Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
الكنائس وواقع الشعب الكلداني السرياني االشوري<br />
مشاركات : 0 | مشاهدات : 835 |<br />
2011-03-30 11:23:17<br />
الكنيسة والقومية وواقع شعبنا الكلداني األشوري السرياني<br />
ليون برخو<br />
ليون برخو<br />
جامعة يونشوبنك<br />
مقدمة<br />
السويد –<br />
هذه مساهمة متواضعة أقدم فيها رأيا أستند فيه إلى ما نتناوله في األروقة األكاديمية اليوم من أراء ومفاهيم علمية حول العالقة التي تربط<br />
وأسبابها ونتائجها وتحليل هذه النتائج في ضوء المعطيات الحديثة وربطها بواقع الحال الذي يعيشه شعبنا اليوم.<br />
الكنيسة مع القومية<br />
وأي دراسة في هذا المجال ال بد وأن تستند إلى اإلنجيل وكتابات الرسل السيما رسائل مار بولس وكذلك فالسفة يأتي في مقدمتهم كارل ماركس )الفيلسوف وليس<br />
الشيوعي( وبعده جاك دريدا الفيلسوف الفرنسي الذي فتح أعين العالم المتحضر وأعيننا جميعا ال بل ساهم في تعريتنا، ليس من مالبسنا، بل من كل ما دخل في<br />
عقولنا من شوائب ومواقف تبدو لنا منطقية ومقبولة ولكنها في واقع الحال تقف ضد رسالة اإلنجيل وكذلك تتعارض مع أبسط المبادىء القومية.<br />
ال ثالث الفصل الكنائس وواقع الشعب الكلداني السرياني االشوري مشاركات : 0 | مشاهدات : 835 | 2011-03-30 11:23:17 الكنيسة والقومية وواقع شعبنا الكلداني األشوري السرياني ليون برخو ليون برخو جامعة يونشوبنك مقدمة السويد – هذه مساهمة متواضعة أقدم فيها رأيا أستند فيه إلى ما نتناوله في األروقة األكاديمية اليوم من أراء ومفاهيم علمية حول العالقة التي تربط وأسبابها ونتائجها وتحليل هذه النتائج في ضوء المعطيات الحديثة وربطها بواقع الحال الذي يعيشه شعبنا اليوم. الكنيسة مع القومية وأي دراسة في هذا المجال ال بد وأن تستند إلى اإلنجيل وكتابات الرسل السيما رسائل مار بولس وكذلك فالسفة يأتي في مقدمتهم كارل ماركس )الفيلسوف وليس الشيوعي( وبعده جاك دريدا الفيلسوف الفرنسي الذي فتح أعين العالم المتحضر وأعيننا جميعا ال بل ساهم في تعريتنا، ليس من مالبسنا، بل من كل ما دخل في عقولنا من شوائب ومواقف تبدو لنا منطقية ومقبولة ولكنها في واقع الحال تقف ضد رسالة اإلنجيل وكذلك تتعارض مع أبسط المبادىء القومية. 26
رسالة المسيح والقومية الذي يقرأ اإلنجيل والرسائل التي وصلتنا من تالمذة المسيح الذين عاشوا عصره يخرج بمحصلة واضحة: رسالة المسيح رسالة أممية وليست قومية والدليل أنها أنقذت مفهوم السماء وإدراكنا لوجود إله خالق وقادرعلى كل شيء من الفئوية والتعصب والتقوقع التوراتي. أي ان هللا ورسالة السماء هي لكل األمم بمختلف ألوانها ولغاتها وغير محددة بزمان ومكان وشعب معين. بمعنى أخر لم يصبح ممكنا للتوارتيين القول أن هللا يعود لهم فقط من بين األمم جمعاء. ولغتنا السريانية تبدع في الفصل بين المفهوم التوراتي والمفهوم اإلنجيلي لرسالة السماء حيث تميز بين ܥܡܐ و ܥܡܡܐ من حيث المدلول والمضمون الالهوتي والمعنوي والتاريخي. اللفظة األولى )عما ܥܡܐ( توراتية المعنى وتشير إلى الشعب التوراتي )اليهودي( والثانية )عممى ܥܡܡܐ( أممية المعنى تشير إلى اإلنسانية جمعاء دون تميز وفصل على اإلطالق. ويرد اللفظان مرارا وتكرارا في تراثنا السرياني ال سيما الطقسي والكنسي منه. ويقدم لنا مار بولس في رسائله مثاال يوضح لنا هذا الموقف بالتفصيل حين يقول ان المسيج بكرازته وموته وقيامته جعل كل البشر بمختلف قومياتهم وألوانهم أمة واحدة حيث ال فرق بعد اليوم بين العبد والحر، بين المرأة والرجل. وزاد قائال في تحد كبير لزمانه ومكانه أنه ال فرق في رسالة السماء التي أتى بها المسيح بين عبراني وروماني ويوناني وأرامي )وبالمناسبة يذكر مار بولس اسماء معظم األمم في وقته وليس من بينها األسمين اللذين أقضّا مضاجعنا وهما األشوري والكلداني ولو كان لهما حضور يذكر عندئذ ال أعتقد أن عبقريا مثل مار بولس لم تلد الكنيسة مثله ألغفلهما(. الكنيسة والدين نميز نحن المختصين بشؤون األديان بين الكنيسة والدين إستنادا إلى ما أتى به فالسفة الدراسات اإلنسانية من أمثال ماركس ودريدا وهبرماز وفوكو وغيرهم. الكنيسة هي رسالة السماء كما تتمثل في النصوص األساسية )وهنا أعني اإلنجيل والرسائل(. أما الدين فهو جرّ رسالة السماء إلى األرض، اي تطبيق المبادىء األساسية لهذه الرسالة. وكما يحدث مع كل األفكار واإليديولوجيات يحدث كذلك مع األفكار والمفاهيم حتى التي كانت من السماء. تطبيق الفكر والرسالة يدخلنا في أمور أرضية غالبا ال عالقة لها باألمور السماوية. واليوم يلعن الكثير من الماركسيين الشيوعية ألنها جرّت فكر وإيديولجية ماركس عكس الهدف األساسي من الفكر ذاته. ماذا عن الدين وبما أننا نتحدث عن الدين فلنتعمق في هذا الشأن بعض الشيء. رسالة المسيح أتت كم قلنا لتخلصنا من المفهوم التوراتي الضيق ولتفتح ذهننا إلى عالمية إنسانيتنا وكوننا متساوين جميعا أمام هللا رغم إختالفنا في اللون واإلثنية واللغة وما شاكله. وهذا معناه أنه ال يجوز لفرقة مسيحية او مذهب مسيحي إحتكار إسم المسيح والسماء وهللا. إن فعلوا ذلك معناه أنهم اعادونا إلى العصر التوراتي، وبمعنى أخر وكأن المسيح لم يأت بعد وليس لنا علم على اإلطالق برسالته. ولكن ما حدث في المسيحية وما يحدث اليوم هو وكأن المسيحية ال زالت تحت نير الناموس )التوراة( وليس األيمان والمحبة، كما يقول مار بولس. وهكذا ترى كل مذهب ينفي ليس وجود بل حق وحصة المذهب األخر في رسالة السماء. والحاضر والتاريخ يقدمان شواهد ال تحصى عن كيفية إحتكار مذهب مسيحي معين لرسالة السماء والحكم على المذاهب األخرى بخروجها عن صراط الرسالة المستقيم وعليه وجب الحكم عليها باإلعدام. التباري بوال ء الطاعة لرجال الدين وألن الدين شيء ورسالة السماء شيء أخر ترى ان المذاهب المسيحية تتبارى برجال دينها وتدين لهم بالوالء ال بل قد يصل إلى حمل السالح والقتال من أجلهم )والتاريخ القديم والحديث مليء باألمثلة( والقيام بأمور ال يقبلها حتى المفهوم اإلنساني البدائي الفطري مثل حرق الناس أحياء والقتل والبطش وإستخدام خطاب يتطاير شررا إلقصاء األخرين. وهكذا غالبا ما تُسحب رسالة السماء من سماويتها ويضعها رجال الدين تحت أقدامهم خدمة لمصالحهم. وإال كيف يمكن أن نتصور أن يحتكر شخص وهو بشر مثلنا ومن أي دين كان ومهما عال شأنه ومقامه الرسالة كلها بشخصه ووجوده كإنسان؟ وفي هذه الحال تصبح رسالة السماء نقمة بدال من أن تكون نعمة عندما ينبري شخص ويجعل نفسه مكان صاحب رسالة السماء محتكرا التفسير وجاعال من تفسيره للنص المقدس أكثر قدسية من النص المقدس ذاته. أي يحل رجل الدين محل صاحب رسالة السماء. وهنا تكمن الكارثة وتزداد الكارثة سوءا عندما يبدأ الناس بمغادرة الرسالة ووضع مصيرهم في يد رجل الدين الذي يقوم بتخديرهم لدرجة أنهم يعتقدون ان هللا ورسالته السماوية متمثالن فيه. ولهذا السبب أطلق ماركس مقولته الشهيرة: "الدين أفيون الشعوب." ماركس عبقري زمانه وهو الفيلسوف الذي ندرّسه في الجامعات ونحث أنفسنا وطلبتنا على إعادة قراءته إلكتشاف أنفسنا. ماركس لم يقل "رسالة السماء اواإلنجيل أفيون الشعوب. بل الدين )اي رجال الدين( أفيون الشعوب. وهو ودريدا الذي أتى بعده يميزان في كتاباتهما بين رسالة السماء أي الفكر الذي أتى به أصحابها والدين او المؤسسة الدينية التي تحاول تطبيقه على األرض، ودريدا ال يحلل المسيحية فقط بل يتطرق إلى اإلسالم أيضا وبالتفصيل. 27