرها.‏ وعندما يقول إن هللا بلبل لغة هؤالء الشعوب وشتّتهم
2(، فهو يعني أن هذه الوحدة تفكّكت كالسبحة التي انقطع خيطها.‏ اجتمعت هذه الشعوب بطريقة سطحية،‏ ولكنهم ما
عتموا أن طلبوا استقالالً‏ بعضهم عن بعض،‏ فعاش كل شعب منعزالً‏ عن اآلخر وتكلم لغة ال يفهما اآلخر.‏ ‏.....أن
حديثهم كان يشبه ما يسمّى ‏"حوار الطرشان"....‏ ثم إن كل وحدة ال ترتكز على هللا تبقى واهية وهي ال تدوم،‏ وكل
وحدة ترتكز على المصلحة تدوم ما دامت المصلحة وتزول ساعة تزول المصلحة.....‏
:00(
:31(
‏...يمكن لبعض االقوياء أن يستعبدونا موقتاً.‏ بل يطردوننا من بيوتنا وأرضنا.‏ ولكن يد هللا القديرة تدافع عن شعبه
المؤمن،‏ وتنجّيه من كل شر،‏ وتخزي جميع أعدائه".‏
برج بابل هو رمز القوة المعادية هلل،‏ وبابل الخاطئة هي صورة عن العالم الخاطئ الذي يتمرّد على هللا.‏ في هذا
السبيل يقول إرميا ي‎2‎ (: ‏"قد أخذت بابل وأخزيت أصنامها.‏ فإن أمة طلعت عليها من الشمال فتجعل أرضها
مستوحشة".‏ ويقول أشعيا 21(: ‏"فبابل فخر الممالك تصير كسدوم وعمورة.‏ فال تُسكن أبداً‏ وال تعمّر
إلى جيل فجيل".‏ أما سفر الرؤيا فيهتف"‏ سقطت،‏ سقطت بابل العظيمة"‏ ‏)رؤ ألنها تمثّل عالماً‏ أنكر وجود
هللا وصار مسكناً‏ للشياطين ومأوى لجميع االرواح النجسة ‏)رؤ وسيحلّ‏ محل بابل مدينةٌ‏ أخرى هي
أورشليم السماوية،‏ رمز الجماعة البشرية التي يوحّد هللا بين أفرادها."‏
)3 :00
.)2
:03
-02 :08(
14